"مرْنا بكره، ولاّ السبت، ولاّ الأربعاْ الجاي".. هذا ما تعوده المراجعون من موظفي الأجهزة الحكومية. ولكن هذه اللغة "ليست مقبولة" و "بنفسي أبلغت المسؤولين في المنطقة بصراحة وكررتها لهم: لا تقولوا للمراجع مرْنا بكرهْ". قد تكون هذه الكلمات تلخيصاً مركزاً لمشروع قياس رضا المستفيدين عن أداء الأجهزة الحكومية الذي تشتغل عليه إمارة المنطقة الشرقية منذ أكثر من عام.

التلخيص المركز عرضه أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد للزملاء في مركز "الوطن" بالدمام، ظهر أمس، في لقاء استمرّ قرابة نصف ساعة. كان اللقاء سلة من الإيضاحات المتشعبة، وكانت التنمية والخدمات محوراً أساسياً يعود إليه الحديث كلما توسّع واستطرد. أمير المنطقة تناول والزميل رئيس التحرير المكلف ما تتمتع به المنطقة من تنوّع جغرافي وبيئي وسكاني، فـ "عقود التنمية المتلاحقة جعلت منها منطقة جذب في جميع القطاعات"، ولذلك فهي منطقة تمثل "امتداداً سكانياً لجميع المناطق"، وفيها تراكم من الخبرات في جميع القطاعات "وهذا ما دعا الإمارة إلى استثمار خبرات المتقاعدين ليكونوا مستشارين يُدلون بآرائهم لصالح استمرار التنمية وتحسين الخدمات وتسهيل حياة المواطن والمقيم".

الإمارة هي جزء من الأجهزة المسخرة لخدمة المواطن والمقيم؛ لذلك "أردنا أن تكون أول جهاز يُبحث في أدائه من خلال مشروع قياس رضا المستفيدين، وحاولنا معرفة ملاحظات المراجعين لنتحسّن". وفي صراحة واضحة قال الأمير أيضاً "لم تحقق الإمارة تقدماً على بقية الأجهزة، ولم تحقق تأخراً أيضاً، ولكننا أصررنا على أن نبدأ بأنفسنا في التحسين لتحقيق رضا المستفيدين".

وفي سياق العمل على مراقبة الأجهزة "طلبنا من المسؤولين إيضاحات حول المشاريع المتأخرة، ووجهنا باتخاذ إجراءات جريئة.. هناك احتياجات يجب أن تُلبّى ومواطنون ينتظرون، ولن نقبل باستمرار أي تقصير من أيّ مسؤول". أضاف الأمير "لم نكتفِ بما يذكره المسؤولون عن إداراتهم، بل أرسلنا مراجعين وهميين ليستشكفوا بأنفسهم واقع الخدمات والإجراءات ومدى تطابقها مع معايير الجودة".

اللقاء حضره مدير عام المكتب الخاص لأمير المنطقة حسن الجاسر، ومدير عام العلاقات العامة والمراسم فيصل القو، وتشعّب وصولاً إلى استعراض الطموح السياحي الذي تسعى المنطقة إلى تحقيقه، خاصة مع وجود مقوّمات سياحية متعددة بحرية وريفية وصحراوية، والتنمية المتنوعة التي تتمتع بها المنطقة.