نال بنيامين نتنياهو الكثير من البطاقات الحمراء منذ أن قاد حزب الليكود السياسة في إسرائيل بالتعاون مع اليمين المتطرف المتمثل بحزب "إسرائيل بيتنا" ومن على شاكلته من الصهاينة المتشددين.
لا يعني هذا أن حزب العمل بعيد، وأن بقية الأحزاب السياسية الإسرائيلية كانت تسعى إلى غير ما سعى إليه نتنياهو، فهو ينفذ الوصايا الصهيونية التي صاغها قبل أكثر من مئة سنة تيودور هرتزل، ووضعها موضع التنفيذ ديفيد بن غوريون ومن خلفه في المؤسسة العنصرية.
ربما كانت البطاقات الحمراء التي نالها نتنياهو كانت الأكثر في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة، مع أنه عاصر عددا من الإدارات السابقة واستطاع بفضل اللوبي الصهيوني ذي النفوذ العالي في أمريكا أن يظهر بمظهر المنتصر في كل مرة يكون قد نال فيها ما نال من تأنيب.
ولكن إدارة أوباما ربما استطاعت أن تكشف على الملأ الأسلوب المعوج الذي حاول أن يتعاطى به معها فكان التهميش في المرة الأولى حيث جرى اللقاء من دون صحفيين، وألغي في المرة الثانية، إلى أن حُدد السادس من أغسطس موعد للقاء مجددا في البيت الأبيض.
وهذه المرة سيكون اللقاء عاصفا، ولكن من دون أن يصل إلى المرتبة الحمراء، بالرغم من أن نتنياهو أحرج كثيرا إدارة أوباما في العديد من المحطات، كان أبرزها المجزرة التي ارتكبتها قواته في المياه الدولية ضد أسطول الحرية التركي، وقبلها دفع المبادرة الأمريكية حول الدولتين المتجاورتين إلى الفشل، عبر الإعلان عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن لتل أبيب، والإعلان مؤخرا عن إقامة 1600 وحدة سكنية مع وصول المبعوث الأمريكي إلى المنطقة جورج ميتشل.