شن حلف شمال الأطلسي أمس غارة على مبنى داخل مجمع باب العزيزية مقر الزعيم الليبي معمر القذافي أمس، فيما وصفته مسؤولة بحكومة القذافي أنها محاولة لاغتياله. وقالت المسؤولة إن 45 شخصاً أصيبوا من بينهم 15 في حالة خطيرة، وأن البعض مازال مفقوداً بعد الهجوم على المبنى، الذي تردد أن القذافي كان يستخدمه في عقد اجتماعاته مع الوزراء والمستشارين.
كما قال سيف الإسلام القذافي إن القصف الذي استهدف مكاتب والده أمس لا يخيف إلا الأطفال ومن المستحيل أن يخيف هذا النظام أو يدفعه للتسليم أو رفع الراية البيضاء.
وكان دوي انفجارات قوية قد سمع أمس في عدة أحياء من العاصمة الليبية. وأدت الانفجارات التي وصفت بالأقوى منذ بدء القصف على طرابلس إلى اهتزاز الفندق الذي ينزل فيه المراسلون الأجانب قرب وسط المدينة. كما قطع بث قنوات التلفزيون الحكومية الليبية مؤقتاً مباشرة بعد الانفجارات، قبل أن تستأنف بثها بعد دقائق.
في غضون ذلك، قصفت القوات الحكومية مدينة مصراتة بصواريخ جراد وقذائف المدفعية الثقيلة أمس، ما أسفر عن مقتل 30 شخصاً على الأقل وإصابة 60 آخرين، حسبما أعلن مهندس يدعى أحمد القاضي ويعمل بمحطة إذاعية للمعارضة بمصراتة. لكن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم قال إن الجيش مازال ينفذ خطة انسحابه من المدينة لكنه رد بإطلاق النيران حين هوجم أثناء تراجعه.
وفي السياق، قصفت قوات القذافي مدينة الزنتان جنوب غرب طرابلس ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 9 آخرين.
وفي الحرابة (25 كلم شرق نالوت) دارت معارك أمس للسيطرة على الطريق بين نالوت والزنتان، حيث تحاول قوات القذافي قطع الاتصالات بين بلدات المنطقة الجبلية التي انتفضت مع انطلاق الثورة في فبراير الماضي.
وحول التحركات الدبلوماسية، أعلن إبراهيم أمس أن وزير الخارجية عبد العاطي العبيدي توجه إلى أديس أبابا لبحث خطة سلام مع الاتحاد الأفريقي. وأضاف "سنكثف جهودنا السلمية خلال الأيام المقبلة. وندعم مبادرات السلام اليونانية والتركية والأفريقية واللاتينية للخروج بمقترحات سلمية خلال الأيام المقبلة. وعلى حلف الأطلسي أن يفهم أنه إذا كان يريد السلام فعليه أن يكف عن قصفنا ويبدأ في التحدث معنا".
وفي القاهرة، نفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية ما تردد حول تجنيد أحمد قذاف الدم، ابن عم الرئيس القذافي، لشباب مصريين للعمل كمرتزقة في ليبيا. وأوضح في بيان أنه "سمح لقذاف الدم بالتواجد في مصر مع التأكيد عليه بعدم ممارسة أي عمل سياسي من شأنه الإضرار بمصالح مصر". وأكد المجلس حرصه وحرص مصر على استقرار الأوضاع في ليبيا "حقنا للدم الليبي".
من جهته، أكد مصدر برئاسة مجلس الوزراء، لـ "الوطن" أن "الحكومة المصرية حريصة في التعامل مع الملف الليبي خاصة أن هناك أكثر من مليون مصري يعملون في ليبيا". وقال "هناك تقارير أشارت إلى محاولة قذاف الدم إقحام القبائل المصرية مثل قبيلة أولاد علي، في الأزمة، لكنها رفضت ذلك، وكان هذا بمثابة رد قاطع على محاولاته".
من جهة أخرى، وصف رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي الدكتور محمود جبريل، تغطية الإعلام الغربي للأحداث في ليبيا بلعبة الـ"Pin Pong"، حيث يركز على تقدم أو تراجع الثوار دون الاهتمام بالجانب الإنساني في نقل الأحداث. وكشف جبريل خلال لقائه المفتوح مع الإعلاميين في ملتقى الإعلام العربي الثامن المقام حالياً بدولة الكويت، عن "مبادرة تركية غير رسمية سلمت للمجلس وسيدرسها بعناية، وإذا شعر أنها مناسبة.