وفقا لما نشرته صحيفة عكاظ في عدد الأربعاء الماضي "أدانت هيئة الرقابة والتحقيق في المدينة المنورة أعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اعتدوا قبل شهرين على امرأة وصلت للمدينة المنورة برفقة خالها من مدينة ينبع بقصد استخراج تصريح عمل من الهيئة الطبية في المدينة المنورة، وهنا تعرض لها سبعة من رجال الهيئة، خمسة منهم في سيارتين إحداهما خاصة والأخرى رسمية بدعوى أن عليها قضية اختلاء اتضح لاحقا عدم صحتها بعدما اكتشف أن الذي برفقتها لم يكن سوى خالها.. وأوضحت المواطنة م ـ ن ـ الشمري في حينه أن أمير منطقة المدينة المنورة استقبلها في ديوان الإمارة، واستمع لقصتها بالكامل، بحس إنساني أبوي، وقال لها "كرامتكِ من كرامتنا ولا يرضينا ما تعرضتِ له".
وروت المرأة: "بعد وصولنا إلى المدينة المنورة، عن طريق النقل الجماعي برفقة خالي بهدف استخراج رخصة طبية لمزاولة مهنة الطب، استقللنا سيارة أجرة، وطلبنا من سائقها إيصالنا إلى مقر هيئة التخصصات الطبية، ولعدم معرفة السائق بموقعها اضطر للدخول في عدد من الأحياء، لنفاجأ بسيارتين تقطعان الطريق علينا، وخرج منها خمسة أشخاص، وحضر آخر لمساعدتهم، وهجموا علينا داخل السيارة، وبادرت بالصراخ ظنا مني أنهم لصوص، واعتدى عليَّ أحدهم بالضرب وهددني، ونزع حجابي، ووضع يده على فمي، وتعاونوا على إنزالنا من السيارة بالقوة، وما هي إلا ثوان حتى حضرت سيارة من نوع (جيمس) عليها شعار الهيئة، وأشار لهم أحدهم بيده بوقف الاعتداء بعد أن مزقوا عباءتي ونقابي، وقطعوا شنطتي". وزادت: "تقدم أحدهم نحوي وصرخ في وجهي قائلا: وين إثباتك، ومن وين جاية، وليش جاية، ومن هذا اللي معاك"، وبعد أن اطلع على أوراقي الثبوتية (كرت العائلة) وتأكد من صحة أقوالي، اتصل بأحد الأشخاص وطلب منه عمل محضر بالواقعة، ثم قال: "هذه سيارة سرية حكومية ونحن رجال الهيئة، أركبي بنوصلك بالسيارة الأخرى إلى المكان الذي تريدين وسنساعدك"، فأركبوني في السيارة التابعة للهيئة أنا وخالي بالقوة، وأخذوا يعتذرون "حنا آسفين لأنه حصل لبس في الموضوع"! وواصلت "أجروا اتصالا هاتفيا مع الشؤون الصحية لمساعدتي، واستأجروا لنا غرفة في أحد الفنادق، وسيارة لإيصالنا إلى الموقع، ووضعوا مبلغ 500 ريال ونعناعا بين الهدايا التي قدموها لي، معتقدين أنني سألتزم الصمت على ما بدر منهم من ضرب وإهانة وتحقير دون أي سبب يذكر".
انتهى كلام المرأة الذي تعمدت نقله بالكامل هنا لأوضح أن ما تعرضت له، هو بالتحديد الفعل الأعم والأبرز والأشهر فيما ينقل عن سلوكيات بعض رجال الهيئة، وهو ما يتم تناقله داخل السعودية وخارجها للطعن في الإسلام والمسلمين وفي بلادنا فهم لا يذكرون جهود (الهيئة) في مجال محاربة المخدرات والرذيلة وما يحسب لها في جوانب أخرى، لأن مثل هذا العمل لا يمكن لعاقل الامتعاض منه، لكن ما لا نقبله ولا يقبله غيرنا سوء الظن الذي لا يكتفي بإحراج الناس عبر إيقافهم أمام الملأ والتحقق من هوياتهم ليصل إلى حد الاعتداء عليهم وإهانتهم، وهذا ما يفسد عملا عظيما يقوم به آخرون، فلا بد أن تنتهي مثل هذه التجاوزات المسيئة للدين والوطن ولـ(الهيئة) نفسها؟