لم تكتمل فرحة أهالي حي "سرثبتة" بأبها بقيام فاعل خير بإنشاء جامع كبير لهم وهدم القديم وربطه بالجديد عقب انتظار دام أكثر من 30 عاما، إذ أجهضت المعارضات والقرارات المتضاربة من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف وفرعها بمنطقة عسير ذلك المشروع وسط إصرار من الوزارة على عدم مساس المسجد القديم وأن يكون الجديد ملاصقا له.

ووفقا لفاعل الخير المتكفل بالمشروع محمد بن صالح البشري فإنه التمس حاجة أهالي الحي الماسة إلى إقامة مسجد جامع على طراز حديث لاسيما أن الجامع القديم مضى عليه أكثر من 30 عاما، وملحقة به هناجر قديمة وأخشاب مبعثرة، إضافة إلى كونه يخدم ستة مساجد منتشرة في كافة أرجاء الحي، ومن ثم تكفل ببناء جامع جديد طلبا للأجر والمثوبة وبعد موافقة الجهات الرسمية المعنية.

ويضيف البشري قائلا: تقدمت بطلب لفرع وزارة الشؤون الإسلامية متضمنا رغبتي في تنفيذ مشروع الجامع وجرت مخاطبة أمانة منطقة عسير، حيث أصدرت رخصة بناء تحمل الرقم 5194 بتاريخ 29/1/1430 ووقعت إقرارا بتاريخ 12/6/1432 تضمن العديد من الاشتراطات من أبرزها تنفيذ المشروع المخطط الذي يراه الفرع وإدخال خدمات الكهرباء والماء والصرف على نفقتي، وإزالة الأنقاض وتنفيذ تفصيلات المشروع بما تحتويه من خزانات ودورات مياه، وتزويد المسجد بالأثاث ومكبرات الصوت وغيرها من الاشتراطات، وبعد العمل في المشروع فوجئت بإيقافي عن العمل في مشروع الجامع من قبل فرع الشؤون الإسلامية ومن قبل الأمانة وفي تاريخ 14/9/1431 صدر خطاب من قبل مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية في منطقة عسير إلى أمين منطقة عسير يحمل الرقم 668/5/23 يتضمن موافقة الوزارة على إكمال العمل في الجامع الجديد وإبقاء الجامع القديم مصلى للنساء أو مسجدا لأداء الفروض وعدم توسعته وتخصيص الأرض المجاورة له من الجهة الشرقية مواقف سيارات.

ويشير البشري إلى أنه بعد ذلك تم استدعاؤه إلى مقرع فرع الشؤون الإسلامية في عسير بتاريخ 26/11/1431 وعرض عليه هدم المسجد القديم بسر ثبتة المجاور للجديد والمقام على نفقته، فاعتذرت عن الهدم على أن تتولى الوزارة ذلك وأبديت استعدادي لأن أقوم بإعادة بناء ما تم هدمه؛ إلا أنني تفاجأت بإيقافي لاستكمال العمل في المشروع مرة ثانية مستغربا القرارات المتأرجحة والمتضاربة من قبل فرع وزارة الشؤون الإسلامية في المنطقة وكثرة تناقضها وتعقيدها لفاعلي الخبر الذين لا يريدون سوى الأجر والثواب ولا تعنيهم المصالح والأطماع الخاصة، مناشدا في الوقت نفسه المسؤولين في الوزارة بإنهاء الوضع القائم والسماح بهدم المسجد القديم للاستفادة منه في المشروع الحالي.

إلى ذلك، أكد عدد من أهالي سكان حي سر ثبتة، ناصر بن مقبل اليزيدي وسعيد بن حسين الأسمري وحسن بن هبيش وموسى بن مغرم وحسن بن يحيى آل مانع، في خطاب لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في منطقة عسير ـ تحتفظ "الوطن" بنسخة منه ـ حاجة الحي للجامع مقارنة بكثرة أعداد المصلين ورغبتهم في عدم الالتفات لبعض المعارضات المطالبة بإبقاء المسجد القديم وعدم إزالته لأنها لا تهتم بالمصلحة العامة، معبرين عن دهشتهم من إجراء الوزارة المتمثل في الإبقاء على المسجد القديم وكأنها تريد قيام مسجدين في موقع واحد لا يفصل بينها سوى مترين.

من جهته أبلغ وزير الشؤون والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ مدير عام فرع الوزارة في منطقة عسير بخطاب ـ تحتفظ "الوطن" بنسخة منه ـ بضرورة إبقاء المسجد القديم والعمل على ترميمه، في حين طلبت "الوطن" من العلاقات العامة بفرع الوزارة بعسير قبل أكثر من شهرين معلومات تفصيلية عن موضوع الجامع ولم تتم الاستجابة.