تحاول إسرائيل تزوير التاريخ وربما تنجح في ذلك، ولكنها لا تستطيع تزوير حقيقة ساطعة ممتدة منذ حوالي 1400 سنة.

بالأمس وزع جيش الاحتلال على ضباطه وجنوده صورة للمسجد الأقصى خالية من قبة الصخرة الذهبية، التي يعتبر موقعها بالنسبة للمسجد كموقع القلب من جسد الإنسان.

والتزوير الذي أقدمت عليه قوات الاحتلال، يندرج في إطار عملية التهويد التي يتعرض لها المسجد والمؤامرات التي تحيكها الدوائر الصهيونية العالمية، عبر الادعاءات الكاذبة عن وجود الهيكل الثالث المزعوم تحت مبناه، وهي ادعاءات لم يثبتها لا التاريخ ولا الواقع، وهي ليست موجودة إلا في مخيلة التلموديين ومن ورائهم المسيحيون المتصهينون الذين برزت أظافرهم في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

لم تكتف الدوائر الصهيونية بترويج مزاعمها داخل معابدها، والكذب في دوائرها المغلقة، فأرادت عبر تزوير صورة المسجد الأقصى تعميم سياسة الكذب والتدجيل، قاصدة من وراء ذلك التعمية على حقيقة أن للأقصى ربا يرعاه، وجموعا تحتشد في ساحاته ظهر كل جمعة تبتهل إلى الله من أجل حمايته.

لا تنفصل الصورة المزورة عن تزوير حقيقة الوجود الصهيوني في فلسطين، وهي معركة طويلة الأمد لا يكتفي أن يقودها الشعب الفلسطيني وإنما الأمتان العربية والإسلامية مجتمعتين، عبر إبراز الحقيقة ناصعة في الحوارات الدينية على مستوى العالم، وفي المنظمات التابعة للهيئات الدولية.