أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الإثنين 2011/05/02) أن الهجوم الذي أسفر عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان قد تم "يوم أمس (الأحد)، بتوجيه مني".
وقال إنه بعد "معركة بالأسلحة" قتل بن لادن واستحوذت الولايات المتحدة على جثته.
وأوضح الرئيس الأميركي أن مسؤولين أمنيين باكستانيين ساعدوا في "قيادتنا إلى بن لادن "وأعرب عن شكره للرئيس الباكستاني آصف علي زرداري على هذا التعاون.
بينما وصف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش موت بن لادن بأنه "إنجاز مهم".
وفي خطاب أوباما "يمكنني أن أبلغ الشعب الأميركي والعالم أن الولايات المتحدة نفذت عملية أسفرت عن مقتل أسامة بن لادن".
وأكد أنه لم يصب أي أميركي في العملية التي توجت بمقتل بن لادن والتي جاءت نتيجة لعمل أجهزة الاستخبارات الأميركية.
وأوضح أن أسامة بن لادن قتل خارج إسلام أباد وأنه جثته بحوزة الأميركيين.
وشدد على أن الولايات المتحدة لم تكن في حرب ضد الإسلام ولكن ضد الإرهاب وتنظيم القاعدة.
وكانت عملية تعقب زعيم تنظيم القاعدة قد بدأت بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 التي أسفرت عن مقتل أكثر من 3 آلاف شخص في نيويورك وواشنطن واستمرت لقرابة 10 أعوام إلى أن جاء الإعلان عن مقتله اليوم (الإثنين 2011/05/02).
وأضاف أوباما: أميركا ستظل يقظة في الداخل والخارج وقال مثلما قال بوش تماما إن الولايات المتحدة ليست في حرب ضد الإسلام، والتعاون مع باكستان في مجال مكافحة الإرهاب ساعد في التوصل إلى بن لادن.
كما أفاد أن أميركا ستدافع بلا هوادة عن المواطنين الأميركيين والحلفاء.
من جهة أخرى تجمع عدد من الأميركيين الذين لوحوا بالأعلام أمام البيت الأبيض في وقت مبكر من صباح اليوم الإثنين للاحتفال بالأخبار التي تسربت عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وردد الحشدالنشيد الوطني الأميركي.
وتحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل قليل إلى الشعب للإعلان رسميا عن مقتل بن لادن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفاصيل العملية ورصاص بالرأس أودى به
قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أنه يعتقد أن 3 أشخاص بالغين قتلوا إلى جانب بن لادن في العملية من بينهم ابن بالغ لزعيم تنظيم القاعدة.
وفور مقتل بن لادن أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيرا من السفر لكل الأميركيين في شتى أنحاء العالم محذرة من أعمال عنف محتملة ضد الأميركيين.
كما ذكر مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة تجري اختبارا للحمض النووي لزعيم تنظيم القاعدة القتيل واستخدمت تقنيات للتعرف على الوجه للمساعدة في تحديد هويته.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن القوة التي قتلته في معركة بباكستان والتي قاوم خلالها وقتل بالرصاص في رأسه. وقال المسؤول إن نتائج تحليل الحمض النووي ستظهر في الأيام القليلة القادمة.
وقال ناصر خان وهو أحد سكان البلدة "بعد منتصف الليل طوق عدد كبير من أفراد الكوماندوس المجمع. حلقت 3 طائرات هليكوبتر. وفجأة أطلقت النيران على طائرات الهليكوبتر من على الأرض".
وأضاف خان الذي تابع المشهد من على سطح منزله "أطلقت النيران بكثافة ثم رأيت إحدى طائرات الهليكوبتر تسقط".
وقال مسؤولون أمنيون باكستانيون كبار إن العملية التي نفذت نحو الساعة 1.30 صباحا شاركت فيها طائرات هليكوبتر وقوات برية".
وذكرت وسائل إعلام محلية أن طائرة هليكوبتر عسكرية باكستانية سقطت قرب أبوت أباد ليل الأحد مما أسفر عن سقوط قتيل وجريحين. ولم يتضح ما إذا كان سقوط الطائرة مرتبطا بمقتل بن لادن لكن شهودا تحدثوا عن إطلاق نيران كثيف قبل تحطم واحدة من طائرتي هليكوبتر كانتا تحلقان على ارتفاع منخفض قرب الأكاديمية العسكرية.
وعرض تلفزيون أكسبرس 24/7 صورة لمن قال إنه بن لادن مقتولا بالرصاص في رأسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاعدة تواجه أزمة بعد مقتل بن لادن
من جهة أخرى تجمع عدد من الأميركيين الذين لوحوا بالأعلام أمام البيت الأبيض في وقت مبكر من صباح اليوم الإثنين للاحتفال بالأخبار التي تسربت عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وردد الحشدالنشيد الوطني الأميركي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلقاء بن لادن في البحر
وأعلنت شبكتا التلفزيون الأميركيتان "سي إن إن" و"إم إس إن بي سي" أن جثمان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي قتلته وحدة كوماندوس أميركية في باكستان، قد ألقي في البحر.
كما أعرب عدد من المحللين عن اعتقادهم بأن شبكة القاعدة تواجه أزمة قيادية إثر الإعلان عن مقتل زعيمها أسامة بن لادن في باكستان مشيرين إلى تراجع شعبيته التنظيم الأم الذي أصيب بضعف يفقده قدرته للسيطرة على الفروع الكثيرة.
