ماذا لوكان الهلال في موقع النصر من حيث تأخر سداد المستحقات المالية للاعبين الأجانب وللمدربين وللوسطاء، ومن ثم جاء استثناء رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير نواف بن فيصل بشأن السماح للأندية المحترفة بتسجيل انتقالات الفترة الشتوية.

لو كان الهلال محل النصر، لزمجروا وأرعدوا بحقه ولصاحوا وتباكوا عليه، بل لأيقظوا الفضائيات وأوقدوا الإذاعات نتيجة للامتيازات التي نالها الهلال الذي تلصق به التبعية المبالغ فيها وهو منها براء سواء من النصر أو غيره.

الأزمات المالية الخانقة ليست جديدة في الأندية، بل تتوسع يوماً بعد الآخر نتيجة ارتفاع مصروفاتها، إلا أنها هذه المرة تكاد أن تبلغ الحلقوم، فهي من دفعت نائب رئيس نادي النصر عامر السلهام إلى الاستقالة بعد أن أحيط النادي بكثير من الالتزامات المالية وصلت إلى 7 ملايين ريال من أصل 11 مليون ريال، كالتزامات تعاقدات وعقود احترافية وعمولات على النصر للسماسرة، كما يقول من هم بداخل البيت الأصفر، وإلا لماذا ودع السلهام كرسي النائب وبقي زميله سلمان القريني محافظاً على مقعده في مجلس الإدارة بعد تخليه عن مهمته الإدارية بالفريق الكروي؟

ليت جميع أنديتنا تعود لفتح جزء يسير من مقدمة ابن خلدون لمعرفة كيفية إدارة شؤونها المالية وطريقة خروجها من أزماتها الخانقة، لكي لا تكلف نفسها عناء النظر لمن هم أقدر في دفع المصروفات والإنفاقات الضخمة التي مزقت الأندية نتيجة تلاعب السماسرة في السوق السعودي وخداعنا بعذب الكلام وعسولة اللسان، وفي النهاية يذهب(المظلومون) بالدعاء على ناديهم في غسق الليل والناس نيام، نتيجة لتجاهل حقوقهم المالية وتعطيل احتياجاتهم الأسرية وعيشتهم اليومية.