يدور جدال ساخر في بريطانيا هذه الأيام، حول قرار السلطة الصحية بخفض حصة المسنين الشهرية من حبوب الفياجرا إلى النصف بواقع حبتين من أربع ضمن قرارات التقشف الحكومية في وجه الأزمة الاقتصادية العاصفة. واللافت أن – الفياجرا – دخلت قبل أعوام ضمن أدوية الدعم المجاني في قانون الرعاية الصحية البريطاني لأن السلطات الصحية اعتبرتها ضمن برنامج الرضا النفسي ورأت أن شعور المسن بالثقة يؤدي إلى علاقة زوجية سلسة ومبهجة وبالخصوص لمن تجاوز سن الستين من العمر وهذا ما يجنب برنامج الرعاية المجاني تبعات تطبيب حتمية لهذه الفئة في غياب هذا الساحر الأزرق. وبالطبع، يستلزم الخفض من أربع حبات إلى اثنتين في الشهر تغييرا جوهريا في بعض برامج العمل الحياتية الأسرية. خذوا بالمقارنة والمقاربة ماذا سيحدث للمواطن المحلي – هنا – لو أننا نطبق القانون الصحي الإنجليزي بحذافيره وحتى بفياجراه؟ والجواب أن السعودي قد يحتاج إلى ضعف كمية الاستهلاك البريطاني ويبدو أن درزنا مدوزنا من هذه الحبوب الزرقاء لن يكفي له في الشهر. هنا تبدو مسألة الفحولة جزءا من مكونات القوامة وحتى الذين يعجزون عن توفير حياة كريمة من المادة ومن العواطف لشريكات حياتهم يعتمدون على مبدأ التعويض وفق القانون العراقي البائد: الفياجرا مقابل العاطفة. السؤال الوجيه الذي لا نجد حذرا أو حرجا من طرحه في توصيف بنائنا الاجتماعي: كيف نستطيع تأمين الكمية المناسبة للإخوة الفضلاء متعددي الزوجات؟ والجواب أبسط من مسألة الجمع والضرب في المعادلة الرياضية. لست صاحب تجربة ويبدو حتميا أنني لن أكون، ورغم هذا الاعتراف المخل بالفحولة والقوامة، إلا أنني أزعم أنني صاحب رؤية تحليلية لأنني، وبقرار غبي، رفعت منذ عقدين من الزمن مركز السيطرة من تحت الحزام إلى مكانه الجديد ما فوق الرقبة. متعدد الزوجات السعودي لا يحتاج إلى حبوب الفياجرا مضروبة في العدد الرسمي لزوجاته. يحتاج إلى حبوب الفياجرا عندما يكون مساؤه في بيت الزوجة القديمة لأن الجديدة الطازجة مضمونة – الفياجرا – على الأقل لأول عام ونصف وبعدها تتشابه المسائل عندما تتحول الموزة إلى حبة بطاطا مثل القديمة. هناك في المعدل زوجتان وحبة فياجرا واحدة. بقي أن نفكك رموز اللغز: لماذا يحتاج السعودي إلى حبة فياجرا إن كان له في العلن مجرد زوجة وحيدة؟ والجواب حوله كل أسئلة الشك: قد يكون الزوج – مسياريا – في عامه الأول مع حبة موز. الفياجرا فقط للبطاطا القديمة.