يلجأ كثير من مرضى الأسنان للعيادات الخاصة، ويفضلونها على عيادات الأسنان في المستشفيات الحكومية لوجود قناعة لدى شريحة واسعة من المجتمع أن عيادات الأسنان من الأماكن التي يمكن أن تنقل الأمراض الخطيرة، في الوقت الذي يتهمون فيه العيادات الحكومية بإهمال جانب التعقيم، أوالاعتماد على طرق بدائية أثبت الطب عدم جدواها في التعقيم.

وبالرغم من أن هناك شريحة من المجتمع تهتم بمهارة طبيب الأسنان، إلا أن آخرين يرون أن الديكور والمظهر العام وطريقة الاستقبال والنظافة والتعقيم أهم من مهارة الطبيب الذي سيقوم بالعملية .

وأكد عدد من مراجعي عيادات الأسنان أن لديهم عوامل متباينة في اختيارعيادة الأسنان، حيث يقول محسن السفياني إن اختياره لعيادات الأسنان يكون في الدرجة الأولى بناء على عدم ارتفاع أسعارالمعالجة، وعدم الانتظار لفترة طويلة.

أما سعود العصيمي فيرى أن سمعة الطبيب ومهارته تأتيان في نظره عنصرين رئيسين لاختيار عيادة الأسنان، وأن النظافة مهمة، ولكن لا تصل لأهمية مهارة الطبيب الذي قد يترك عاهة مستديمة في المراجع إن لم يكن ماهرا .

من جهته قال الدكتور محمد سميح السروجي (أخصائي جراحة الفم وزراعة الأسنان) إن التعقيم داخل عيادات الأسنان أمر ضروري وخطير، فطبيب الأسنان يتعامل مع الفم بصوره مباشره, وأنسجة الفم مغطاة بأغشية رقيقة سهلة الاختراق والنزف، وفي هذا الصدد فإن الدم واللعاب والغشاء الفمي تعد من أهم ما يتعامل معه طبيب الأسنان. كما أن الهواء الناقل لبعض الأمراض مثل مرض السل يكون محيطا بالطبيب والمريض، ومعظم أدوات الأسنان حادة، وقد تسبب نزيفا مما يجعلها سببا في نقل الأمراض إذا لم يتم تعقيمها بالطرق المثالية.

وأضاف أن الطبيب يجهل في معظم الأحيان وجود مثل تلك الأمراض إذا لم يذكرها المريض من تلقاء نفسه، ولهذه الأسباب يجب أخذ جميع الاحتياطات اللازمة عند أي مريض يقوم بزيارة عيادة الأسنان من دون استثناء، والاستعداد لجميع الظروف.

وأوضح الدكتور السروجي أن هناك أمورا لابد منها عند الحاجة لزيارة طبيب أسنان منها اختيار طبيب الأسنان المناسب ذي الكفاءة العلمية والشهادات المعترف بها والذي يحرص على اتباع طرق مكافحة العدوى السليمة, وكذلك مساعدو طبيب الأسنان، فلابد أن يكونوا متخصصين في طب الأسنان، وليس في مجال التمريض العام، ويجب على المريض أن يقوم بتقييم العيادة وتجهيزاتها، فالعيادة السليمة يجب أن تكون ذات جدران وأرضيات ملساء معالجة أو مقاومة لانتقال العدوى، وذلك ينطبق على الديكور أيضا، فمثلا لا يحبذ وضع ورق خشن على الجدران، أو وضع ستائر قماش، أو مفارش أرضية داخل العيادات".

وأشار إلى أنه حسب متطلبات مكافحة العدوى، فإن سلة المهملات في عيادات الأسنان لها مواصفات خاصة، فيجب أن تكون في العيادة ثلاثة أنواع من سلال المهملات، واحدة للأوساخ العادية، وأخرى للأوساخ الملوثة بدم أو لعاب، وثالثة يتم استخدامها للأدوات الحادة ذات الاستخدام الواحد عند التخلص منها، وفيما يتعلق بالقفازات فإن الطبيب يجب أن يستخدم قفازات جديدة لكل مريض، وعدم لمس أي شيء آخر مثل الهاتف والباب، وغير ذلك من الأشياء المحيطة به أثناء علاج المريض، وتغير القفازات من قبله، ومن قبل مساعديه عند الحاجة للمس أي شي خارج عن دائرة علاج المريض".

وذكر الدكتور السروجي أن "من قواعد مكافحة العدوى أن يتم تنظيف كرسي الأسنان، وكل ما يتعلق به في بداية اليوم ونهايته بمواد كيميائية معقمة قاتلة للجراثيم مثل مادة الجلوتيرهايد وليس بالكحول العادي مثل المسحة الطبية والتي يستخدمها البعض، فالمسحة الطبية لا تقتل البكتيريا تماما، ومن ثم يجب تغطية الأجزاء التي يستخدمها الطبيب مثل قبضة الضوء العلوي، ولوحة التحكم الكهربائية بعازل بلاستيكي مخصص، ومن ثم استبداله بين المرضى. كذلك الحال بالنسبة للملحقات الأخرى ككوب المضمضة، وماص اللعاب، والمنشفة الورقية، فكلها يجب استبدالها لكل مريض، وهي بطبيعة الحال تستخدم لمرة واحدة فقط.

وتابع قائلا "فيما يتعلق بالأجزاء التي يمكن تعقيمها مثل أدوات الحفر، ومنظف الجير، وأدوات الفحص المبدئي، وأدوات الخلع والحشو، وغيرها من الأدوات الحادة، فإنه يجب استخدامها بعد تعقيمها لكل مريض. تعقيما كاملا بالمعقم الحراري من نوعيه خاصة قادر على قتل جميع أنواع الفيروسات، وبعد خروجها من المعقم توضع في أكياس مخصصه للاستخدام التالي, ولا ننسى أن القطن المستخدم يجب تعقيمه، ووضعه في أكياس تعقيم، وعدم تركه في العيادة معرضا للهواء".

وأضاف أن عدم اتباع طرق التعقيم الجيدة، أو إهمالها سبب لانتشار الأمراض داخل عيادة الأسنان بدءا من الفيروسات البسيطة كالزكام ووصولا للفيروسات الخطيرة مثل الكبد الفيروسي والإيدز.