مبدئي الدائم الوقوف مع اللاعب والرياضي في أي لعبة, إحساساً مني أنه – للأسف - الجزء الأضعف في منظومتنا الرياضية العربية عامة والسعودية خاصة, والذي أوصله إلى ذلك التشريع المتعاطف مع إدارات الأندية والاتحادات, فضلاً عن جهل واضح لدى كثير من اللاعبين والرياضيين نكتشفه عندما تحدث إشكالية بين الجانبين.

نتأكد منذ البداية أن الكلمة الأقوى والنافذة هي كلمة الإدارة, مهما كان اللاعب أو ذاك الرياضي على حق, ويوضع تحت ضغط من هنا وهناك, يدفعه في كثير من الأحيان للتنازل مكرها عن حقوقه.

لست وحدي من يتعاطف مع هؤلاء اللاعبين والرياضيين, بل أستند على هذا الأساس الذي يعتبر هو جوهر الحركة الرياضية في جميع دول العالم, ولن يتأتى لاتحاد أو ناد أن يؤدي دوره الرياضي دون اللاعب أو الرياضي, مهما بالغ الرؤساء بأدوارهم وتفخيمها وكونهم أصحاب القرار المنفرد, إلا أن مثل هذه الأجواء غير المشجعة لتطوير وتقدم كرة القدم وتسببها في إنهاء مواهب وإمكانات فنية ومهارية كان بإمكانها إضافة متعة وتشويق للعبة والمنافسة في بلدانها, وهو ما دعا الفيفا والهيئات والمنظمات الرياضية الدولية للوقوف قلباً وقالباً مع اللاعب والبحث عن تطوير قدراته ومهاراته, والعمل على رعايته وحمايته من سطوة الإدارات وغطرسة بعض أصحاب القرار.

منطلق هذه المقدمة العامة هو متابعتي وقراءاتي المتتابعة منذ فترة حول الدولي السعودي، لاعب الشباب عبده عطيف وإشكالات تدور في نادي الشباب تقف حائلاً أمام قيامه بدوره داخل الميدان, وظلت الأصوات الإدارية الشبابية تعلو على صوت اللاعب بحكم الكثرة والسطوة, وهو وضع طبيعي في خضم منظومتنا الرياضية السعودية التي ما زالت تمنح الإدارات الصوت العالي وتقدمه بمراحل على صوت اللاعب والرياضي.

وسبق غير مرة أن ناقشت هذه الإشكالية وأن اللاعب لا يزال يبحث له عن من ينصفه تشريعاً وتنظيماً وتطبيقاً بالشكل النظامي الدولي الذي يستفيد منه اللاعب في أوروبا و أميركا اللاتينية مثلاً, بيد أن تعاملنا مع اللاعب هنا وفي كثير من الدول العربية يسعى إلى تمرير ما ترتضيه هذه الإدارة أو تلك, ويخضع لها لظروفه الخاصة حيناً, ولتأثيرات زملائه أو المؤثرين عليه خارج النادي.

إشكالية عبده عطيف أخذت – برأيي – أكبر من حجمها وللطرفين يد بذلك، فالإدارة متمسكة برؤيتها أن يظل اللاعب تحت إمرتها وتصرفها تشكله كيفما تريد, وهذا ليس ديدن الشباب وحده، وإنما أنديتنا جميعها, لكننا هنا نتحدث عن قضية بالليث الأبيض تمس أحد نجوم الكرة السعودية في العشرية الأخيرة, وحتى أكون منصفا أكثر, أجد كذلك عبده عطيف متردداً وأحياناً متهورا في بعض آرائه كما سمعته البارحة في أحد البرامج الرياضية الفضائية, عندما انساق مع غضبه واستعمل لغة ما كان يجب أن تكون على وسيلة إعلامية مشاهدة ومسموعة, فمهما (كذب) أي إداري في ناد، فالحل لا بد أن يكون في داخل النادي أو بالطرق الاحترافية من خلال وكيل الأعمال, حتى ينأى اللاعب بنفسه عن إشكالات لم يحسب لها حساباً!

ما استثارني في الموضوع برمته, هو عدم تدخل الشخصيات النافذة بالنادي وحسم هذه الإشكالية بين اللاعب و إدارة ناديه بعيداً عن الإملاءات والشروط التعجيزية والتسلطية حيناً من هذا الطرف أو ذاك, الأمور كان لها أن تأخذ مساراً أكثر هدوءا وأكثر نجاعة وحسماً للموضوع وألا تصل إلى ما وصلت إليه.

واستغربت من مسألة استبعاد الوكيل عن المسألة كي ينصلح الأمر, وهذه إشكالية احترافية عجيبة ولا يجب أن نرتضيها في أنديتنا, اللاعب يستحق أن يلعب بناديه, ولا يجب لأي صاحب قرار أن يحرمه من حقه المشروع بجميع الأنظمة واللوائح الدولية.