يقابل بعض المسؤولين "الصغار" الصحفي بشيء من "الريبة" والبغضاء، ويتعاملون معه بمزيجٍ من الغلظة والتعالي، لأنهم يعتقدون أن الصحفي يبحث عن "المثالب" حقداً، وكأن "المسؤول" لم يسمع بأنه "لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب: ولا ينال العلا من طبعُه الغضب".. وبعض المسؤولين "الكبار" يقدر "الصحافة" ويحترم نقدها باعتباره بناءً ومعيناً على تحسين الأداء ومعالجة القصور في خدمة المواطن.

في صورة أولى: يغضب مسؤول إدارة للأحوال المدنية في إحدى المناطق لأن صحفياً اتصل على هاتفه الجوال مستفسراً عن طريقة خدمة المريض في تجديد هويته، بعد أن عجز عن الوصول إليه عبر هواتف مكتبه، وطلب المسؤولُ عدم اقتحام خصوصيته وعدم الاتصال على جواله حتى ولو كان ذلك وقت الدوام الرسمي. ولم يقف "المسؤول" عند ذلك بل تجاوزه إلى تهديد الصحفي بالشكوى، لأنه ادعى أنه "صوت المواطن"!

وبقية الصورة: يفرح المستشار المشرف على فروع الأحوال المدنية بوزارة الداخلية "سليمان السحيم"، بنشر خبر ينتقد عمل تلك الإدارة وطريقة تعاملها مع الإعلام، ويقدم خالص الاعتذار للصحفي عن طريقة تعامل ذاك المسؤول، ويشكر الصحيفة على الانتقاد، لأنها المرآة لواقع العمل، والمعين على خدمة المواطن.

تتمة: يفرح الصحفي ـ لأنه يخدم المواطن ـ بكشف سلبيات الإدارات الحكومية الخدمية لتحسن أداءها، ويزداد فرحه حين يجد مسؤولاً يقدر عمله ويدرك حسن نيته، ويوفر له كل ما يريد ليقدم مادة صحفية تستحق النشر، ويكفيه عناء كتابة شكوى مواطن لحلها وخدمته بلا تردد ولا تأخير.