وقال خبير الحركات الإسلامية محمد أبو رمان أن "بن لادن مثل رمزا للقاعدة كونه امتلك كاريزما افتقدها الآخرون، والتأثير الرئيس المباشر لمقتله هو أزمة القيادة التي ستصيب التنظيم".
وأضاف أبو رمان أن "أي شخصية أخرى لا تمتلك المزايا ذاتها فأيمن الظواهري، الرجل الثاني في التنظيم ليس موضع إجماع فضلا عن الخلافات حول شخصه وستسود حالة من القلق صفوف قادة الجماعات القريبة من القاعدة بسبب مقتله".
وتابع "على الصعيد الميداني، لقد تحولت القاعدة من تنظيم هرمي إلى شبكات محلية فالصلات بين بن لادن والقاعدة في العالم العربي كانت عبارة عن توجيهات إعلامية شكلت عاملا مهما. لذا، فإن التوجيه المعنوي سيغيب" عن الأنصار.
وأوضح ردا على سؤال أن "مقتله يتزامن مع ثورات في دول عربية حيث شباب الفيسبوك لا علاقة لهم بأفكاره فهم يريدون خيارات مختلفة تتفق مع ثقافتهم".
ورأى أن "القاعدة تراجعت في الآونة الأخيرة ولم تعد تحظى بشعبية كانت تتمتع بها قبل أعوام قليلة، ولو قتل بن لادن قبل مدة لكان تاثير ذلك أكبر وأوسع مدى. أما الآن فاإن الجماهير لا ترى في القاعدة خيارا مقنعا أو مقبولا لديها".
كما اعتبر أن "مقتله يشكل تراجعا رمزيا للقاعدة أكثر مما هو عملي، لأن شعبيته بدأت تعاني من الضمور قبل فترة".
وختم موضحا أنه "إذا استمر خط التحولات في العالم العربي، أتوقع أن تصبح الجماعات المرتبطة بالقاعدة متجاوبة مع المعطيات المحلية أكثر من عولمة الجهاد كما يحدث في مصر حاليا حيث تطغى النزعة المحلية على مناقشات وهموم الجمعات السلفية".
من جهته، قال الخبير في شؤون "الجهادية السلفية" حسن أن "غياب بن لادن رغم رمزيته بالنسبة للحركات الجهادية السلفية لن يترك تأثيرا كبيرا على هذه الجماعات لأنه لم يعد يسيطر على الفروع منذ العام 2001 إثر هجمات 11 سبتمبر 2001 كما لم يعد هناك تنظيم كبير للقاعدة".
وأضاف "لقد بايعت مجموعات في مختلف مناطق العالم الإسلامي من القوقاز شرقا حتى المغرب العربي بن لادن زعيما بحيث تحولت القاعدة إلى نموذج إرشادي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترحيب دولي بمقتل بن لادن
أشادت حكومات وزعماء بقتل أسامة بن لادن بوصفه نجاحا هائلا في الحرب ضد تنظيم القاعدة وسيجعل العالم أكثر أمانا لكن في بعض أجزاء العالم استعد السكان القلقون لمواجهة الانتقام.
* مصدر مسؤول سعودي: المملكة تأمل أن يساعد مقتل بن لادن في مكافحة الإرهاب.
عبر مصدر مسؤول عن أمل المملكة العربية السعودية بأن يشكل القضاء على زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي خطوة نحو دعم الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب وتفكيك خلاياه، والقضاء على الفكر الضال الذي يقف وراءه ، خصوصاً وأن شعب المملكة من بين أكثر الشعوب التي استهدفها هذا التنظيم الإرهابي بجرائمه وإزهاقه للأرواح البريئة التي حرمها الله إلا بالحق، وترويع الآمنين وزعزعة أمن واستقرار المجتمع ، قال الله تعالى: (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا).
* المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن "انتصار لقوى السلام".
* وزير الخارجية الألماني: خبر مقتل بن لادن "نبأ مفرحا لجميع الناس المسالمين في العالم والذين يفكرون بحرية".
وأضاف أن "أسامة بن لادن كان من أشد الإرهابيين في العالم وحشية"، داعيا هو الآخر إلى توخي الحذر.
* الرئيس الأفغاني: يجب على طالبان تعلم درس من ذلك. يجب أن تكف طالبان عن القتال.
* حلف شمال الأطلسي: مقتل أسامة بن لادن يمثل "نجاحا كبيرا" لأمن أعضاء الحلف.
* النمسا: حذر ميشائيل شبيندلجر وزير الخارجية النمساوي من أن مقتل بن لادن لا يجب أن يعتبر انتصارا نهائيا على الإرهاب ويجب علينا أن نظل يقظين.
* أسبانيا: مقتل زعيم تنظيم القاعدة خطوة حاسمة في مكافحة الإرهاب الدولي.
* السلطة الفلسطينية: مقتل أسامة بن لادن على أيدي القوات الأميركية "مفيد لقضية السلام".
* باراك أوباما: مقتل بن لادن يمثل أكبر إنجاز حتى الآن في جهود بلادنا لهزيمة القاعدة.
* رئيس الوزراء البريطاني: مقتل بن لادن مبعث ارتياح كبير للكثيرين في شتى أنحاء العالم.
* رئيس البرلمان الأوروبي: استيقظنا على عالم أكثر أمانا.
* رئيس الوزراء الإسرائيلي: هذا نصر مدو للعدالة والحرية والقيم التي تتشارك فيها كل الدول الديمقراطية التي تقاتل بتصميم جنبا الى جنب ضد الإرهاب.
