توقفت أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية عن اعتقال نشطاء من حماس في الضفة الغربية منذ التوصل إلى اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، فيما قالت مصادر في حماس إنها ستبدا الأسبوع المقبل بالإفراج عن معتقلين من فتح. كما ذكرت مصادر في الحركة أنه سيتم قريبا السماح للصحف الصادرة بالضفة بالتوزيع في قطاع غزة للمرة الأولى منذ اكثر من 4 سنوات.
ومنذ الإعلان عن التوصل إلى اتفاق المصالحة توقفت وسائل الإعلام في كلا الجانبين عن استخدام العبارات التي درجت عن استخدامها منذ الانقسام أواسط العام 2007 مثل "ميليشيا حماس" و"ميليشيا فتح" وعادت وسائل إعلام حماس للإشارة إلى الرئيس محمود عباس بتعريف "السيد أو الرئيس" بعد أن كانت تقول "الرئيس المنتهية صلاحيته". ويلاحظ أن تصريحات المسؤولين في الجانبين بدأت تركز على انتقاد تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المنددة بالمصالحة مع الإكثار من استخدام عبارة "الوحدة في مواجهة المخططات الإسرائيلية".
وينص اتفاق المصالحة على عدد من الخطوات أبرزها تشكيل حكومة من الشخصيات المستقلة التي سيكون من بين مهامها السبعة "معالجة القضايا المدنية والمشاكل الإدارية الناجمة عن الانقسام" و"تسوية أوضاع الجمعيات والمؤسسات الأهلية والخيرية" في إشارة إلى المؤسسات التي تم إغلاقها في الضفة وغزة. ويتابع الفلسطينيون بتفاؤل حذرالتطورات على صعيد المصالحة خاصة بعد إخفاق محاولات سابقة لإنهاء الانقسام، وإن كانت التحليلات أكثر تفاؤلا من ذي قبل ومع ذلك فقد توقعت أن أمام الفلسطينيين فترة من المحادثات الداخلية الصعبة.
ومن جهته أكد رئيس الوزراء المقال في غزة إسماعيل هنية "استعداد حكومته لتقديم الاستحقاق المترتب على الاتفاق خاصة أن الحكومة ذللت العقبات وفتحت الباب واسعاً أمام هذه اللحظة الوطنية وعلى أكثر من صعيد"، في إشارة إلى استعداده لترك منصبه لصالح حكومة الشخصيات المستقلة التي ستتشكل طبقا للاتفاق. وأعلن هنية إثر اجتماعه مع وفد حماس الذي شارك في حوارالقاهرة أنه "قد تم التوصل إلى تفاهمات محددة بشأن القضايا والملفات العالقة الأمر الذي فتح الباب أمام التوقيع على الاتفاق". وثمن هنية "الجهد المصري الذي شكل في هذه المرحلة رافعة أساسية لإحداث الاختراق المنشود، والذي جاء تتويجا للجهود الفلسطينية والعربية التي بذلت على هذا الصعيد".
إلى ذلك نفت حماس نية قيادتها الخروج من دمشق، مؤكدة أنها لم تتلق أي طلب من القيادة السورية بالمغادرة. وقال القيادي في الحركة صلاح البردويل إن الأخبار التي تحدثت عن نية قيادة حماس الخروج من دمشق هي أخبار عارية عن الصحة، ولم تتلق حركة حماس أي طلب من القيادة السورية بالمغادرة". وأكد البردويل أن حماس لا ترى أي مبرر لمثل هذه الأخبار "حيث لا علاقة لحماس بما يجري في الداخل السوري، فهو شأن داخلي، وتؤمن حماس بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة أخرى".