استغربت الأمانة العامة لقوى 14 آذار ربط تشكيل الحكومة اللبنانية بالوضع في سورية، معتبرة أن هذا الواقع خطير جداً. ورأت بعد اجتماعها الدوري أن التأخير في تشكيل الحكومة يكشف لبنان على كل المستويات، معتبرة أن المسؤولية بذلك تعود إلى إرباك وانهيار سياسة فريق 8 آذار.

وكانت مصادر سياسية موثوقة قالت لـ"الوطن" إن الأزمة الحكومية باتت أكثر من أي وقت مضى مرتبطة بالعامل الإقليمي، وتحديدا بما يجري في سورية. وأضافت أن الوضع الغامض في سورية واستمرار المواجهات بين المحتجين والنظام السوري بالإضافة إلى السياق الخطير الذي يسلكه الموقف الدولي تجاه دمشق، كل ذلك يضع حاجزا كبيرا أمام الأكثرية والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، ترقبا لما ستؤول إليه الأوضاع في سورية المؤثرة بشكل عميق في الأوضاع المحلية اللبنانية.

وأكدت المصادر أن اضطراب الأوضاع في سورية لا بد أن يؤثر سلبا في جميع الميادين اللبنانية، خصوصا من الناحية الأمنية في ظل استمرار الاتهامات السورية لفريق تيار المستقبل بدعم الاحتجاجات في الأراضي السورية.

وترى أوساط مقربة من رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه بات من الضرورة القصوى تشكيل الحكومة والانتقال إلى الإمساك بالمؤسسات كافة لدرء أي ارتدادات إقليمية على الساحة المحلية. وكان الرئيس بري قال أمام النواب أمس إنه "في ظل هذه الظروف الدقيقة والصعبة التي يمرّ بها لبنان والمنطقة فإنه من المستغرب الاستمرار على هذه الحال من المراوحة في عملية تشكيل الحكومة"، داعيا إلى الإسراع في تأليفها، ومؤكداً أن التحديات التي تواجه البلاد والتي هي بهذا الحجم الكبير تفترض وجود حكومة اليوم قبل الغد. وقال "إن ما يجري ويحاك يفترض منا جميعا أن نكون يقظين وعلى مستوى المسؤولية أمام العاصفة التي نشهدها والتي تستهدف لبنان واللبنانيين جميعا من دون تمييز".

وأكد بري مجددا الوقوف إلى جانب سورية في هذه المرحلة بالذات، مشيراً إلى أن موقف لبنان في مجلس الأمن طبيعي وينطلق من العلاقة الأخوية والمميزة بين البلدين ومن المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين.