قتل عشرة أشخاص وأصيب أكثر من 100 آخرين بجراح متفاوتة جراء إطلاق قوات أمنية وعسكرية الرصاص الحي لتفريق مسيرة في أحد الشوارع المتاخمة لمبنى التلفزيون الرسمي اليمني. وأشار شهود العيان لـ"الوطن" إلى أن إطلاق الرصاص الحي على المشاركين في المسيرة تم من رشاشات سريعة الطلقات مثبتة على سيارات مكشوفة تابعة للجيش والأمن وآليات رشاشة محمولة بالأيدي، منوهين إلى أن معظم القتلى "أصيبوا برصاصات في مناطق كالرأس والقلب والبطن وطعنات نافذة من قبل بلاطجة مسلحين يرتدون زيا مدنيا".
كما قتل شرطيان ومتظاهر باشتباكات بين القوى الأمنية ومحتجين مسلحين في مدينة عدن أمس، فيما قتل جنديان في هجوم لتنظيم القاعدة في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين المجاورة. وذكر مسؤول أمني أن "مسلحين تابعين للقاعدة شنوا هجوما بقذائف على نقطة تفتيش عند مدخل زنجبار مما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة ثلاثة آخرين". وأفاد شهود عيان أن القوى الأمنية أطلقت النار على متظاهرين معارضين فقتل متظاهر وأصيب ثلاثة بجروح، ورد المحتجون مما أدى إلى مقتل شرطيين اثنين. وأصيبت المدينة بشلل تام، فيما شهدت محافظات لحج وأبين وحضرموت في جنوب وشرق البلاد عصيانا مدنيا جزئيا وفقا لشهود عيان.
وتجددت أمس الاشتباكات المسلحة بين المسلحين القبليين وقوات الحرس الجمهوري المرابطة في جبل العر بمنطقة يافع بمحافظة لحج، وأشارت مصادر محلية إلى قيام مسلحين قبليين بمهاجمة الكتيبة المتمركزة في جبل العر وتمكنوا من إعطاب آلية والاستيلاء على طقم عسكري.
إلى ذلك احتشد مئات الآلاف من اليمنيين في عدد من المحافظات اليمنية في مسيرات مليونية احتجاجية كرست للتعبير عن "رفض المعتصمين بكافة ساحات التغيير لبنود المبادرة الخليجية والمطالبة بالرحيل الفوري للرئيس علي عبدالله صالح عن السلطة ومحاكمته وأركان نظامه". وتزامن توقيت خروج المسيرات مع إعلان أحزاب المعارضة الرئيسة في البلاد "اللقاء المشترك "موافقتها على كافة بنود المبادرة الخليجية التي تقضي بتقديم صالح استقالته من منصبه الرئاسي خلال شهر مع منحه ضمانة تشريعية بعدم ملاحقته وأفراد عائلته عقب تنحيه، وتحديد الاثنين القادم موعدا للتوقيع على اتفاقية التسوية. وقالت مصادر في الحركة الشبابية بتعز إن توقيع أحزاب المعارضة لاتفاق التسوية "لا يعد ملزما لشباب الثورة"، واصفة أحزاب اللقاء المشترك بأنها لا تمثل أو تعبر إلا عن نفسها.
وفي سياق متصل يعقد وزراء مجلس التعاون الخليجي في الرياض الأحد اجتماعا حول اليمن. وأكد المجلس في بيان أن" الرياض تستضيف الأحد المقبل اجتماعا استثنائيا لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لاستكمال الإجراءات الخاصة بإقرار المبادرة الخليجية التي وافق عليها كل من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وحلفائه والمعارضة اليمنية ممثلة في اللقاء المشترك وشركائه". وذكر مسؤول في المجلس أن ممثلين عن المعارضة والسلطة في اليمن سيحضرون الاجتماع. وقال إن "توقيع الاتفاق قد يحصل بمناسبة هذا الاجتماع".
ورحبت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس بالمبادرة الخليجية، وقالت في بيان " أرحب بالأخبار التي تتحدث عن قبول كل من الحزب الحاكم والمعارضة بالمبادرة التي قدمها مجلس التعاون الخليجي في 21 أبريل الجاري بما في ذلك الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية". ورأت أشتون أن المبادرة "تشكل الفرصة الأفضل لليمن للتعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تنتظره وكذلك تجنب تصعيد العنف". وحثت جميع الأطراف على التحرك سريعا لبلورة اتفاق والعمل معا من أجل صالح الشعب اليمني.