تراوحت المواقف السياسية حيال المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية بين الترحيب والتحفظ والرفض، حيث رحب الرئيس علي عبدالله صالح وحزبه المؤتمرالشعبي، والولايات المتحدة بالمبادرة، فيما تحفظ عليها تكتل المعارضة، ورفضها شباب التغييرفي مختلف ساحات اليمن لأنها "لا تنص صراحة على تنحي الرئيس صالح عن السلطة ومحاكمته مع أقاربه والمسؤولين عن قتل المئات وجرح الآلاف".
وحذرت اللجنة الإشرافية العليا لثورة التغيير في مؤتمر صحفي أمس من "خطوات تصعيدية خلال الأيام المقبلة سيفاجأ بها النظام في حال عدم استجابة صالح لمطالب الشباب بالتنحي"، على حد تعبير رئيس اللجنة الإعلامية عبدالله الشليف. وأضاف أن لجنته "لا تريد الكشف عن أية خطوات حتى لا تكون مكشوفة"، مجددا رفضت اللجنة أية مبادرات أو حوارات ما لم تتضمن الرحيل الفوري لصالح.
وانتقدت اللجنة، المعارضة الممثلة في اللقاء المشترك لانسياقها وراء حوارات وهمية، مؤكدة أن اللقاء "لا يمثل إلا نفسه"، على خلفية موافقته على المبادرة الخليجية، وهوما يعني صداماً بين المعارضة والشباب.
ودعت اللجنة الإشرافية، كل مكونات الثورة من الشباب والأحزاب والمنظمات إلى رفض أية مبادرة أوحوار مع علي صالح ونظامه. ودعت أيضا الجميع إلى التصعيد وتحديد ساعة الصفرلإسقاط النظام الذي وصفته بـ "البائد"، مؤكدة أن "هذا النظام مراوغ ولا يفي بعهوده ووجوده أصبح خطراً ليس على الشعب اليمني فحسب بل على المنطقة برمتها، وأن تأخر سقوطه سيؤدي إلى المزيد من سفك الدماء وتهديد السلم الاجتماعي".
كما دعت اللجنة، اللقاء المشترك إلى "الكف عن الدخول في أية مبادرة أو حوارمع صالح ونظامه، والالتحام بالثورة والمطالبة صراحة بالتنحي الفوري لصالح والمحاكمة العاجلة لنظامه".
في المقابل، رحب الرئيس صالح وحزبه المؤتمرالشعبي العام الحاكم بالمبادرة التي تنص على أن يسلم الرئيس صالح السلطة إلى نائبه بعد شهرمن توقيع اتفاق مع قوى المعارضة، وعلى منحه حصانة من المقاضاة له ولأسرته ومساعديه.
وقال نائب وزيرالإعلام اليمني عبدوالجندي إن الرئيس وحزب المؤتمر يوافقان على المبادرة بكل بنودها، ولا توجد تحفظات.
كما رحب البيت الأبيض بإعلان الحكومة اليمنية موافقتها على المبادرة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "نرحب بإعلان الحكومة اليمنية والمعارضة موافقتهما على المبادرة الخليجية للخروج من الأزمة السياسية بشكل سلمي ومنظم". وأضاف أن "الولايات المتحدة تدعم انتقالا سلميا للسلطة في اليمن يلبي تطلعات الشعب اليمني". ودعا كارني "كل الأطراف إلى التحرك بسرعة لتطبيق بنود الاتفاق ليتمكن الشعب اليمني من تحقيق الأمن والوحدة والرخاء التي سعى إليها بشجاعة ويستحقها".
أما المعارضة فتحفظت على بعض البنود الواردة في المبادرة، خاصة المتعلقة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وقال الرئيس الحالي للمعارضة ياسين نعمان "ترحب المعارضة بالمبادرة باستثناء تشكيل حكومة وحدة وطنية"، واقترحت أن تقوم الحكومة الحالية، وهي حكومة تصريف الأعمال، بالقيام بالمهام خلال الفترة الممنوحة للرئيس صالح بتقديم استقالته إلى مجلس النواب والمحددة بثلاثين يوماً، مؤكدة ألا سلطان على ساحة التغيير، في إشارة إلى رفضها للبند المتعلق برفع الاعتصامات خلال هذه الفترة.
وهذا الأمر جعل مصدرا بحزب المؤتمر يتهم المعارضة بأنها ذات عقلية انقلابية.
وقال"العقلية الانقلابية التآمرية هي المسيطرة على قيادة المشترك، وهمهم الأول يتمثل بالانقضاض على السلطة عن طريق الفوضى والتخريب وإراقة الدم". وأشارإلى أن "محاولة التسويف والمماطلة أمر غيرمقبول كون المبادرة جاءت بعد مشاورات وزراء خارجية دول الخليج مع ممثلي المؤتمر الشعبي العام وحلفائه واللقاء المشترك وشركائهم في كل من الرياض وأبوظبي وأنها باتت غير خاضعة للنقاش أوالانتقاء"، معتبرا أن "أية محاولة لوضع العقبات والعراقيل إنما تؤكد حرص المشترك على الدوران في نفس الحلقة المغلقة".
من جهة أخرى، قتل مسلحان بتجدد الاشتباكات مع قوات الحرس الجمهوري في معسكر بمنطقة العرفي يافع، الذي يسعى المسلحون إلى إخلائه. ووقعت الاشتباكات أول من أمس إثر فشل وساطة مشايخ ووجهاء من يافع لإنهاء المواجهات.
كما قتل خمسة أشخاص بينهم 4 عسكريين أمس بصدامات بين وحدة من الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين في محافظة لحج جنوب اليمن، على ما أعلن مسؤول في قوات الأمن.