* وزارة الخارجية الهندية: قتل بن لادن علامة فارقة ناجحة.
* الحكومة البرتغالية: مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن علي أيدي القوات الخاصة الأميركية لا يمثل "نهاية" القاعدة أو الإرهاب.
* الأب فيديريكو لومباردي: "لا ينبغي أبدا أن يسر مسيحي لموت بشر ، ولكن عليه أن يفكر في مسوؤليات كل شخص أمام الله وأمام الناس".
* الحكومة الروسية: مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن نصر كبير والانتقام والعقاب أمران حتميان بالنسبة لجميع الإرهابيين.
* رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو: مقتل أسامة بن لادن على يد قوات خاصة أميركية يعد "انتصارا لكافة الدول الديمقراطية".
* وزير الخارجية الألماني: خبر جيد لجميع الناس المحبين للسلام والمفكرين بحرية في العالم أن يتم التمكن من وقف العمل الدموي لهذا الإرهابي.
* رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: مقتل بن لادن عملية تاريخية.
* وزير الخارجية السويدي: مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن يجعل العالم "أفضل "حيث أن " الكراهية التي كان ينشرها كانت تمثل تهديد لنا جميعا".
* وزيرة الخارجية الدنماركية: موت بن لادن يخلف فراغا في القاعدة ولكن المعركة ضد الإرهاب لم تنته.
* وزير خارجية النرويج: موت بن لادن سوف "يضعف" القاعدة ولكنه أضاف أن "تهديدات شبكة القاعدة سوف تبقى.
* رئيس وزراء نيوزيلندا: العالم سيكون أكثر أمنا بعد مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
* إسماعيل هنية: يستنكر اغتيال أسامة بن لادن.
* الرئيس البولندي: مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن تحذير لجميع الإرهابيين.
* رئيس وزراء التشيك: مقتل بن لادن إشارة رمزية هامة.
* اليمن ترحب بمقتل بن لادن في حين اعتبر الفرع المحلي للتنظيم الأمر "فاجعة" كما وجه زعيم إحدى الجماعات السلفية الجهادية تهديدات لليهود والنصارى.
* إيران: نقل تلفزيون "برس تي في" عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله إنه بعد مقتل أسامة بن لادن "لم يعد للولايات المتحدة وحلفائها أي مبرر لنشر قوات في الشرق الأوسط بحجة محاربة الإرهاب".
*هيلاري كلينتون:الولايات المتحدة ستواصل "محاربة" حركة طالبان في أفغانستان في أعقاب قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.
عمرو موسى: أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على ضرورة تكثيف الجهود في مواجهة الإرهاب الدولي. وقال موسى ، في تعليق على مقتل أسامه بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ، إن هناك موقفا عربيا جماعيا إزاء الإرهاب. وأضاف :"إننا لم نكن من أنصار القاعدة ولا من أنصار أي عنف ، وهذا الموقف مستمر وعليه إجماع ونحن ضد آي عنف ضد أي مدني".
تركيا : عبر الرئيس التركي عبد الله غول الاثنين عن ارتياحه لمقتل أسامة بن لادن الذي قامت بتصفيته وحدة كوماندوس أميركية في باكستان. وقال غول في تصريحات في المطار قبل أن يتوجه إلى النمسا حيث سيقوم بزيارة دولة "أشعر بارتياح كبير لموته". وأضاف أن "الطريقة التي تمت تصفيته فيها يجب أن تكون مثالا لكل العالم"، ملمحا إلى قادة إرهابيين في العالم.
مصر : أكدت على لسان وزير خارجيتها نبيل العربي ، اليوم الاثنين أنه لا يوجد تعليق رسمي على مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.
المفوضية الأوروبية في بروكسل: أكدت أن مؤسسات الاتحاد الأوروبي المختلفة لن تتخذ أية تدابير أمنية إضافية بعد الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية بيا هانساندرسن إن الاتحاد الأوروبي لا يرى وجود تهديد حالي أو في المستقبل، ولكنه يبقى حذرا تجاه كافة التهديدات الإرهابية، موضحة أن وجهة نظر الأوروبيين ترى أن التهديد الإرهابي تراجع منذ مصرع بن لادن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باكستان تتراجع .. الصورة ليست صحيحة
أوضحت قنوات التلفزيون الباكستانية التي عرضت صورة وجه مشوه جزئيا باعتبارها لأسامة بن لادن زعيم القاعدة، أن الصورة ليست صحيحة وسحبتها.
وكانت عدة قنوات خاصة عرضت الصورة مشيرة إلى اأنها لم تتاكد من صحة كونها لأسامة بن لادن الذي قتل ليل الأحد الإثنين في غارة لقوات خاصة أميركية في أبوت أباد التي تقع على بعد 50 كلم شمال غرب إسلام أباد.
وأفاد رانا جواد رئيس مكتب تلفزيون جيو في إسلام أباد "كانت في الواقع صورة خاطئة، وكان سبق عرضها على الإنترنت في 2009".
وأضاف "قلنا عند بثها أنه لا يمكننا حتى الآن تأكيد مصداقيتها وبعد التثبت سحبناها من البث".
