تواصلت المعارك أمس في مدينة مصراتة التي تحاصرها قوات الرئيس معمر القذافي منذ شهرين، لكن حدتها خفت نسبيا مقارنة باليوم السابق، حيث سقط 8 قتلى مقارنة بـ 28 قتيلا ومئة جريح أول من أمس في أكبر حصيلة قتلى منذ 65 يوما على بداية الحصار. وجاءت المعارك رغم إعلان النظام الليبي أن قوات العقيد علقت عملياتها في مصراتة، لتتيح للقبائل التعامل مع الثوار.

واعتبر الناطق العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا العقيد عمر باني الإعلان "فخا"، وأن قوات القذافي تستعد لشن هجمات جديدة. وأكد أن النظام يريد "إيهام العالم" بأن قبائل مدينة مصراتة ما زالت موالية له وأن المعارك فيها حرب أهلية بين القبائل". واتهم باني النظام بإرسال أسرى إلى الجبهة بعد اعتقالهم على الجبهة الشرقية أو في جبال الثوار جنوب غرب طرابلس.

وفي السياق، أكد جنديان من قوات القذافي أسرهما الثوار ويتلقيان العلاج في مستشفى بمصراتة أمس، أن القوات التي تقاتل الثوار "تخسر ومعنوياتها في أدنى مستوى". وروى الجنديان وهما ليبي وموريتاني من المرتزقة أن خطوط الإمدادات مقطوعة وأن الضباط تخلوا عن قواتهم. وأفاد الجندي الموريتاني ليلي محمد (49 عاما) وهو ممدد على حمالة إثر إصابته برصاصة في صدره "قاتلت شهرين من أجل القذافي. كان الضباط يقولون إما أن تقاتل أو أن تقتل" مشيرا إلى أن موريتانيين آخرين وتشاديين يقاتلون إلى جانب القوات الليبية.

وعلى حمالة مجاورة يقول مصباح منصور المتحدر من سرت (25 عاما) إنه "جند بالقوة قبل شهر ونصف، ودربوني 20 يوما على استخدام السلاح ثم أرسلوني هنا قبل أسبوعين. وأعطونا أمرا بقتل كل من يعبر الشارع، حتى النساء والأطفال". إلى ذلك، انفجرت فجر أمس صواريخ جراد في مصراتة بينما يسمع أزيز رصاص الأسلحة الرشاشة بدون انقطاع.

من جهته، أعلن مصدر عسكري ليبي أن مواقع عسكرية ومدنية تعرضت أول من أمس لغارات الناتو في طرابلس والخمس والعسة وغريان (غرب) وسرت، أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح .

سياسيا، أكد الأردن مجددا ضرورة توفير كل سبل الحماية للشعب الليبي، خلال اتصال هاتفي بين وزير خارجية الأردن ناصر جودة وعضو المجلس الوطني الانتقالي الليبي المسؤول عن ملف الشؤون الخارجية علي العيساوي.

وفي الكويت، التقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمس رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل الذي يزور الكويت حالياً.

وفي روما، أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أمس أنه سيزور قريبا بنغازي، لتدشين قنصلية.