يمتهن بعض العاملين في البقالات الإندونيسية بجدة البيع والشراء لمنتجات عشبية إندونيسية تتسبب في العديد من المشاكل الصحية لدى المستهلكات اللاتي يجهلن خطر هذه الوصفات، فمن هذه الأعشاب التي تروجها البقالات ما يعرف بمستحضر "بنت السلطان" للنحافة، وكريم "ديانا"، وكريم "منيرفا"، وكبسولات "الجامو"، وشاهي "سقراط".
ويتم ترويج هذه الوصفات العشبية في أوساط السيدات اللاتي يبحثن عن الحلول السريعة لفقدان الوزن، أو الحصول على بشرة ناضرة، أو التخلص من ألم معين بسعر لا يتجاوز 30 ريالا للكرتون الواحد، بينما تباع الكريمات المبيضة بسعر 15 ريالا في ظل عدم وجود رقابة مستمرة على هذه البقالات وممارستها البيع والشراء بكل حرية.
وأوضح أجنيدي- عامل في بقالة إندونيسية- أن كثيرا ما تتردد على البقالة فتيات لشراء الكريمات المختصة بالتخلص من حب الشباب والكلف وسط إصرار منهن على الحصول على كميات من هذه العلب حتى تضمن الفتاة نتيجة أفضل في وقت أسرع، مشيرا إلى أن سعر العلبة يترواح ما بين 15 و20 ريالا، وهو في متناول الجميع ويرتفع سعر هذه الكريمات حسب الطلب. وأكد أن الكريمات يتم إدخالها من إندونيسيا عن طريق العاملات المنزليات والسائقين بطرق لا تخلو من الحيلة والبعد عن أعين الرقابة داخل البقالات الإندونيسية، حيث يتم ترويجها لزبائن المحل ممن يطلبونها بشكل دائم.
من جانبها، حذرت استشارية التغذية الدكتورة رويدة إدريس من استخدام كريمات التبييض ومستحضرات التخسيس التي تروجها البقالات الإندونيسية والتي تأتي من شرق آسيا لما لها من أضرار جسيمة على صحة السيدات، مؤكدة أن هذه المستحضرات كتبت عليها إرشادات غير مفهومة باللغة الإندونيسية.
كما حذرت إدريس من الخلطات التي توصف بالبقالات الإندونيسية غير المدروسة علميا، وتستخدم دون استشارة الطبيب. وقالت: قد لا تتأثر بشرة سيدة بمادة معينه فيما تتأثر بشرة سيدة أخرى، مؤكدة أن مرتادات هذه الأماكن من المثقفات واللاتي يلعبن دورا كبيرا في تسويق هذه المواد.
وكشفت عن أن ما يباع بالصيدليات داخل علبة صنعت في فرنسا بتصريح وبسعر غال، نجدها تباع بأسعار زهيدة في البقالات الإندونيسية دون وجود ضمان بأن ما تحتويه العلبة هو كريم أصلي حيث يكون هذا الكريم مضافا إليه مواد أخرى مقلدة.
وصرح مدير عام التراخيص والرقابة التجارية بأمانة محافظة جدة الدكتور بشير أبو نجم أن دور الرقابة في الأمانة يتمثل في مراقبة الأسواق والبقالات بشكل عام، حيث هناك رقابة على البقالات الإندونيسية لما يتم بيعه من مستحضرات وكريمات وحبوب لا تكون مرخصة من قبل الشؤون الصحية، مؤكدا أن هذه المستحضرات والحبوب يتم إدخالها عن طريق العمالة المنزلية والسائقين بشكل غير نظامي.
وقال أبو نجم: نصادر هذه المنتجات تحت مسمى مخالفة أنظمة البيع حيث يتم التدرج في العقوبة وتتمثل في الحد الأدنى 100 ريال والأعلى 600 ريال، والمخالفة الثالثة إغلاق البقالة لمدة أسبوع.
وأوضح أن أغلب المخالفات التي يتم ضبطها في البقالات عبارة عن حبوب ومراهم وكريمات بلغة إندونيسية غير مفهومة وغير مرخصة من الشؤون الصحية، وهذا يعتبر مخالفا للأنظمة.
من جهة أخرى، ذكر مصدر في هيئة الغذاء والدواء لـ"الوطن" أن الهيئة حذرت في وقت سابق من استخدام بعض الأعشاب والمستحضرات التي تباع في البقالات الإندونيسية لما لهذه الوصفات من أضرار تنعكس بشكل سلبي على المستخدمين، ومن تلك الأعشاب بنت السلطان للنحافة، حيث يدعى أن هذا المستحضر يساهم في تخفيف البدانة ولا توجد معلومات موثقة تدعمها مما يعد تضليلاً للمستهلك، وكذلك احتواء هذا المستحضر على نسبة عالية من عنصر الزئبق السام، إلى جانب احتوائه على مكونات ملينة ومسهلة تمنع الجسم من الاستفادة من المواد الغذائية المهضومة.
إلى ذلك، أوضح المتحدث الإعلامي لجوازات منطقة مكة المكرمة الرائد محمد الحسين أن هناك بلاغات يتم تلقيها عن وجود مخالفين من العمالة الوافدة في البقالات الإندونيسية التي تمارس مهنة البيع والشراء أو العمل كسماسرة لتوفير العاملات المنزليات والسائقين لمن يبحث عن عامل بطرق مخالفة للأنظمة، حيث تتم مداهمة هذه البقالات والقبض على المخالفين واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالهم. وأكد الحسين أن الجوازات تهتم بالقبض على مخالفي الإقامة وليس لها علاقة فيما يتعلق بالبيع والشراء لأن هذه الأمور ليست من شأن الجوازات.