وكانت الصورة قد أظهرت وجها مشوها جزئيا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كان أسامة بن لادن؟
ظل أسامة بن لادن طوال سنوات عديدة الرجل الأخطر والعدو الأول للولايات المتحدة، وهو ما يفسر الاحتفالات التي نظمها الأميركيون بمجرد إعلان الرئيس باراك أوباما مقتله في عملية خاطفة لقوة خاصة في باكستان. وكان بن لادن يتمتع بشخصية مميزة جعلت الكثيرين يلتفون حوله ويقتنعون بآرائه ، وكان لصوته الهادئ في نفوسهم تأثير لا يضاهيه تأثير. ولم تكن هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة والتي أسفرت عن مقتل 2976 شخصا الوحيدة في سجلات بن لادن ولكنها كانت الأخطر لأنها غيرت بالفعل الخريطة السياسية للعالم. وطوال سنوات ظلت طلة بن لادن بتسجيل صوتي أو مصور تثير المخاوف لدى الكثير من الدول لأنها لم تكن تخلو أبدا من وعيد. وفي 1988 بلور أسامة بن لادن عمله في أفغانستان بإنشاء سجلات القاعدة لتسجيل بيانات المسلحين، وانضم إليها المتطوّعون من "مركز الخدمات" من ذوي الاختصاصات العسكرية والتأهيل القتالي. وأصبحت فيما بعد رمزًا لتنظيم المسلحين وبانسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان ، وُصف ابن لادن "بالبطل".
* ولد بن لادن عام 1957 وهو واحد من أكثر من 50 ابنا لقطب المقاولات المليونير محمد بن لادن وترتيبه بين إخوانه وأخواته هو الـ17 من أصل 52 أخا وأختا. وكانت زيجته الأولى من قرية سورية وهو في السابعة عشرة من عمره ويقال إن له 23 ابنا على الأقل مما لا يقل عن خمس زوجات ، درس بن لادن في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وحصل على بكالوريوس في الاقتصاد ، فيما تتحدث بعض التقارير أنه نال شهادة في الهندسة المدنية عام 1979 ليتولى إدارة أعمال شركة بن لادن و تحمل بعض من المسؤولية عن أبيه في إدارة الشركة. وبعد وفاة محمد بن لادن والد أسامة ، ترك الأول ثروة لأبنائه تقدر بـ 900 مليون دولار.ومكنته ثروته وعلاقاته من تحقيق أهدافه في دعم المجاهدين الأفغان ضد الغزو السوفييتي لأفغانستان سنة 1979. وفي سنة 1984 ، أسس بن لادن منظمة دعوية وأسماها "مركز الخدمات" وقاعدة للتدريب على فنون الحرب والعمليات المسلحة باسم "معسكر الفاروق" لدعم وتمويل المجهود الحربي "للمجاهدين الأفغان" (وللمجاهدين العرب والأجانب فيما بعد).ونجح بن لادن في تصدير أفكاره إلى جنوب شرق آسيا والولايات المتحدة وأفريقيا وأوروبا. وبعدها غادر السودان عام 1996 ، متوجها إلى أفغانستان نتيجة علاقته القوية بجماعة طالبان التي كانت تحكم أفغانستان. وهناك أعلن الحرب على الولايات المتحدة. وفي سنة 1998 ، تلاقت جهود أسامة بن لادن مع جهود أيمن الظواهري الأمين العام لتنظيم الجهاد الإسلامي المصري المحظور، وأطلق الاثنان فتوى تدعو إلى "قتل الأميركان وحلفائهم أينما كانوا وإلى إجلائهم من المسجد الأقصى". وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى بن لادن والقاعدة. وفي ديسمبر 2001 ، تمكنت القوات الأميركية من الحصول على شريط فيديو يصور بن لادن مع جمع من مؤيديه يتحدث فيه عن دهشته من كمية الخراب والقتلى التي لم تكن بالحسبان بل فاقت توقعاته. ولأسامة بن لادن 11 ابنا بعضهم يعيشون في السعودية ومنهم عبدالله وعلي وعمر.وهناك 6 آخرين يقيمون في الخارج وهم سعد وحمزة وسيف ومحمد وخالد ولادن.
- وينحى باللائمة على بن لادن في التخطيط لسلسلة هجمات على أهداف أميركية في أفريقيا والشرق الأوسط في التسعينات لقناعته بأن المسلمين ضحايا للإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة. وتبرأت منه عائلته التي حققت ثراء وأسقطت عنه الجنسية السعودية والذي تنحدر أسرته من أصول يمنية .
- قاتل في العمليات التي مولتها الولايات المتحدة في الثمانينات ضد القوات السوفيتية في أفغانستان حيث أسس تنظيم القاعدة. وعاد إلى أفغانستان في التسعينات ودرب إسلاميين متشددين من شتى أنحاء العالم في معسكرات سمحت حركة طالبان التي كانت تحكم البلاد بعملها.
- لم يمس بن لادن الطويل النحيل الملتحي أي سوء حين شنت الولايات المتحدة هجمات بالصواريخ على معسكراته في أفغانستان بعد تفجير سفارتين للولايات المتحدة في شرق أفريقيا عام 1998 . وتشير بعض التقارير إلى أنه كاد يفقد حياته في انفجار قنبلة أميركية خلال ملاحقة متشددين في أواخر عام 2001 بجبال تورا بورا في شرق أفغانستان.
- وافق بن لادن على شن هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة والتي أسفرت عن سقوط 3 آلاف قتيل وقال فيما بعد إن النتائج فاقت توقعاته. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في إلقاء القبض على بن لادن وبعدها نجح في الهروب من أكبر عملية بحث عن مطلوب في العالم لعشر سنوات إذ بحث عنه آلاف الجنود الأميركيين والباكستانيين.
- بث بن لادن وساعده الأيمن أيمن الظواهري وحلفاؤهما أكثر من 60 رسالة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.
