"إحنا نعرف نسبح"، عبارة تجسد "الثقة بالنفس" يرد بها عدد كبير من الشباب، على أفراد دوريات حرس الحدود عند توجيه النصح لهم ولمرتادي الشواطئ الذين يدخلون المناطق التي تحظر السباحة فيها، وهي في نفس الوقت، وكما يرى الناطق الإعلامي لحرس الحدود بالمنطقة الشرقية العقيد محمد بن سعد الغامدي، أحد الأسباب المباشرة في وقوع الكثير من حالات الغرق بين الشباب. ولفت الغامدي إلى إنقاذ 6 شبان من الغرق خلال اليومين الماضيين، هم 4 سعوديين، و2 آسيويين.
وقال الغامدي لـ"الوطن" أمس، إن دوريات حرس الحدود البحرية أنقذت أول من أمس، شابين شقيقين من الغرق في شاطئ نصف القمر، حيث نزل أحدهما للسباحة وتعرض للغرق، وحاول شقيقه مساعدته وإنقاذه، إلا أنه تعرض للغرق مع شقيقه، بعد أن دخلت كميات كبيرة من المياه إلى فمه. وكانت إحدى الدوريات البحرية قريبة منهما فانتشلتهما وقام المنقذون بعمل الإسعافات الأولية للشقيقين، وتم نقلهما إلى مجمع الملك فهد الطبي العسكري لمتابعة حالتهما.
وقال الغامدي، إنه يجب ألا يرمي الإنسان بنفسه وراء من يتعرض للغرق، حتى لو دفعته العاطفة لذلك، وإنما عليه محاولة مساعدة الغريق عن طريق أي وسيلة أخرى كالحبال مثلاً، لأنه غالباً ما يكون الاثنان ضحية، خاصة إذا كان الشخص المنقذ لا يجيد السباحة. وأكد أنه ليس كل من يجيد السباحة يجيد الإنقاذ، فالإنقاذ عمل قائم بذاته، ويحتاج معرفة وجهود خاصة. وأوضح أنه بعد هذه الحادثة بساعة تعرض شابان آسيويان للغرق في نفس الشاطئ، وتم إنقاذهما بواسطة إحدى فرق البحث والإنقاذ، وكانا قادمين للمنطقة لزيارة أصدقائهما، ورغبا في التنزه بشاطئ نصف القمر، إلا أن نزهتهما كادت أن تودي بحياتهما.
وأضاف أن الأربعاء الماضي شهد حالتي إنقاذ حين تعرض شابان سعوديان للغرق، وتم إنقاذهما، ليصبح مجموع الحالات التي تم إنقاذها 6 حالات خلال 48 ساعة، مطالباً الشباب بالتقيد والامتثال للنصح وتجنب مغامرة الدخول إلى الأماكن التي توجد فيها لوحات إرشادية تمنع السباحة.
من جهة أخرى، ومع اقتراب موسم الصيف، أكد مدير عام حرس الحدود بالمملكة اللواء الركن زميم بن جويبر السواط ضرورة مضاعفة الجهود وتكثيف العمل الميداني، إلى جانب العمل التوعوي والإعلامي بجميع مناطق حرس الحدود البحرية، بما يحقق راحة وسلامة مرتادي البحر، مشيراً إلى أهمية الوعي والالتزام بإرشادات السلامة والتقيد باللوحات التحذيرية من قبل المتنزهين وخصوصاً الشباب منهم.