مع تصاعد الجدل حول صلاحياتها، تبدأ اليوم أولى مراحل الانتخابات البلدية في دورتها الثانية باستقبال الناخبين لتسجيل بياناتهم طيلة 27 يوما، استعدادا للاقتراع في 24 شوال المقبل.

ولم تهدأ حتى أمس مطالب التغيير في دور أعضاء المجلس، إذ جدد أمين منطقة الرياض الأمير عبدالعزيز بن عياف دعوته إلى زيادة صلاحيات المجالس البلدية ورفع عدد الأعضاء لكل مجلس. وتحدث إلى "الوطن" بالتأكيد على دعوته السابقة: ما زلت أقول وبصوت عال إن المجالس البلدية تحتاج إلى صلاحيات أكثر، لأن الدورة الأولى انتهت ولا بد أن تكون الدورة الثانية بصلاحيات مختلفة.

وتأتي مطالبات بن عياف بعد 5 أيام من تأكيدات رئيس اللجنة العامة للانتخابات عبدالرحمن الدهمش بأن الصلاحيات الممنوحة للمجلس كافية.

وتوقع أمين الرياض أن يكون الإقبال على التسجيل أقل من الدورة السابقة، مرجعاً ذلك إلى التنظيم الذي ينص على أن من سجل في الدورة الماضية ليس بحاجة لذلك مرة أخرى.




تنطلق اليوم أولى مراحل العملية الانتخابية للدورة الثانية لأعضاء المجالس البلدية في مناطق ومحافظات المملكة، وذلك بحصر وتسجيل من تنطبق عليهم الشروط في جداول قيد الناخبين والتي ستستمر 27 يوما.

وأشركت اللجنة العامة للانتخابات البلدية مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت للتعريف بالمرحلة الأولى للعملية الانتخابية، وقال رئيس اللجنة العامة للانتخابات البلدية عبدالرحمن الدهمش في تصريح إلى "الوطن": إننا نحفز المواطنين للمشاركة في الانتخابات البلدية عبر الـ "Facebook"و "Youtube" حيث إن اللجنة تستخدم وسائل الاتصال الحديثة والمواقع الاجتماعية العالمية على شبكة الإنترنت لبث رسائل توعوية للمواطنين وتحفيزهم للمشاركة في الدورة الحالية".

وأعلن الدهمش لدى تفقده المراكز الانتخابية في جازان مؤخرا أن عدد أعضاء المجالس البلدية في الدورة الجديدة سيزيد إلى 1632 عضواً يتم انتخاب نصفهم، لاسيما في ظل ارتفاع عدد المجالس البلدية إلى 179 مجلساً.

أمير نجران أول الناخبين

سيكون أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله أول المسجلين في قيد الناخبين في أولى مراحل انتخبات المجالس البلدية والتي تنطلق بعد عصر اليوم في المنطقة، أوضح ذلك الناطق الإعلامي بلجنة الإشراف المحلية بمنطقة نجران علي عون.

وقال "إن لجنة الإشراف المحلية لانتخابات المجالس البلدية بمنطقة نجران استعدت لنجاح هذه الدورة بعقد عدة اجتماعات برئاسة رئيس لجنة أمين منطقة نجران المهندس فارس الشفق استعدادا للانطلاقة الفعلية للانتخابات اليوم في 17 مركزا انتخابيا و11 دائرة انتخابية منها 7 لجان في مدينة نجران، و10 مراكز لعشر دوائر في محافظات المنطقة.

وأكد ابن عون أن اللجنة وضعت العديد من لوحات التوعية في لوحات الأمانة الإلكترونية ووزعت آلاف النشرات والبوسترات لإطلاع المواطنين على البرنامج الزمني للانتخابات وإطلاعهم على أهمية المشاركة في العمل البلدي وصنع القرار.

زيادة الصلاحية

وفي الوقت الذي تنطلق فيه أولى المراحل، جدد أمين منطقة الرياض رئيس اللجنة المحلية للانتخابات البلدية الأمير عبدالعزيز بن عياف مطالبته بزيادة صلاحيات المجالس البلدية ورفع عدد الأعضاء، وقال "المجالس البلدية لا يمكن أن تقدم شيئاً دون وجود صلاحيات" محددا مطالباته بـ"رفع عدد الأعضاء، عدم تغيير أعضاء المجلس دفعة واحدة، فتح المجال للشباب من سن 18 سنة للمشاركة، إيجاد رؤية تحدد ما وصلنا إليه في الدورة السابقة وما سنضيفه في الدورات المقبلة، ووضع برنامج زمني للإنجازات والصلاحيات".