- في تسجيل فيديو في سبتمبر 2007 بمناسبة الذكرى السادسة لهجمات 11 سبتمبر قال بن لادن إن الولايات المتحدة ضعيفة على الرغم من قوتها الاقتصادية والعسكرية لكنه لم يوجه تهديدات محددة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طالبان باكستان تهدد بمهاجمة أهداف أميركية
هددت حركة طالبان الباكستانية بمهاجمة أهداف باكستانية وأميركية بعد إعلان واشنطن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في بلدة قريبة من العاصمة الباكستانية.
وقال المتحدث باسم طالبان إحسان الله إحسان لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من مكان لم يكشف عنه "إذا استشهد (بن لادن) فسننتقم لمقتله ونشن هجمات ضد الحكومتين الأميركية والباكستانية وقواتهما الأمنية".
وأضاف أن "هؤلاء الأشخاص هم في الحقيقة أعداء الإسلام".
وأكد المتحدث أن الحركة نفسها لم تتمكن من تأكيد مقتل بن لادن الذي أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وأضاف "إذا استشهد (بن لادن)، فإن ذلك نصر عظيم لنا لأن الشهادة هي هدفنا جميعا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفاعلات اقتصادية فورية في الأسواق العالمية ( النفط ـ الذهب ـ الدولار ـ الأسهم ) بعد النبأ
تراجع الذهب من مستوى قياسي مرتفع اليوم الإثنين وسجلت الفضة أكبر هبوط في يوم واحد منذ ديسمبر 2008 بعد نبأ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في عملية قادتها الولايات المتحدة في باكستان.
وانخفض الذهب في السوق الفورية إلى نحو 1540 دولارا للأوقية بعد أن سجل في وقت سابق ارتفاعا قياسيا جديدا عند 1575.79 دولارا. وكان قد تعافى الذهب إلى 1553.00 دولارا للأوقية مقابل 1563.65 دولارا في أواخر التعاملات في نيويورك يوم الجمعة.
وبلغت الفضة 45.12 دولارا للأوقية مقابل 47.80 دولارا بعد أن هبطت في وقت سابق إلى نحو 43.04 دولارا.
وتراجعت أسعار النفط والذهب بعد نبأ مقتل بن لادن إذ افتقدت قدرا من العلاوة السعرية للمخاطر التي دعمت أسعار السلع الأولية بينما تعافى الدولار من أدنى مستوى في 3 سنوات مما شكل مزيدا من الضغوط على الذهب وصعدت أسواق الأسهم.
وهبطت الفضة 10% في أسرع هبوط منذ أواخر 2008 متضررة بتعافي الدولار.
وبينما هبط الذهب بداية بما يزيد عن 5% بعد نبأ مقتل بن لادن يتوقع تجار أن يواصل الذهب اتجاهه الصعودي نظرا للظروف السياسية وأوضاع الاقتصاد الكلي.
ولا يزال الذهب مدعوما بمخاوف حول السلامة المالية لبعض اقتصادات منطقة اليورو وعجز الميزانية الأميركية والسياسة النقدية شديدة التيسير في الولايات المتحدة.
وبلغ البلاتين 1853.99 دولارا للأوقية مقابل 1864.25 دولارا بينما بلغ البلاديوم 780.47 دولارا للأوقية مقابل 789.35 دولارا.
وقفزت أسعار السندات الآجلة الأميركية، فيما تراجع خام النفط إلى أدنى مستوى له في أسبوعين، وانخفض الين
الياباني وهوى سعر الفضة بنسبة كبيرة بلغت 13%.
وذكرت وكالة أنباء بلومبيرج الاقتصادية الأميركية أن أسعار السندات الآجلة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفعت بنسبة 0,7% في طوكيو عند الساعة الرابعة بعد الظهر، بما يشير إلى أن الأسهم الأميركية قد تواصل مسيرة مكاسبها لليوم الرابع.
وقالت الوكالة إن مؤشر "إم إس سي آي آشيا باسيفيك" الذي يرصد أداء بورصات شرق آسيا والمحيط الهادئ باستثناء بورصة طوكيو حقق مكاسب بنسبة 0,7% مما يجعله يصل إلى أعلى مستوى إغلاق منذ يوم 19 يناير الماضي، وأضاف مؤشر "ستوكس يوروب 600" 0,4% مواصلا مسيرة ارتفاع لمدة 7 أيام.
وتراجع الين أمام 14 عملة من أصل 16 عملة رئيسة. وانخفض خام النفط بنسبة 1,3% في نيويورك. وهوت الفضة بعد أن قامت مؤسسة "سي إم إي جروب" بزيادة الحد الأدنى الذي يتعين على المتعاملين إيداعه لمراكز المضاربة.
وكانت الأسهم الآسيوية قد حققت مكاسب أولية بعد أن قال رجل الأعمال الثري وارن بافيت إن شركة "بيركشاير هاثواي" ستكون "سعيدة" بالاستثمار في اليابان وأماكن أخرى في المنطقة، في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات ارتفاع صادارت كوريا الجنوبية إلى رقم قياسي في أبريل، وإعلان وزير الخزانة الأسترالي واين سوان أن ميزانية الأسبوع القادم تتوقع خلق 500 ألف وظيفة في غضون عامين.
ونقلت بلومبيرج عن جوناثان رافيلاس كبير محللي السوق في مصرف "بنكو دي أورو يونيبنك" في مانيلا إن "هذا تطور إيجابي في الحملة ضد الإرهاب وكان وجود بن لادن خلال السنوات العشر الأخيرة مصدر تهديد خطير على
الاستقرار العالمي. الجانب السلبي في الأمر أن ذلك قد يعقبه عمليات انتقامية من جانب مؤيديه".
