الكثيرون يتحدثون عن ""ساهر"" حديث المجالس لأنه لا أحد يريد أن يدفع مالاً على أي مخالفة يرتكبها، وحين تبدأ نبرة الهجوم بالارتفاع، فهذا يعني أن مجالسنا مليئة بالمخالفين للأنظمة، ولعشاق التأخر عن مواعيدهم واستبدال سوء السلوك والعادات السيئة في الانضباط بالسرعة الجنونية والاستهتار بأرواح الآخرين. لكن، هل "ساهر" وحده هو الحل؟ ""ساهر"" يركز على السرعة فقط، ولا أعتقد أن هناك من يحترم قوانين المشاة وأنظمة المرور في بلادنا سوى نزر يسير.
"ساهر" يركز على الطرق المزدحمة، ولا تستغرب حين تحصل على مخالفة في طريق لا تعرف كم هي السرعة القانونية المحددة، أو تجد أن اللوحة الخاصة بتحديد السرعة القانونية قد غطتها أشجار الطبيعة الخضراء المغبرة. هناك من يقول إن الطرق سيئة، وهناك استقصاد للمواطن من قبل "ساهر"، لكن السؤال: هل انخفض معدل الحوادث؟ نعم.. وفي المقابل؛ هناك تجاهل من قبل الإدارة العامة للمرور للتشديد على سائقي المركبات في ما يخص احترام إشارات "قف" في التقاطعات، أو في التجاوزات أو ما نسميها بالعامية "الطّوَفان".
المرور ليست "ساهر" و"ساهر" ليس المرور. وأرواح الناس لا تذهب نتيجة السرعة فقط، بل نتيجة لكثير من الطرق السيئة، ولانعدام الثقافة المرورية لدى الكثيرين.
هناك مئات الملايين تدخل في جيب "ساهر"، ولأنه كريم في توزيع المخالفات، فإن إلزام المشغلين للمشروع بوضع لوحات إرشادية تحدد السرعة وبشكل واضح وبمسافة كافية قبل نقاط "ساهر" يرفع الحرج ويخفف الاحتقان، حتى وإن كان الاحتقان مبالغا فيه. لكل مواطن حصل على مخالفة لـ"ساهر" في طريق لا توجد فيه لوحة إرشادية بالسرعة المحددة، الحق في رفع قضية على المشغلين للنظام، فالمسألة ليست جمع أموال، بل صناعة وعي، ومحاولة تعاون لنشر الثقافة المرورية دون ترصد وتخف من أجل لقطة "فلاش".
أنا مع "ساهر"، وأعتقد أنه خفض نسبة الحوادث بشكل كبير وخصوصاً على الطرق السريعة، لكنه يحتاج إلى التعاون مع المواطن وتوعيته، قبل الاختباء خلف شجرة أو جدار لتسجيل مخالفة يمكن تلافيها بالإرشاد والتوضيح.