تؤكد مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم علاقتها الأبدية بالتراث الإسلامي، الذي انطلق منها بكل تجلياته، وتترسخ أهمية العاصمة الأولى للإسلام اليوم حين يجد 280 خطاطا ممن تشرفت أنامل الكثير منهم بكتابة المصحف الشريف بمختلف خطوطه أنفسهم يمثلون 31 دولة حول العالم، على طاولة واحدة بفندق"ميرديان المدينة" أمام حرفهم وزخرفتهم، وهموم فنهم، في "ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم" الذي يحظى برعاية خادم الحرمين الشريفين".

خطاطو العالم سيفسحون المجال خلال أيام الملتقى الذي تستمر فعالياته بدءا من اليوم حتى الـ28 من هذا الشهر، للوقوف على تجربتهم الإبداعية في إحدى الساحات بفندق ميرديان حيث يقدمون عروضهم الإبداعية في كيفية رسم الحرف القرآني.

وقال وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ إن رعاية خادم الحرمين الشريفين لملتقى عالمي يعنى بكتاب الله الكريم، ودستور هذه الأمة، ومصدر تشريعها الأول تؤكد اهتمامه المتواصل الذي يوليه للقرآن الكريم، والسنة النبوية، وكل ما يتعلق بخدمتهما، من طباعة ونشر، وعقد مؤتمرات، وندوات، وملتقيات تصب كلها في خدمة هذه الغاية السامية.

وأشار الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى محمد سالم بن شديد العوفي إلى أن نسبة النساء المشاركات في الملتقى جيدة، وأنهن سوف يتابعن المحاضرات والندوات والبرنامج الثقافي للملتقى من خلال دائرة النقل التلفزيوني في القسم النسائي.

ويتضمن الملتقى الذي يقام لأول مرة على مستوى العالم من حيث حجم المشاركة معرضا مصاحبا لأشهر خطاطي وخطاطات المصحف الشريف يعرض للجهود المبذولة في كتابة المصاحف، و جماليات الخط العربي، وأدواته، والزخرفة، والخطوط الحاسوبية، مشتملا على مصاحف كتبها خطاطون مشاركون في الملتقى، ومصاحف قديمة في عصور مختلفة، إضافة إلى زخارف ومذهبات منوعة، وأدوات خط قديمة وحديثة، وكتب اهتمت بالخط والكتابة، ورسم المصحف، ومجلات متخصصة في الخط والخطاطين، وورش فنية يمارس فيها بعض الخطاطين الكتابة ورسم الحروف بأنواع الخطوط المختلفة أمام الجمهور. وعرض نماذج لعدد من التجارب النسائية ومنهن فاطمة حسين، وأمل حافظ في قاعات مخصصة لهن. وخصصت اللجنة التحضيرية للملتقى قاعة مستقلة للموهوبين لعرض نتاجهم في مجال الخط العربي والزخرفة.

وحددت الأمانة العامة للمجمع مواعيد الزيارة للملتقى على فترتين من الـ9 صباحا وحتى الـ12 ظهرا، والثانية من الخامسة مساء وحتى الـ10 مساء فيما خصصت الفترة المسائية من أيام الخميس والجمعة والأحد لزيارة العائلات.