وشهد مؤشر بورصة باكستان القياسي "كيه إس إيه 100" تغيرا طفيفا بعد أن ارتفع بنسبة 0,6% في وقت سابق.
وذكرت بلومبيرج أن مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الخضراء أمام سلة من العملات لـ6 شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة، ارتفع بنسبة 0,2% ليصل إلى 73,110 نقطة مقابل 72,933 نقطة بعد أن لامس في وقت سابق حاجز 72,813 نقطة في أدنى مستوى له منذ سبتمبر عام 2008.
وتم تداول الدولار على 81,50 ينا مقابل 81,19 ينا في نيويورك الأسبوع الماضي.
وقال كينيوكي هيراي مدير وحدة تداول الصرف الأجنبي في مصرف "طوكيو ميتسوبيشي يو إف جي" إن "هذه أنباء طيبة للولايات المتحدة وتعني أن الدولار سيحقق مكاسب وهذا قد يقلل عبء النفقات العسكرية على الولايات
المتحدة ويثبت أن عملية أوباما كانت سليمة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحذيرات دولية من العواقب:
حذرت وزارة الخارجية الأميركية رعاياها على مستوى العالم من "زيادة احتمال أعمال العنف ضد الأميركيين".
وقالت الوزارة في بيان "نظرا إلى عدم التيقن والاضطراب المحيطين بالوضع الحالي فإننا نحث المواطنين الأميركيين في المناطق التي قد تسبب فيها الأحداث أعمال عنف ضد الأميركيين على الحد من خروجهم من منازلهم وفنادقهم وتجنب التجمعات والمظاهرات".
وأصدرت أستراليا تحذيرا مماثلا. وفي الدول التي توجد بها أعداد كبيرة من المسلمين أحيطت المدارس الدولية والسفارات والأهداف المحتملة الأخرى بإجراءات أمنية إضافية تحسبا لشن عمليات انتقامية.
من جهتها حذرت الشرطة الدولية (الأنتربول) من احتمال وجود "خطر إرهابي أكبر" من العادة بعد تصفية أسامة بن لادن.
وقالت المنظمة في بيان إن مقتل أسامة بن لادن يؤدي إلى "خطر إرهابي أكبر من جانب القاعدة أو إرهابيين يستلهمون من القاعدة".
ونقل البيان عن الأمين العام للأنتربول رونالد نوبل أن "أهم إرهابي مطارد في العالم لم يعد موجودا لكن موت بن لادن لا يعني زوال المنظمات المرتبطة بالقاعدة أو التي تستلهم منها، وستواصل التورط في هجمات إرهابية في العالم".
وأضاف "علينا أن نبقى موحدين ونواصل التركيز على تعاوننا وعملنا ليس ضد هذا التهديد العالمي وحده بل ضد الإرهاب الذي ترتكبه أي مجموعة في أي مكان".
كما رفعت سلطات الأمن بمطار القاهرة الدولى وشركة مصر للطيران درجة الاستعداد القصوى على الرحلات المتجهة إلى مختلف دول العالم بصفة عامة وإلى نيويرك بصفة خاصة على خلفية مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة على أيدي قوة خاصة أميريكة في باكستان.
وتأتي هذه الإجراءات تحسبا لأي عمليات انتقامية يقوم بها تنظيم القاعدة في أي بقعة من العالم ردا على مقتل زعيمه.
وأكد شريف علام رئيس قطاع الأمن بالشركة القابضة لمصر للطيران أنه تم رفع درجة التأهب والاستعداد القصوى وزيادة ودعم عدد رجال الأمن أثناء إنهاء إجراءات السفر من مطار القاهرة على رحلات مصر للطيران ، وقال إنه
تم اتخاذ إجراءات أمنية إضافية بالتنسيق مع الجانب الأميركي .
وأشار إلى أن إدارة أمن النقل الأميركي تطالب بين فترة وأخرى بعمليات تعديل في الإجراءات كان آخرها المطالبة بزيادة قوة أجهزة الكشف بالأشعة لتكون أكثر دقة في اختراق محتويات الحقائب والطرود وتم تنفيذ تلك المتطلبات.
وقال إنه من المتوقع أن تطالب إدارة أمن النقل الأميركي بمزيد من الإجراءات الأمنية خلال اليومين القادمين، مشيرا إلى أن عمليات تفتيش الحقائب على رحلات نيويورك تتم بالعديد من الخطوات والمراحل الأمنية من بينها المرور على أجهزة الكشف بالأشعة وتفتيشها يدويا بنسبة 100% بما فيها حقائب الهاند باج وتعرف الركاب عليها قبل السفر.
وقال إن الشركة تعاقدت مؤخرا على جهاز كشف أشعة صغير خاص بالكشف على طرود البريد وتم استلامه وسيتم تركيبه والعمل قريبا به في قرية البضائع.
ومن جانبه صرح مسؤول بمطار القاهرة بأن رحلات شركة دلتا الأميركية بين القاهرة وواشنطن لا تعمل حاليا حيث كانت توقفت منذ اندلاع ثورة 25 يناير في مصر وينم نقل ركابها بين الدولتين عبر هولندا على طائرة الخطوط الجوية الهولندية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أميركا عثرت على مخبأ بن لادن الفخم قبل 9 أشهر وعملية تصفيته استغرقت 40 دقيقة
قادت سنوات من الجهود الاستخباراتية التي قامت بها الولايات المتحدة إلى شن الغارة على مخبأ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أدت إلى مقتله، بعد أن تعقب عملاء الاستخبارات الأميركية مرسالا كان محل ثقة بن لادن، حسب مسؤولين.
