مثلت المطاعم الشعبية وعددها أكثر من 13 مطعما بعدا ثقافيا آخر بانتشارها في جميع ممرات المهرجان، وشكل الإقبال عليها في بعض الأجنحة خاصة أجنحة المدينة المنورة وجازان والطائف، إعادة لطرح أسئلة العولمة حيال مطاعم الوجبات السريعة المحليّة والعالمية، حيث يبدو منظر حمل مرتادي الجنادرية الأغذية الشعبية والجلوس في زوايا المهرجان لتناولها لافتا, ومحرضا على إعمال التفكير في ثقافات الشعوب ومدى تعلقها بما يطرحه موروثها الشعبي من نمط غذائي محدد، يظل رهنا للحنين، والإصرار على تأكيد الهوية وتأكيد الذاكرة للشعوب والمجتمعات، على نحو ما جسده الإقبال الكبير في الجنادرية على المأكولات والمطاعم الشعبية.
إلى ذلك تحرص كثير من الأسرعلى زيارة القرية التراثية في "أيام العوائل" التي بدأت منذ الاثنين الماضي وتستمر حتى 29 /5 /1432 هـ إلا أن بعض الأجنحة تتميز بكثافة زوارها ومن ذلك جناح اليابان ضيف شرف المهرجان لهذا العام, واضطر المنظمون للجناح إلى وضع حواجز حديدية على شكل ممرات أمام مدخل الجناح يحتاج الزوار إلى الانتظام بداخلها في طوابير طويلة، ومن ثم انتظارهم بعض الوقت في صالة "سينمائية" مزودة بعشرات الشاشات التلفزيونية التي تعرض بعض التقنيات اليابانية والمشاهد التراثية لليابان وذلك لامتصاص أعداد الزائرين وإعطاء مزيد من الوقت لمغادرة الزائرين الذين يتواجدون بكثافة داخل الجناح للاطلاع على التقنية الإلكترونية المتطوّرة ومن ذلك "سيارات المستقبل" وهما نوعان يعرضهما الجناح إحداهما سيارة تعمل بالطاقة الشمسيّة مصمّمة على شكل طبق شبيه بالطائرة تصل سرعتها إلى 130 كلم / الساعة, وسيارة أخرى عبارة عن كرسي متوسط الحجم يعمل بالطاقة الشمسية أيضا يجلس به السائق ويحرّكه بسرعة تصل إلى 30 كلم / الساعة يقول عنه اليابانيون الذين يعرضونه بأنه ابتكار من طلاب جامعاتهم وسيكون "وسيلة نقل المستقبل".
كما يضم الجناح التراث الياباني الذي يتنوّع بين الألبسة والمأكولات والأدوات التراثية المستخدمة في الحروب, إضافة لأنواع من السيارات والفنون التشكيلية والأجهزة الإلكترونية المتطوّرة.
أما خارج الجناح فتتواجد فرقة موسيقية تعزف الكثير من المقاطع الموسيقية الشرقيّة التي تجد إقبالا من الزوار على الاستماع لها وتوثيقها بالكاميرات والهواتف الجوّالة.
لم يستطع أي جناح منافسة الجناح الياباني في عدد الزوار وبقائهم وقتا أطوال للاستمتاع بما يقدّم فيه, سوى جناح "البيت الجوفي" حيث تجد "عزف الربابة" و"الدحّة" و"الشعر العامّي" إقبالا لافتا من الزوار من مختلف الأعمار والجنسيات, بل إن عددا من الغربيين يحضرون للبيت ويشاركون في جلساته وأهازيجه.