قبل أكثر من 48 ساعة، انقشعت سحابة قاتمة السواد من سجلنا اليومي ومن عامنا المنصرم (2011 )، سيئ الذكر، محبط العزيمة، مولد الإحباط، قاتل الطموح، مستنهض الفوضى.. أخذنا – ولا أقول بغرة – لكننا بكل أمانة منحناه كل ما يريد من أجل أن يعطينا وجهه الكالح والمكفهر جراء عملنا والمحصلة المخجلة قياسا بالطموحات و التطلعات التي تليق بوطن ولا كل الأوطان!
هذا هو عام 2011 بالنسبة لرياضتنا السعودية الذي فاضت به الإشكالات، وجف حبر الفرح على أصول، وخفت جيوب الباذلين من غير حساب، واقترن الخواء بخزائن أندية واتحادات ولجنة أولمبية.. رعايات بدأت تنسحب وأخرى مترددة وراغبة في آن.. علت أصوات في الإعلام أكثر من علوها في الميدان، فكانت سنة إعلام وضجيج وفوضى ما أنزل الله بها من سلطان، تمادى من تمادى، وقذف من قذف، وأهين من أهين بعبارة أو تهجين، والمداخلات والبرامج فقدت عقلها ورشدها في كثير من الأحيان، وسمة غير محببة طرأت في السنة الفارطة ألا و هي تقاذف الأسباب والمسببات دون روية ولا عقل رشيد يحكم التصرفات والأقوال.
الشك والتأويل وعدم الثقة المقدم على الاطمئنان والتفسير الحسن وطيب النوايا في القول والعمل، آفة من آفات هذا العام البائس والمثبط لمسيرة رياضتنا.
ومن منطلق كهذا يتوجب علينا أن نتعلم من كل هذه الإسقاطات والإشكالات، وكيف نتحدث عن مهامنا وما نجيد بكل حرفية ومهنية، وكيف نقيم عملنا قبل أن يقيمه الآخرون، وأن نقيم عمل الآخرين في الوقت نفسه بكل مهنية وموضوعية وتحليل معرفي علمي مقنن وفق معايير مقبولة في كل مجال، من السهل الولوج في الإعلام، لكن المهمة الأصعب من يستطيع أن يجعل الإضافة نبراسه ونهجه وهمه، فهؤلاء هم الأبقى، والمجتمع الرياضي بالذات، ما أحوجه لمثل ذلك. ومما يؤسف له أن هؤلاء كانوا بعيدين عن منابر الإعلام وأعمدة الصحف، وارتضوا الفرجة عن بعد على المشاركة بالرأي والمشورة إلى أن ينبلج صبح يفيض بالأمل و الثقة في غد مشرق لشباب و رياضيي هذا الوطن الغالي.
علينا أن نتفاءل على الدوام بالمستقبل، ونسعى لمسببات التفاؤل الحقيقية لا أن نجعل الوهم والوعود الكاذبة سبيلا، وعلينا أن ندعي ذلك اليوم الذي تصبح فيه رياضتنا موئلا للقاصي والداني.