وفي رده على استفسار "الوطن" حول تصريح رئيس اللجنة العامة للانتخابات عبدالرحمن الدهمش بأن الصلاحيات الحالية الممنوحة للمجلس كافية، قال "مازلت أقول وبصوت عال إن المجالس البلدية تحتاج إلى صلاحيات أكثر"، وأضاف بعد تفقده أمس مركز الانتخابات بخيمة الأمانة بالملز "لا بد للمواطن وعضو المجلس ومسؤولي البلدية إذا وضعت الدورة الأولى مقابل الدورة الثانية أن يعرفوا الفرق بين الدورتين وما هي الصلاحيات وما تم من تطوير وإعداد".

وتوقع أن تشهد الدورة الحالية سهولة في التسجيل لكن بإقبال أقل، وقال "سيكون الوضع في هذه الدورة أسهل من سابقتها بحكم أنها تكرار للتجربة وتواجد للخبرة، لكن بإقبال أكبر كون شروط التنظيم تنص على أن من قام بالتسجيل في الدورة الماضية ليس بحاجة للتسجيل مرة أخرى"، مشيراً إلى أن التحدي يتمثل في اكتساب أشخاص أكثر من الذين اكتسبتهم في المرة الماضية.

دقيقة لقيد الناخب

من جانبه، قال رئيس اللجنة التنفيذية للانتخابات بالرياض المهندس عبدالرحمن الزنيدي إن الاستعدادات لقيد الناخبين بدأت منذ شهر.

وعن المدة الزمنية التي تستغرقها عملية القيد قال "عملية القيد لن تستغرق أكثر من دقيقة واحدة، وسوف تكون أقل بكثير من الدورة السابقة كونها لن تتطلب أكثر من تسجيل الاسم ورقم الجوال ورقم الهوية الوطنية".

74 مركزا بالرياض

وستستقبل العاصمة اليوم، الناخبين لتسجيل بياناتهم لانتخابات أعضاء المجالس البلدية في دورتها الثانية من خلال 7 دوائر انتخابية تضم 74 مركزا موزعة على عدد من الأحياء جرى اختيارها وفقا لعدد السكان.

وستكون المراكز الانتخابية في مقار البلديات الفرعية وعدد من مدارس التعليم الحكومي، مركز الأمير سلمان الاجتماعي، جامعة الملك سعود، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعدد من المكتبات العامة, حيث تم تعليق العديد من اللوحات واللافتات للدلالة على مقار التسجيل، فيما تزيّنت الجسور والطرقات باللافتات الدعائية ليعود مجددا صخب وثقافة الانتخابات البلدية التي كانت تجربتها الأولى قبل نحو ست سنوات.

ورش عمل

إلى ذلك، أوضح أمين جدة الدكتور هاني أبوراس أن أمانته نظمت عدة ورش عمل للتعريف بالانتخابات للمرشحين والمشاركين، وأضاف "تم تكليف لجان متخصصة للإشراف على الانتخابات حتى موعد الاقتراع في 23-10-1432، والتعريف باشتراطات الانتخابات والتي يحق فيها لكل مواطن الانتخاب شرط ألا يقل عمره عند حلول موعد الاقتراع عن 21 عاما، وأن يكون متمتعاً بالأهلية الشرعية، ومقيماً في نطاق الدائرة الانتخابية التي يباشر فيها الانتخاب، وفي حالة إقامة الناخب في نطاق أكثر من دائرة انتخابية فيجب أن يختار منها دائرة واحدة فقط لممارسة حقه في الانتخاب والترشح بها".

وأضاف "من يريد التسجيل في قيد الناخبين، عليه إحضار أصل بطاقة الهوية الوطنية، داعياً في الوقت نفسه جميع المواطنين الذين تنطبق عليهم شروط القيد إلى المبادرة بتسجيل أسمائهم كي يكون لهم حق التصويت يوم الاقتراع".

فجوة الوعود

من جانبه، أشار رئيس اللجنة العليا لانتخابات المجالس البلدية أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي، إلى أن الوعود التي أطلقها بعض المرشحين في الفترة الماضية، تسببت في فجوة بين المواطنين وتوقعاتهم للمجلس البلدي.

وعن مهام لجنة الانتخابات المحلية، قال "ستكون معظم مهامها في التدقيق بالطعون ومتابعتها، والتسجيل والتحليل، والتأكد من مهنية الاقتراع وعدم وجود تأثيرات على مراحل سير العمل الانتخابي".

