خلال سنة واحدة نشأت ثلاث مدن سكنية تشرح رؤيتها الصدر وتفتح النفس على المستقبل وهي في مراحلها الأخيرة وكلها في محيط محافظتي الأحد وصامطة من بين خمس مدن من المقرر استكمالها في منطقة جيزان. وهناك غيرها في بقية مناطق المملكة ضمن مشاريع الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز لحل أزمة الإسكان، وقد أمر، حفظه الله، بميزانية عالية لقطاع الإسكان.

ولحسن حظ الأهالي لم تصادف المدن أية مفاجآت تعوق إنشاءها من مثل بروز صك مفاجئ لأحدهم بتملك الأرض كما حصل مع كثير من منح الأراضي في جيزان إذ يحصل المواطنون بعد التي واللتيا والتعب وقلة القيمة على منحة فيطيرون فرحا إلى تطبيقها ثم يقفون حائرين عاجزين فاغري الأفواه مثل الدوائرالحكومية أمام صك يثبت ملكية الأرض والمخطط كله لمواطن آخر، مواطن واحد.

يشتكي وزراء الخدمات من عدم توفر أراضٍ لمشاريعهم، أعيدها مرة أخرى: الوزراء يشتكون من عدم توفرأراضٍ في بلادنا للمشاريع الحكومية. أفهم أن يشتكي مواطن أنه قضى عشرين سنة في استخراج صك، أفهم أن يشتكي مواطن من تعقيدات الدوائر الحكومية في تقديم الخدمة، لكن أن يشتكي الوزراء من عدم توفر أراضٍ للخدمات فهذه مسألة عسيرة على الفهم، يعني أن الوزارات/ الحكومية نفسها تقف عاجزة فاغرة الفم أمام تعقيدات لاهي ولا نحن نفهمها.

كيف لا تتوفر أراضٍ في بلادنا الشاسعة؟ أين ذهبت الأراضي؟ هل نمنا ليلا طويلا ثم أصبحنا بلا تراب؟ هل عدّت "السحلية" على بلادنا وهي نائمة وأفاقت فلقيت نفسها أرقاما في صكوك غير عادية؟.

نشرت "الوطن" قبل أيام تحقيقا عن خمس قرى في جيزان يحاول سكانها بصكوكهم مقاومة صك مواطن واحد على أرض يشمل فيما يشمل تلك القرى الخمس. خمسة آلاف مواطن يقاومون تطبيق صك مواطن واحد على قراهم التي يسكنونها من مئات السنين.

من السهل جدا أن نفهم شكوى الحكومة من عدم توفر أراضٍ للمشاريع. اللهم صلِ على النبي.