ليس هناك نهايات بالمعنى المطلق للنهاية، النهاية ليست إلا انتقالا من مرحلة إلى مرحلة أخرى مختلفة، وهذا ما ينطبق على فوضى النهايات التي تداولها العالم أجمع في الفترة السابقة من أن نهاية العالم ستكون في 2012 وتم إغراق الوعي الجمعي بهذا الإيحاء وعزز بالكثير من الأفلام الهوليودية التي لم تذكر عمق الحقيقة. وأعلم أن هناك من يراقب بصمت وربما بخوف هاجس النهايات التي أغرق بها وعي العالم. وهنا لا يجب أن نفرط في خوفنا بقدر ما نبتهج بقدوم عهد ذهبي جديد للإنسانية.

إن بداية 2012 هي بداية النهاية لعهد قديم وبداية عهد جديد على مستوى كوني وروحي مختلف، هو ليست إلا دورة جديدة للأرض والبشر، هبة ربانية تمنحهم الانتقال من منطقة وعيهم الحالي إلى وعي آخر أكثر نضجا. نعم هناك نهاية لشيء ما ولكن على أي مستوى هذه النهاية، وما الذي سينتهي على وجه التحديد؟.. هو ما يجب أن نتبع أسبابه أو نفكر به ونتأمله.

على مستوى الوعي الروحي ستنتهي مرحلة ويبدأ البشر في دخول مرحلة جديدة لم يشهدوا مثلها من قبل وسيختبر الناس تغيرات ذهنية وجسدية مختلفة وعديدة، يتجهون فيها إلى طرح أسئلة مصيرية لم يشهدوها من قبل.

على مستوى الوعي الكوني سيشهد كذلك كوكبنا الجميل هذا تحولا يبشر ببداية العصر الذهبي للأرض، ويؤكد العلماء أن فترة التحول النوعي هذه سواء بالنسبة للوعي، أو للأرض ستكون سلسة وسهلة وطبيعية في حال اختار البشر تركيز اهتمامهم بالمحبة والسلام والرحمة والتوقف عن تدمير الأرض ومن عليها من خلال الحروب ودوافع الشر. وحدهم أصحاب النوايا الصافية والمحبة والعدالة سيحظون بجنة التغيير.

إن من مؤشرات نهايات عهد وبداية عهد آخر جديد ما نشهده من الانهيارات المالية ونهاية عهد الطغاة الذين ظلموا وانتهكوا كرامة الإنسان، مما ينبئ عن ظهور الجماعات الكونية بدلا من السلطات المستبدة، بحيث تكون هذه الجماعات في خدمة الأرض والإنسان.. وهو بداية زمن جميل يليق بإنسانية الإنسان وعمارته للأرض. سوف تنتقل البشرية خلال فترة التحوّل القادمة من البُعد الثالث القائم على الثنائية والمادية، إلى البُعد الكوني الرابع، ثم إلى البُعد الكوني الخامس.

نحن الآن على مشارف حياة جديدة وكل منا سيعمل على اجتيازها وصنع أسطورته الشخصية، ولكل منا طريقة ووسيلة وإشارة، وهمة، وسيكون هناك من يعمل لهذا، ومن يمر به دون أن يعلم إلى أين.

إننا على مشارف مطلع فجر جديد من هذا الزمن. لا شيء سيعيق بصيرتنا في المضي إلى حيث تتجلى حياتنا بشكل مختلف. قال تعالى: "وآتيناه من كل شيء سببا فأتبع سببا ".

عاما سعيدا.