عجبا أيها النظام حين ننظر إليك في بعض الأماكن نجدك مرنا منظما تخدم المواطن قبل غيره وهو حسب التعريف السائد أنه مجموعة من المبادئ، والتشريعات، والأعراف، وغير ذلك من الأمورالتي تقوم عليها حياة الفرد، وحياة المجتمع، وحياة الدولة، وبها تنظم أمورها وفيها تزدهر وتتطور ونجده يتغير بتغير المكان والزمان يلاحق المواطن ليضمن له حقه وييسر له أموره فتجده لا يكترث كثيرا فالنظام حجة له لاعليه وقد وضع ليخدمه ...فتجد نفسك محبا لهذا النظام فأنت لا تبحث عنه هو من يبحث عنك وأنت لا تفسره فهو يفسر نفسه بنفسه . وهناك تعريف آخر للنظام حسب المصطلح المتعارف عليه عند البعض وهو مجموعة من القوانين وضعها عدد من الناس في زمن ما ليعود بنا إلى التاريخ، فعجلته دائما إلى الوراء وتجد من يطبقونه متمسكين به بشكل لا يخدم أحدا فتعطل مصالح وتوقف مشاريع ويضيع مجهود ووقت بحجة النظام .وهو يغير ولا يتغير ويورث من إدارة إلى إدارة فتجد المبنى قد تغير والإدارة تغيرت والشارع تغير والناس تغيروا حتى الطقس أصبح متغيرا إلا هذا النظام تجده جامدا هامدا لا يتغير حينها فعلا أنا أتعجب! ويا له من تعجب!! ، فهل وضع النظام إلا لتنظيم وتيسير أمور الناس أم وضع لكي يكون عثرة بل حفرة يتشدق بها البيروقراطيون لإيقاف عجلة التنمية وتيسير أمور المواطن وإيجاد كل العقبات حتى يكون قد طبق النظام؟ النظام في مفهومنا يجب أن يكون لتنظيم وتيسير أمور الناس لتجري عجلة التطور سريعا إلى الأمام أما عندهم فهو مجموعة من الأوراق والأختام والتواقيع تجمعها جميعا لتضعها في ملف أخضر ومن ثم يرمى في الأدراج حتى يشتكي من تغير لونه .

أذكر أنني زرت إحدى الدوائر الحكومية لأسأل عن معاملة قد مضى عليها أسبوعان منذ تسليمها بعد أن جمعت أكبر عدد من الأوراق والتواقيع والأختام وقدمتها للموظف المختص وعند سؤالي عنها قال لي بالحرف (فقط لها أسبوعان وأنت تسال عنها يا أخي لدينا معاملات لها عدة أشهر ولم تنجز فالصبر) فقلت في نفسي وهل يجب أن تمر المعاملة بمراحل تطورالجنين حتى تخرج من درجك سليمة ولكن فضلت السكوت لكي لا يستخدم النظام في تعطيل المعاملة .