مراهم وكريمات وأدوية ومستحضرات طبية تعالج كل الأمراض، بدءا من الزكام مرورا بالضعف الجنسي والعقم ووصولا إلى الضغط والسكري والتهابات الكبد والسرطانات بأنواعها، تروج لها قنوات خصصت لتسويق هذه الوصفات السحرية، مستخدمة في ذلك كل ما يملكه أصحابها من مهارات في الغش والتدليس لاستغلال البسطاء.

هذه القنوات تسوق لمنتجاتها وكأنها خارقة الأثر، وأن سرّها "الباتع" يكمن في كونها إسلامية ومباركة، أو مستوحاة من الطب النبوي الشريف، ولا أدري من أين اكتسبت إسلاميتها وبركتها؟

الأسوأ من ذلك، أن البعض ما زال يصدق تلك الافتراءات، ويقتنع بهذا الدجل الذي يستخدم الدين مطية لخدمة أهداف تجارية رخيصة، ويتكئ على بساطة أناس غلبت عاطفتهم الدينية على وعيهم فأعمتهم عن التفكر في نجاعة هذه الخلطات، ولم يتساءلوا - ولو للحظة - كيف غابت أسرار هذه المستحضرات عن أبحاث كبار علماء الصيدلة وتحضير الأدوية في العالم؟

هذه القنوات - وللأسف - نجحت في أن تؤثر في البعض وتغسل أدمغتهم، لذلك فإن أي محاولة لتوعيتهم بزيفها غالبا ما تصطدم بالرفض وعدم القبول، أو اللامبالاة في أفضل الأحوال؛ لأنها استطاعت ملامسة مواقع الإيمان والاعتقاد في قلوبهم، لتغدو محاولات التوعية - بالنسبة لهم - مخالفة للقرآن والسنة النبوية. وأصحاب هذه القنوات، يدركون هذا الأمر جيدا، لذلك واصلوا العزف على هذا الوتر بمهارة، وظهروا بأشكال ظاهرها التدين، وعرضوا آيات قرآنية وأحاديث شريفة تصاحب إعلانات منتجاتهم، أما الأدعية والأذكار فهي لا تكاد تغيب عن باقي ساعات بثهم.. "لزوم الشغل".

تتزايد هذه القنوات، ويأتيها أُكُلها من حيث لا تحتسب، ليس لمصداقيتها، بل لأن زبائنها ما زالوا يبحثون عمن يدلهم على الطريقة الأسهل التي تمكنهم من الحصول على أكبر كمية من البركة!