وأشار إلى أنه يجب على المرشح، شرح الأعمال التي سوف يقوم بها لرفع مستوى الخدمات البلدية، حيث إن بعض المرشحين في الفترة الماضية، أطلقوا وعودا خارجة عن مهامهم وقدراتهم، بالرغم من أن النظام قد حدد مهامهم، حيث إن ذلك كشف الفجوة بين المواطنين وتوقعاتهم للمجلس، وبين المهام المسندة لأعضاء المجالس البلدية.

صلاحيات أقرت قبل 40 عاما

من جهته، أرجع عضو المجلس البلدي لحاضرة الدمام ماضي الهاجري عدم ارتقاء المجالس البلدية لتطلعات المواطنين والمسؤولين إلى ضعف صلاحيات النظام الممنوح للمجالس البلدية، وقال في تصريح إلى "الوطن": إن النظام تم إقراره قبل قرابة 40 عاما، والوضع اختلف الآن من حيث الأدوات والمطالب، ويجب تطوير النظام الذي يعتبر بمساحة ضيقة من حيث الصلاحية في التقرير والرقابة"، وأضاف "كما أن عدم تعاون مسؤولي الأمانات مع المجالس البلدية سبب آخر في عدم الوصول إلى تطلعات المواطنين"، مشيرا إلى أن الناخب لم تكن لديه قناة تواصل مع المجلس البلدي مما أضعف أعضاء المجلس في تحقيق رسالتهم.

وطالب الهاجري، المواطنين بالحرص خلال عملية التصويت للمرشحين على اختيار من يمتلك القدرة الكاملة على تلبية مطالبهم وإيصال أصواتهم للمسؤولين.

الاستعلام بـ(SMS) في خيبر

أنهت اللجنة المحلية للانتخابات بمنطقة المدينة المنورة تجهيز أربعة مراكز انتخابية بمحافظة خيبر وذلك استعداداً لاستقبال الناخبين، في حين تم تفعيل الاستعلام عن قيد الناخبين بواسطة رسائل الجوال النصية SMS .

و كانت اللجنة المحلية للانتخابات بمنطقة المدينة المنورة قد نفذت بمركز الملك عبدالعزيز الحضاري بمدينة خيبر برنامج تدريبي لأعضاء اللجان الانتخابية بمحافظة خيبر يهدف إلى إقرار آلية سير العمل في المراكز الانتخابية وطريقة تسجيل الناخبين والمرشحين، وبين خلالها عضو اللجنة المحلية للانتخابات بالمدينة المنورة عبدالرحمن الصاعدي أنه تم تحديد عمر المرشح بحيث لا يقل عن 25 سنة هجري في يوم الاقتراع أي من مواليد 25 /10 /1407، وأكد الصاعدي أن الناخبين المسجلين في الانتخابات السابقة بإمكانهم التأكد من صحة بياناتهم من خلال الموقع الإلكتروني للانتخابات أو زيارة المركز الانتخابي الذي تم التسجيل فيه أو من خلال إرسال رسالة نصية "SMS" تحتوي على رقم الهوية الوطنية إلى الرقم (0560303050) .


مراحل العملية الانتخابية:

• مرحلة قيد الناخبين:

تستمر لمدة 27 يوما تبدأ من 18-5-1432، وسيكون ذلك على مدار أيام الأسبوع عدا يوم الجمعة وسيكون وقت عمل المراكز الانتخابية من السبت إلى الأربعاء مدة خمس ساعات تبدأ بعد صلاة العصر، أما يوم الخميس فسيكون الدوام من التاسعة صباحا حتى الساعة الثانية بعد الظهر، فيما سيكون يوم الجمعة إجازة.

•مرحلة تسجيل المرشحين:

تبدأ السبت الموافق 25-6-1432 وتستمر لمدة 6 أيام.

وتعد هذه المرحلة الأولى من مراحل العملية الانتخابية، تليها مرحلة تسجيل المرشحين التي تستمر لستة أيام اعتباراً من السبت الموافق 25-6-1432.

تلي هاتين المرحلتين عدد من الخطوات تتمثل في الإعلان عن جداول الناخبين والمرشحين الأولية مع وجود فترة اعتراض على هذه الجداول وفترة أخرى للبت في هذه الاعتراضات، وصولاً إلى الإعلان عن جداول الناخبين بشكلها النهائي يوم الاثنين الموافق 17-8-1432 والإعلان عن قوائم المرشحين النهائية يوم السبت الموافق 12-10-1432، على أن يكون موعد انطلاق الحملات الدعائية الانتخابية للمرشحين ابتداء من يوم الأحد 13-10-1432 لمدة 11 يوما، فيما سيكون يوم الخميس 24-10-1432 موعداً للاقتراع على أن تعلن النتائج يوم السبت 26-10-1432.