شنت قوات الأمن السورية أمس حملة اعتقالات جديدة، وأمهلت الذين قاموا بـ "أفعال مخالفة للقانون" 15 يوما لتسليم أنفسهم، في وقت دعا المعارضون إلى القيام بتظاهرات "للتضامن" مع مدينة درعا المحاصرة.
وفيما تتواصل موجة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد منذ شهرين ونصف، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس إن نظام الأسد "سيسقط" إذا واصل قمعه العنيف للمتظاهرين.
وبحسب موقع المعارضة "ثورة سورية 2011" فإن قوات الأمن دخلت فجر أمس إلى كفر نبول الواقعة على بعد 320 كلم شمال دمشق، وفتشت المنازل واعتقلت 26 شخصا. ودعا الموقع إلى التعبئة منتصف كل يوم في كل المدن السورية تضامنا مع مدينة درعا و"كل المدن المحاصرة".
كما أعلنت منظمات حقوقية أمس أيضا عن اعتقال المحاميين نادر الحسامي في حمص والمحامي عبد الله الخليل في الرقة (شمال)، و28 آخرين في سراقب (ريف أدلب) بينهم نجلا المعارض البارز المعتقل محمود باريش، أيهم وشادي.
وفرقت السلطات بالقوة أمس تجمعا في دمشق ضم حوالي 150 امرأة دعما لدرعا، فيما أوقفت صحفية سورية على ما أكدت إحدى المشاركات.
وقالت الممثلة فدوى سليمان "إن النساء كن صحفيات وجامعيات وفنانات ومثقفات "من جميع الطوائف" ورفعن لافتات كتب عليها "لا للعنف" و"لا للقتل" و"ارفعوا الحصار عن أطفال درعا".
وكان مدير منظمة إنسان الحقوقية وسام طريف أكد أمس اعتقال 2130 شخصا منذ 15 مارس، مرجحا تجاوز العدد خمسة آلاف معتقل. وبحسب المنظمة تم اعتقال 3 مصريين و7 لبنانيين، و3 أوروبيين، وجزائري غالبيتهم صحفيون دخلوا الأراضي السورية دون إذن عمل.
في غضون ذلك، طالبت وزارة الداخلية "المواطنين الذين غرر بهم وشاركوا أو قاموا بأعمال يعاقب عليها القانون بتسليم أنفسهم وأسلحتهم والإعلام عن المخربين والإرهابيين وأماكن وجود الأسلحة خلال 15 يوما". وأوضحت الوزارة أنه "سيصار إلى إعفاء هؤلاء من العقاب والتبعات القانونية وعدم ملاحقتهم وذلك اعتبارا من تاريخه وحتى الخامس عشر من الشهر الجاري".
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري مسؤول أن "عمليات الملاحقة في درعا أمس أسفرت عن مقتل عشرة عناصر من المجموعات الإرهابية واعتقال 499 منهم ".
وكانت السفارة الأميركية مسرحا لأول تظاهرة تخرج في دمشق بعد حصولها على موافقة رسمية, حيث تجمع مئات السوريين وبعض الأجانب أمام السفارة أول من أمس مطالبين "الولايات المتحدة بعدم التدخل بالشؤون الداخلية في سورية".
وكان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه توقع أمس سقوط نظام الأسد إذا واصل قمعه العنيف للمتظاهرين. وقال لإذاعة أوروبا1 "إذا استمر النظام السوري على هذا النهج من القمع فإنه سيسقط يوما ما".
وتابع أن "موقف فرنسا واضح جدا. عبرنا عن إدانتنا لكل الذين قاموا بمثل هذه الجرائم ونحن ندينهم بأشد العبارات" مذكرا بأن الاتحاد الأوروبي بصدد وضع عقوبات ضد النظام السوري. وأوضح "نحن بصدد العمل مع شركائنا الأوروبيين لتحديد عدد من العقوبات في المستوى الأوروبي وذلك ليس فقط لتأكيد إدانتنا بل تحركنا للتصدي لمثل هذه السلوكيات".