قدم الباحث عبدالرحمن الصائغ فكرة مشروع وطني لصناعة نجوم كرة القدم يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في الرياضة السعودية بقيادة الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل. وذلك بعدما لاحظ أن هناك حالة مركبة من الظروف والعوامل أدت إلى جفاف البطولات وتضاؤل عدد المواهب الكروية السعودية في السنوات الماضية ما دفعه إلى إعداد المشروع الذي عرضه على الأمير نواف بن فيصل الذي اطلع عليه بدوره وتمنى له التوفيق.

وأشار الصايغ إلى أن من أهم أهداف المشروع اكتشاف المواهب الفائقة على مستوى الوطن بأكمله وتأهيلها بدنيا وفنيا ونفسيا بطريقة منهجية، والإسهام من خلاله في تعويد الشباب الرياضي على الانضباطية وتفهم معنى العمل الاحترافي وتقديم هذه الكوكبة (مخرجات المشروع) للرياضة السعودية بعدما تكون قد وعت ثقافة الاحتراف وأثرها في التطوير النوعي العام للرياضة بالمملكة في محاولة للإسهام في إحداث نقلة نوعية في رياضة كرة القدم السعودية وتهيئة أبرز المواهب للاحتراف الخارجي، وذلك من إيمانه بأن الرياضة شأن اجتماعي مهم ولها دور واسع في التنشئة الاجتماعية وفي معالجة كثير من المشكلات وفي التربية وتنمية القيم الإيجابية إذا أحسن فهمها ما يحقق مفهوم ومدلول رعاية الشباب بالمعنى الشامل.

وأوضح الصايغ أن خطة المشروع تتضمن تخصيص مرحلة كاملة لتطبيق تجربة احترافية في ظروف ملائمة وشروط خاصة تسمى (الكبسولة الاحترافية) ستجد الأندية من خلالها أنها قادرة على تطبيق مبادئ الاحتراف دون صعوبة بعد ظهور نموذج ناجح.

ويأمل الصايغ أن يرى مشروعه النور لكي يسهم في التطوير الذي تنشده القيادة الرياضية، واثقا أنه سيحقق ما يطمح إليه الجمهور الرياضي من خلال المنتخب السعودي، وأنه سيصنع البصمة الكروية ذات الطابع المتفرد الذي يظهر به أي فريق أو منتخب وتكون سمة بارزة في أدائه محققا الإمتاع لدى المشاهد.

ويقول الصايغ: "من أشهر الفرق ذات البصمة المميزة منتخب البرازيل وعدد من المنتخبات العالمية الأخرى التي تكون في أوج استعدادها البدني والذهني، ولعل المنتخب الإسباني في الآونة الأخيرة من أفضل الأمثلة على ما يمكن أن نطلق عليه البصمة".

ويرى الصايغ أن تحقيق البصمة يتطلب مقومات كثيرة من أهمها الجاهزية البدنية العالية، أما صناعتها فهي مسألة معقدة وتحتاج جهدا وفكرا وتواجد مجموعة من اللاعبين على درجة عالية من اللياقة بجميع عناصرها مع وجود مواصفات بدنية وفنية متميزة، مبينا أن النجوم العالميين لم يتواجدوا بالصدفة وإنما بامتلاكهم للموهبة ثم الجهد المتواصل لتنميتها والتي يمكن توافرها هنا بخلق البيئة الملائمة.

ويضيف: "في أميركا اللاتينية وأوروبا تحدث هذه العملية تلقائيا في الأندية وهي بمثابة ثقافة رياضية عامة، وهي مرحلة متقدمة بالنسبة إلى المملكة التي تحتاج مشروعا وطنيا لإنشائها وتحولها إلى ثقافة رياضية عامة"، وهو يعتقد أن الرياضة السعودية مازالت تفتقر إلى النجم الذي يصنعه النادي، وهي تحتاج في هذه المرحلة إلى النجم الذي تصنعه الرياضة، وإذا تم تحقيق ذلك ستنشأ تدريجيا ثقافة صناعة النجم داخل أروقة الأندية، وهو الطريق الأسلم لعدم فقدان أو ضياع العديد من المواهب المنتشرة في جميع أرجاء المملكة دون أن تجد فرصة لتقدم نفسها.

ويتطرق الصايغ من خلال مشروعه هذا إلى تحقيق الربح المرتفع نظرا لتوافر جوانب استثمارية ودعائية كبيرة تحصل عليها أي جهة أو شركة ترعاه.