أكدت دراسة قامت بها مؤسسة إستات للإحصاء بإيطاليا، تزايد أعداد الرجال بإيطاليا الذين يساعدون زوجاتهم في أعباء البيت، فبعد أن كانت في التسعينات من القرن الماضي نسبة ربات البيوت اللواتي يقمن بأعباء البيت تصل إلى أكثر من 80%، أصبحت النسبة اليوم تقل كثيرا عن ذلك لتلامس 70%.
وحسب الدراسة نفسها فإن تراجع دور المرأة الإيطالية في البيت يعود إلى تقاسمها هذه المهمة مع الزوج، وإلى انتشار ثقافة جديدة وهي المساواة بين الجنسين، وبين أدوارهما خارج وداخل البيت، مؤكدة أن عاملي البطالة وقلة فرص العمل بالنسبة للرجال كان لهما إسهام في هذا الوضع.
وقالت جمعية "ووميني كازا لينغي " (الرجال الذين يعملون في البيوت) التي تسعى إلى تثقيف وتعليم الرجال الإيطاليين من خلال دروس خاصة على كيفية القيام بأعباء البيت، إن عدد الطلبات التي وصلتها من أرباب البيوت للمشاركة في دروسها فاق الحد المتصور، حتى لجأت للاستعانة بجهات أخرى لتغطية النقص الحاصل لديها في المدرسين.
وقال أحد المشرفين على التدريس إن الجمعية ستقوم إضافة إلى ذلك بجولة بعدد من المدن الإيطالية لتلقين الرجال الراغبين في تعلم أمور الطهو والغسيل والتنظيف ومقابلة الأطفال، دروسا خاصة في ذلك، حتى تعم الفائدة حسب رأيه. من جهته أكد ماريو ( 35 سنة) لـ "الوطن"، أنه سيتلقى دروسا في هذه الجمعية، وقال إن عمله بشكل موقت بإحدى الشركات، وخروج زوجته للعمل خارجا، وغلاء المعيشة، جعله مضطرا إلى البقاء في البيت لمساعدة زوجته، في تربية الابن الوحيد الذي يصطحبه كل صباح إلى المدرسة.
وأضاف "لا عيب في مساعدة الزوجة في البيت، خصوصا في مثل هذه الظروف العصيبة، فرغم أنني تربيت في بيت محافظ بالجنوب الإيطالي تكون فيه المرأة هي المهيمنة على البيت، إلا أن الأوضاع تغيرت الآن ".
أما باولو (53 سنة) فيرى أن مساعدة الزوجة في البيت واجب، ويجب على الرجل مساعدتها، ليس فقط عندما يكون عاطلا عن العمل، بل حتى أثناء خروجه للعمل، ليتقاسم معها أعباء البيت.
من جهتها أكدت بينيديتا ( 63 سنة) أنه من العيب على الرجل أن يقوم بأعمال بالبيت تخص المرأة، موضحة أنها تربت في بيت والدها على إنجاز كل أعمال البيت وحدها دون مساعدة من أحد.
وقالت "الرجل هو من يخرج للعمل، ويبحث عن دخل للأسرة بأي ثمن، والزوجة مطالبة بعمل جاد في البيت وبتربية الأطفال، وقد تربينا على هذا الأمر، وكل ما يحدث الآن هو أمر مخالف للطبيعة".