يرصد المراقب لحركة الزوار في المواقع التاريخية بالمدينة المنورة غياب المرشد السياحي الملم بحقائق التاريخ. ففي غار جبل أحد تحدثت "الوطن" إلى مجموعة من الزوار من تركيا وباكستان وبسؤالهم عن سبب حضورهم لهذا الموقع ذكر عدد منهم أن هذا المكان يحتفظ برائحة النبي الكريم، ذاكرين أنها المرة الأولى لحضورهم هذا الموقع وأن معرفتهم به قبل مغادرتهم بلادهم وصـلت لهم عبر الصور والمقاطع المرئية.

وإزاء ذلك طالب عدد من الباحثين والمهتمين بآثار المدينة المنورة التاريخية بتخصيص مرشدين للسياحة تتولى هيئة السياحة والآثار والشؤون الإسلامية والأوقاف الإشراف المباشر عليهم لضمان إيصال المعلومة الحقيقة للزوار عن المواقع التاريخية. وقال عضو المجلس البلدي بالمدينة المنورة أستاذ السيرة النبوية بجامعة طيبة سابقاً الدكتور محمد أنور البكري إن من أولويات خدمة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وضيوفها الكرام أن نوفر لهم مرشدين للسياحة الدينية كما هو موجود بدول أخرى فأهل البلد هم من يتولى الإرشاد السياحي. وأضاف: للأسف حملات الزوار القادمة من خارج المدينة يتقدمها مرشد سياحي يحضر معهم يلقنهم معلومات عن المواقع التاريخية في المدينة لا نعرف مدى صحتها أو مرجعيته التي استقى معلوماته منها ما يؤدي إلى ارتباط الزائر بمعلومات خاطئة. واقترح البكري بناء مسجد كبير في منطقة شهداء أحد يجتمع فيه الزوار وينهي مشكلة توزع الزوار للبحث عن مواقع داخل جبل أحد، وقال إن هذا الحل أثبت جدواه في منطقة المساجد السبعة عندما بني مسجد كبير أخرج الزوار من اختلافهم في المسميات وصعودهم لأماكن مرتفعه بحثاً عن مساجد صغيرة أخرى.