لكل مرحلة عمرية جمالها وميزتها، وعندما تفاجأ المرأة بوصولها شواطئ الأربعين، تسعى جاهدة إلى إخفائه، فعندما تُسأل عن عمرها تشعر بالارتباك، وتمضي معظم وقتها متكئة على أطراف تسريحتها، بصمت لا أحد يسمعه سوى مرآتها التي تقف شامخة، لا يؤثر عليها الزمن.
هاجر (42 عاما) تصف هذا الرقم بالمخيف، حيث تقول: "غالبية النساء يتعاملن مع هذا الرقم المخيف بجدية أكثر من السابق، فتزيد المرأة من الاهتمام بنفسها، وتحاول تعويض ما فقدته، كالاهتمام بالأكل الصحي، وممارسة الرياضة اليومية، واستعمال الكريمات المرطبة للبشرة.
في المقابل تذكر أم خالد (46 عاما) وقد تجمع حولها عدد من النسوة أن الجمال هو جمال الروح، والمرأة في هذا العقد تتمتع بميزات تفتقر إليها العشرينية أو الثلاثينية، مثل الاتزان العاطفي والفكري، وتتابع أم خالد حديثها قائلة: "للأسف الكثير يصفون المرأة في هذا العمر "بالعجوز"، ويستهزئون بها إذا ما أبدت زينتها، واهتمت بمظهرها، ويزداد الأمر سوءا حينما يأتي هذا النعت من زوجها، فتشعر حينها بالإحباط، وأنها نهاية العالم".
نقد جارح
وتتدخل أم عبدالله (46 عاما) في الحوار بصوت مرتفع حيث تقول: "بعض الأزواج يتصفون بالأنانية، فما إن تبلغ الزوجة سن الأربعين، حتى يبدأ الزوج في النقد الجارح لها، ويذكرها ما بين الفينة والأخرى بظهور بوادر الشيخوخة عليها، حتى وإن كانت ذات قدر من الجمال، يفوق جمال العشرينية، وتتابع أم عبدالله وما زال صوتها يحتفظ بعلوه: عند بلوغ المرأة الأربعين يبدأ "طويل العمر" ـ تقصد الزوج ـ بالبحث عن الأخرى، فينفي صفة الكبر عنه، محاولا إثبات رجولته، وأنه ما زال قويا وجذابا، ويتعمد التمرد على الشعر الأبيض بأنواع الصبغات عالية الجودة، "والمصيبة" ـ بحسب قولها ـ :عندما يصف شيبه بالوقار، مرددا "عيرتني بالشيب وهو وقار.."، في المقابل يصف زوجته بالعجوز، وأن شبح الزمن وجفافه قد أتى على الضرع والجسد، بل وحتى المشاعر.
وقار للرجل وشيخوخة للمرأة
"الأربعون سن وقار للرجل، وشيخوخة للمرأة" بحسب ما يراه أبو عادل الذي يقول: "الرجل في الأربعين يزداد نشاطا وحيوية وشبابا، والأربعيني يتميز بالجاذبية في هذا العمر، ويفضل على الشاب العشريني، لأن الأربعيني يتميز بالاتزان الانفعالي"، ويتابع قائلا: "حتى الشيب الذي غزا الشعر الأسود يزيده جمالا ووقارا، بينما المرأة عند تخطيها عتبة الأربعين تبدأ علامات الشيخوخة ترتسم على محياها، ويبدأ الزمن بوضع بصماته عليها".
ذكية قهرت الأربعين
"المرأة الذكية هي التي تقهر الزمن وتحافظ على شبابها" هذا ما تراه شمس حيث تقول: "حتى لو بلغت المرأة السبعين بذكائها تحافظ على جمالها، تروق لي الممثلة العالمية جنيفر حيث استطاعت بذكائها قهر الأربعين، وطلتها الجذابة، وحضورها المتميز، وابتسامتها الدافئة، التي استطاعت من خلالها دفن معالم الأربعين، وهذا ما نراه دائما على الفضائيات، فالغالبية العظمى من السيدات ما زلن يتمتعن بجمالهن". وتتابع قائلة: "يجب على المرأة الأربعينية أن لا تفكر في الشيخوخة، وأن تحاول جاهدة التغلب على الزمن، وأن لا تسمح لريشته بالعبث على لوحة وجهها الجميل".
خبيرة التجميل هبة العبدالله تقول: "المرأة تستطيع بحسب فطنتها الحفاظ على جمالها، وقهر الزمن، وذلك بالابتعاد عن المساحيق التي تضر بالبشرة، وشرب كميات كبيرة من الماء، وأخذ قسط من الراحة لساعات كافية".
وأضافت: أن سن الأربعين لا تعتبر مخيفة إلى هذه الدرجة، على العكس فإن بعض النساء يتميزن بجمالهن في هذه الفترة، وكثيرا ما نشاهد نساء أربعينيات يتفوقن بشبابهن على الأصغر منهن.
وتقول أخصائية علم الاجتماع عنود السالمي: "سن الأربعين هي سن الجمال والتميز للمرأة، وقد وصفها الكثير بأنه عمر الاتزان، كثير من النساء خاصة في مجتمعاتنا العربية لا يمتلكن جرأة التصريح عن أعمارهن عندما يسألن، ولا أعلم ما السبب، فيتعمدن تجاهل السؤال والهروب منه، بينما البعض الآخر من النساء يتصفن بالثقة بالنفس، ويشعرن بالفخر لوصولهن الأربعين، وما زلن يحافظن على جمالهن، فنجدهن لا يبالين من الإجابة حين سؤالهن بكل شموخ".