بعد انتظار أربعة أيام بسبب تخصيص الأيام الأولى للرجال، تدفقت الأسر السعودية على أجنحة إمارات المناطق في مهرجان الجنادرية، والمشاركة في الفعاليات والألعاب الشعبية، في تلاقي ثقافات أجيال خلاق وجذاب، خلقه التدفق الكبير للأسر، مما اضطر لجنة الاستعلام التي اتخذت من جناح المدينة المنورة مقراً لها، إلى توزيع 30 ألف سوار للحد من ضياع الأطفال، بحسب رئيس اللجنة محمد الوادي الذي قال لـ "الوطن" : تم توزيع عدد لا بأس به من الأسورة في أول أيام العوائل، حيث تتم كتابة رقم جوال الأب على السوار، وفي حال ضياع الطفل، يتم الاتصال بالرقم، كما تم تجهيز مكان لجلوس الأطفال لحين حضور ذويهم.
ورصدت "الوطن" العديد من الفعاليات، ففي مسرح المناطق، انطلقت الفرق الشعبية تشدو بأعذب الألحان لجذب الزوار، الذين قابلوا ذلك بتفاعل كبير من مشاركة في الرقص والمتابعة، وكان لافتا للنظر تجاور العوائل في المسرح، وشارك الأطفال آباءهم في مسابقات بمسرح إمارة مكة، فيما رقص أهل عسير على أنغام شعبية للمنطقة، ووقفت الفتيات يصورن الحدث.
وفي جناح دولة الإمارات العربية، يشرح مسؤول الجناح سلطان مليح للزوار محتويات الجناح من غرفة العريش، وهي بيت السكن في الصيف، والكرين وهو بيت العروس، الذي شهد إقبالاً كبيراً للسؤال عن عادات العروس، ومحتويات الغرفة من أدوات وثياب تسمى "الكندورة والبريسم"، كما تم عرض صناعة الحبال والعقال العربي ومعرض لأدوات الزراعة، كما تعرض أفلام عن تراث الإمارات، و هم يأملون في المشاركة بشكل أكبر العام المقبل عبر بناء مقر لهم وإحضار فرق شعبية.
بينما في جناح دولة الكويت، تشارك في القسم النسائي بنية البحا بفساتين لمصممات كويتيات وأنواع الحلوى الكويتية كالرهش والدرابيل، وهي تعد المشاركة الأولى لهم، أما هدى المالكي من البحرين فقدمت السمبوسة الصغيرة المحشوة بالمكسرات التي لقيت إقبالاً كبيراً، كذلك تقدم الحلويات القديمة مثل الدرابيل والبهارات البحرينية المميزة والبخور البحريني والعطور المركبة يدوياً. وفي جناح المنطقة الشرقية عرض بيت النعيرية بمحتوياته من جهاز العروس والمنقد والفرش، وفي بيت العروس ظهرت زينة العروس الشرقاوية قديماً من ديرم وعطر وذهب والمشاط والحنا، وارتدت إحدى السيدات الزي كاملاً لتعرف بنات هذا الجيل على شكل العروس قديماً.
ومن جناح الجوف، الذي يشارك لأول مرة بعد توقف خمس سنوات، تعرفت الحاضرات على سلمة عقيق التي تغزل السدو بمهارة وتصنع السجاد، وشرحت منورة ضيف الله الرويلي لوحة صنعتها بيدها فيها صورة الملك عبدالله، وعبارات الشكر والامتنان، وتستخدم منورة قرن الغزال في عملية صنع السجاد وهو الأداة التي تستخدمها من 35 عاماً، أما صالحة نقى من الطائف، فكانت سعيدة بمشاركتها في غزل السدو وأم محمد من الرياض عرضت للزائرات طريقة تغليف الصناديق والصحون بقماش الشالكي، ليعطي مظهراً تراثياً، فيما شاركت الزائرات في النقش العسيري في ركن فاطمة فايع من عسير التي دربت 35 سيدة على هذه الحرفة، وتشارك داخل وخارج المملكة لتظهر للعالم هذه المهارة.
وأوضحت خيرية السلامة من جناح الجوف، أن هذه أول مشاركة لهن، عبر مركز الأسر المنتجة بجمعية الملك عبدالعزيز الخيرية النسائية بالجوف، حيث تعمل هناك 22 حرفية بدوام رسمي، وتلقى سجادات الصلاة التي تصنعها الحرفيات إقبالاً كبيراً كونها من الصوف، ولا تؤذي الركب وسهلة التنظيف، وعرضت مجموعة من السجاد ذات جودة عالية منها سجادة تحتوي على صورة الملك مساحتها 135 في 70 سنتيمترا مربعا، وأخرى مساحتها متران ونصف في متر ونصف، وقالت السلامة "إن إنتاج الحرفيات عليه إقبال كبير من قبل الزوار والبعثات الدبلوماسية".