والعملية التي استغرقت أقل من40 دقيقة، كانت نتيجة جهد مدروس إذ كثفت أجهزة الاستخبارات الأميركية بحثها عن بن لادن عدة أشهر، فيما كان مسؤولون في الإدارة الأميركية يخططون لعملية اقتناصه الخطرة داخل باكستان.
وتعود جذور هذه الغارة إلى ما قبل 4 سنوات عندما تمكنت أجهزة الاستخبارات أخيرا من رصد مرسال شخصي لبن لادن ليحدث الانفراج الذي طال انتظاره، حسب ما صرح مسؤول أميركي بارز للصحافيين.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن أشخاصا مشتبه بضلوعهم في الإرهاب قالوا أثناء التحقيق معهم إن "هذا الرجل هو أحد مراسلي القاعدة القلائل الذين يثق بهم بن لادن".
وأضاف "قالوا إن هذا الشخص ربما يعيش مع بن لادن ويحميه. إلا أننا لم نتمكن لعدة سنوات من التعرف على اسمه الحقيقي أو على موقعه".
ولكن قبل عامين ذكرت أجهزة الاستخبارات الأميركية أنها "حددت مناطق يعمل فيها هذا المرسال وشقيقه .. لكننا لم نستطع أن نحدد بالضبط مكان إقامته نظرا للإجراءات الأمنية المشددة التي يتخذها وشقيقه".
وأضاف أن "حذرهما الشديد عزز اعتقادنا بأننا نسير على الطريق الصحيح. وبعد ذلك وفي أغسطس 2010 عثرنا على المسكن".
وعلى الفور استرعى هذا المجمع الواقع في إحدى المناطق الفخمة في أبوت أباد على بعد نحو 50 كلم شمال غرب العاصمة إسلام أباد، اهتمام المحللين الاستخباراتيين، حسب المسؤول.
وقال المسؤول "عندما شاهدنا المجمع الذي يعيش فيها الشقيقان، صدمنا لما رأيناه".
فقد كان للمجمع بوابتان مؤمنتان، وكان أكبر بكثير من باقي المنازل في المنطقة. ورغم أن قيمته تبلغ مليون دولار ليس فيه هاتف أو إنترنت.
وقال المسؤول إن "الإجراءات الأمنية التي كانت تحيط بالمجمع غير عادية. فقد كان يحيط به 12 جدارا بارتفاع 18 قدم (نحو 5,4 أمتار) يعلوها سياج شائك. كما تقسم جدران داخلية أجزاء من المجمع لتوفير مزيد من الخصوصية".
وأضاف "استخلص المحللون الاستخباراتيون أن هذا المجمع بني خصيصا لإخفاء شخص مهم".
وما لبثت واشنطن أن تأكدت أنه إضافة إلى المبعوث وشريكه، فإن عائلة أخرى تعيش في المجمع تطابق مواصفاتها مواصفات عائلة بن لادن بمن فيهم صغرى زوجاته.
وقال المسؤول "كل شيء رأيناه. الإجراءات الأمنية المشددة للغاية، وخلفية الشقيقين وتصرفاتهما، وموقع وتصميم المجمع نفسه، كان يتناسب بشكل تام مع المواصفات التي حددها خبراؤنا لما يمكن أن يكون عليه مخبأ بن لادن".
وحصلت الأجهزة الاستخباراتية على تأكيد من مصادر أخرى على أنه من المرجح أن يكون بن لادن في ذلك المجمع، إلا أنها بذلت جهدا كبيرا في التأكد من معلوماتها.
وأضاف المسؤول "كانت كل المواصفات تنطبق على بن لادن".
وبحلول فبراير كانت أجهزة الاستخبارات مقتنعة بأنها عثرت على بن لادن. وبدأ البيت الأبيض استعداداته لشن غارة داخل باكستان، حسب المسؤولين.
وعكف مسؤولون أمنيون بارزون على التخطيط للعملية "لمدة أشهر واطلعوا الرئيس الأميركي على تطوراتها بشكل منتظم"، حسب مصدر آخر في الإدارة.
وقال المسؤول إن "الجدران العالية والإجراءات الأمنية التي تحيط بالمبنى وموقعه وقربه من إسلام أباد، جعل من هذه المهمة خطرة بشكل خاص".
وبدءا من مارس شرع أوباما في عقد سلسلة من الاجتماعات مع فريقه الأمني لدراسة مختلف الخيارات.
ولم يكن على علم بهذه التطورات سوى عدد قليل من مسؤولي الإدارة الأميركية، كما اختارت الإدارة الأميركية عدم إبلاغ باكستان.
وقال مسؤول ثالث طلب عدم الكشف عن هويته "لم نطلع أي بلد آخر حتى باكستان على المعلومات الاستخباراتية التي حصلنا عليها. كان هذا لسبب واحد فقط هو أننا اعتقدنا أن ذلك ضروري لأمن العملية ولأمن قواتنا".
وفي الساعة 8,20 دقيقة من الجمعة بتوقيت واشنطن أصدر أوباما قرار تنفيذ الغارة بواسطة مروحيات قبل أن يتوجه في رحلة إلى ألاباما، كما صرح مسؤولون.
وقال مسؤول آخر إنه في "غارة جراحية" الأحد لم تستغرق سوى 40 دقيقة، نقلت مروحيات أميركية "فريقا صغيرا" إلى المجمع المحصن.
