رحل شاعر اليمن الكبير المبصر الضرير عبدالله البردوني وفي حلقه ألف مبكية "من رهبة البوح تستحيي وتضطرب"، ولم يقدر له أن يعيش زخم التغيير الذي يتمخض في صنعاء التي وصفها بـ"حبلى وفي بطنها قحطان أو كرب"، بعد أن لقحتها ثورة القنوط واليأس من مستقبل أفضل، لينطلق البوح هذه المرة من الملايين الذين تجاوزوا مرحلة الصمت.
يشهد الشارع اليمني -ربما- ولادة آخر الحلول التي تؤمن طريقاً مستقراً لمستقبل أقل دموية. هو الحل الذي يحاول رسم خارطة طريق تتهادى بين حفظ كبرياء رئيس، وتحقيق تطلعات شعب.
تترقب الرياض تواجد الأطراف اليمنية للتوقيع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية، وهي، كمسقط، وأبو ظبي، والمنامة، والدوحة، والكويت؛ تحلم بصنعاء مستقرة تقود بلاد بلقيس إلى بر الأمان في جزيرة مازالت متماسكة رغم تلاطم الأمواج حولها.
ورغم أن هذه المبادرة تنأى وتقترب مـنها الأطراف الـيمنية كافة، إلا أنها ترسم في الأفق أملاً متـجدداً لاحتواء الأزمة اليمنية، في أحـضان الخليج، لتـعود سعيدة كـما يراد لها، وكما قال البردوني نفسه "إن السماء ترجى حين تحتجب".