وصف القاضي ومستشار وزير العدل عيسى الغيث مطالبات البعض بتنحية الأمور الدينية عن الملاعب الرياضية بأنها "أمر غير مقبول"، مبدياً استغرابه عند مطالعته لمقالات صحفية طالب أصحابها بهذا الأمر وتستنكر دخول القضاء والهيئة في الوسط الرياضي، وقال "أنا استغرب مثل هذه الأقوال فنحن نتحدث عن أمور قانونية"، وعاد ليتسائل " كيف يُسب اللاعب ويُتهم آخرون ولا نُدخل الدين في تلك الأمور".

وأكد الغيث في تصريحه لـ"الوطن" بأنه يتحدث هنا عن قانون ولايهمه دين اللاعب أو جنسيته أو فريقه، مضيفاً "بأي حق نمنع حق التقاضي فهذا أمر منصوص عليه في النظام الأساسي للحكم في المادة 47 من النظام وتنص على حق التقاضي للجميع"، موضحاً أنه لم يندم على الدخول في نقاشات رياضية وأنه مُصر على الاستمرار في هذا المجال لأنه الاحتساب الحقيقي، مبيناً أنهم بذلك حركوا المياه الراكدة "حتى لو تأذينا وقتياً فالأثر سيكون كبيراً في المستقبل، خصوصاً أننا لم ندخل الوسط الرياضي ولم يكن لنا ميول أو اتجاهات سابقة".

وعن الاتهامات التي طالته إبان دخوله خلال الفترة الماضية في قضايا رياضية ومن بينها مايتعلق بالمحترف الروماني بفريق الهلال ميريل رادوي ولاعب النصر حسين عبدالغني ، قال الغيث "اتهمت بالميول لناديي الهلال والنصر في غضون 24 ساعة، فعندما تحدثت عن الهلال اتهمني النصراويون بأنني هلالي، وحدث العكس عندما تحدثت عن النصر"، مشيراً إلى أن الاتهامات طالت جهاز الهيئة وهو جهاز لا يعنيه التعصب الموجود داخل الوسط الرياضي الذي أكد أنه فيه الكثير من الوباء والتعصب "طوال حياتي لم يكن لي أي ميول رياضية وأدعو الله ألا يكون لأولادي أيضاً ميول رياضية".

ومع ذلك اعتبر الغيث أن الوسط الرياضي أخذ في التحسن شرعياً وقانونياً وأخلاقياً في الفترة القريبة الماضية، مؤكداً أنه لمس خلال الأيام الأولى في الوسط الرياضي أثراً إيجابياً في المجتمع، وقال"في السابق لا تجد أحداً في المنتديات الرياضية يتحدث في القانون والآن بدؤوا في الاهتمام بهذا الجانب"، وكشف أنه تابع حديث المستشار القانوني ورئيس اللجنة القانونية بالاتحاد السعودي لكرة القدم ماجد قاروب في أحد البرامج الرياضية مؤخراً، ولمس عدم تقديمه أي دليل خلال حديثه في الحلقة الأولى "أردناه أن يقدم أدلة في الحلقة الثانية بعد أسبوع فاعتذر عن الحضور"، وأضاف "سندخل ونهتم بالأمور القانونية"، مبدياً إعجابه بتحرك الرئاسة العامة لرعاية الشباب بإدخالها للقانونيين في المجال الرياضي، مشيراً إلى أن المهاترات الرياضية أصبحت مساجلات علمية قانونية، وأنهم كأفراد تحملوا الأذى الوقتي في سبيل رفع مستوى الوعي والمساجلات بدلاً عن المهاترات، مطالباً الإعلاميين بعدم استخدام ميولهم الرياضية للإيقاع بطلاب العلم، واضعاً اللوم عليهم لأنهم "سيسألون عن ذلك".

يذكر أن مداخلات الغيث في قضية لاعب الهلال رادوي ولاعب النصر حسين عبدالغني لاقت قبولاً واسعاً وتحليلاً من قبل البرامج الرياضية المختلفة، خصوصاً في هذه الفترة التي كثرت فيها الاتهامات المتبادلة بين المنتمين للوسط الرياضي، ووصلت إلى مطالبات بعضهم بإنشاء محكمة رياضية للفصل في المنازعات نظراً لكثرتها وتعقيد بعضها.