وقتل الفريق أسامة بن لادن في اشتباك مسلح كما قتل المرسال وشقيقه وابن بالغ لأسامة بن لادن، حسب مسؤول آخر.
وقتلت امرأة في العملية وقال مسؤولون أميركيون إن أحد مسلحي بن لادن استخدمها كدرع بشري.
وضم الفريق الأميركي الذي لم يصب أي من عناصره بجروح خطيرة، عددا من عناصر قوات العمليات الخاصة، إلا أن المسؤولين الأميركيين رفضوا الكشف عن تفاصيل العملية.
وصرح مسؤول أن مروحية شاركت في الغارة سقطت بسبب "خلل فني".
وقال إن طاقم المروحية قاموا بتفجيرها "واستقل عناصر القوة المهاجمة وطاقم المروحية، المروحية الأخرى للخروج من المجمع".
وفي وقت متأخر من ليل الأحد الاثنين ابلغ البيت الأبيض وسائل الإعلام أن الرئيس الأميركي سيلقي خطابا تلفزيونيا للتحدث عن مسالة أمنية مهمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهجوم على بن لادن كان يستهدف قتله وليس اعتقاله
ذكرت محطة "سي.إن.إن" الأميركية الإخبارية أن عملية اقتحام المبنى الذي كان يختبئ فيه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان كانت تستهدف قتله وليس اعتقاله.
وأضافت المحطة اليوم الاثنين استنادا إلى مصادر رسمية أن الأمر كان يدور حول "مهمة قتل".
وقد أعلنت الولايات المتحدة مقتل بن لادن خلال عملية نفذتها قوة أمريكية خاصة في باكستان أمس الأحد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسؤولو القاعدة الذين قتلوا أو اعتقلوا منذ هجمات 11 سبتمبر
بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الأحد في عملية نفذها مجموعة كومندوس أميركية في باكستان، هؤلاء هم أبرز مسؤولي التنظيم الذين تمت تصفيتهم أو اعتقالهم منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
* أيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم لازال طليقا.
* في 28 مارس 2002 : تم اعتقال الفلسطيني أبو زبيدة المقرب من بن لادن والذي يعد مسؤول عمليات التجنيد للعمليات الخارجية لتنظيم القاعدة، حيث جرت عملية الاعتقال في باكستان.
*- في نهاية أكتوبر : اعتقال السعودي عبد الرحيم النشيري مسؤول عمليات الخليج، في دولة الإمارات العربية المتحدة.
* في الأول من مارس 2003 تم اعتقال خالد الشيخ في باكستان، الذي يعد الشخص الثالث في الخلية التي يعتقد أنها نفذت هجمات 11 من سبتمبر في الولايات المتحدة.
* في 14 أغسطس : جرت عملية اعتقال في تايلاند للإندونيسي رضوان عصام الدين (همبالي) والذي يشتبه بكونه ممثل تنظيم القاعدة في جنوب شرق آسيا والعقل المدبر للخلية الإقليمية الجماعة الإسلامية.
*في 18يونيو 2004 : مقتل السعودي عبد العزيز بن عيسى المقرن زعيم تنظيم القاعدة في السعودية في الرياض. وكان سلفه اليمني خالد علي بن علي الحاج قد قتل بدوره قبل ثلاثة أشهر.
* في الثاني من مايو 2005 تم اعتقال الليبي أبو فرج الذي يعد الشخص الثالث في تنظيم القاعدة وزعيم خلية باكستان في شمال شرق البلاد.
* في 11أغسطس: تم اعتقال الأردني من أصول فلسطينية عمر عثمان (أبو قتادة) الذي اعتبر لفترة المرشد الروحي لتنظيم القاعدة في أوروبا، وذلك في بريطانيا للمرة الثانية.
* في 27فبراير 2006 : مقتل السعودي فهد الجوير بالقرب من الرياض وهو زعيم تنظيم القاعدة في المملكة العربية السعودية. وكان سلفه صالح العوفي قتل بدوره في أغسطس من عام 2005.
*في السابع من يونيو قتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق الأردني أبو مصعب الزرقاوي في غارة أميركية على قرية في محافظة ديالى شمال شرق بغداد.
* في 25 سبتمبر: مقتل الكويتي عمر الفاروق على يد جنود بريطانيين في محافظة البصرة جنوب العراق وهو احد القادة المفترضين لتنظيم القاعدة جنوب شرق آسيا.
* في 29 يناير 2008 مقتل أبو ليث الليبي أحد قادة تنظيم القاعدة في أفغانستان وأحد المقربين الأوائل لبن لادن، بصاروخ أميركي في شمال غرب باكستان.
*في 18 أبريل 2010 مقتل القائد السياسي لتنظيم القاعدة في العراق أبو عمر البغدادي وقائده العسكري أبو أيوب المصري في عملية أميركية عراقية مشتركة جنوب بغداد.
* في الأول من يونيو 2010: أعلن تنظيم القاعدة مقتل زعيمه في أفغانستان المصري مصطفى أبو اليزيد الذي اعتبر الشخص الثالث في تنظيم أسامة بن لادن.
*في الأول من مايو 2011: أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولايات المتحدة قتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في عملية نفذها مجموعة كومندوس أميركية في أبوتاباد المدينة الواقعة شمال إسلام أباد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسؤول أمريكي: النتائج الأولية لتحليل الحمض النووي لبن لادن تظهر "تطابقا موثوقا به جدا".