الأسد: لم يكن للحق (حافظ)، كان يربض على تل (علوي)، يرقب الوضع فيما أعوانه يهيمون في الأرض والحقول يصطادون الطرائد ثم (يشبحّون) بحمده.

وعلى حين ظن أنه (ماهر) في أدائه، وأنه قد حقق (رفعت) وانتصاراً إلا أن الأمر عكس ذلك، فإن كل ما قدمه من قتل وسحل (مخلوف) ومردود عليه ولا تستغرب إذا قلتُُُ إنني (شام) رائحة تحول وانقلاب في الغابة.. وسيندم الأسد كثيراً على ما أعدم وقدم ولن تنفعه – حينها – كلمة آسف أو (سوري).

الزوجاء: خلاف ما هو دارج وشائع أن المرأة السعودية مضطهدة ومسلوبة الحقوق، فإن بعض الناس يرون أن المرأة السعودية تحظى بعناية خاصة من المجتمع، بخلاف الزوج الذي يجد أنه يتحمل – غالباً – كل المسؤوليات فهو سائق لنفسه، وأحيانا كثيرة سائق للزوجاء.

والأكثرية يعمدون إلى توفير سائق وسيارة خاصة بالزوجاء، وهذا لا يتأتى عند غيرنا في العالم غالباً إلا لذوات الذوات، وممن يتسنمن مناصب وظيفية رفيعة، أيضا فإن من امتيازات نسائنا حرمة زيارة المقابر، مما يقلل من حالات الحزن والكمد عندهن، أما في الجانب الترفيهي فإن مناسبات الأفراح، وحفلات الزواج النسائية عندنا تتوفر على قدر وافر من الترفيه والتطريب والإسعاد لهن على عكس الرجل السعودي الذي يعتاد المصحات ويزور المستشفيات، ويعود المرضى ويشيع الأموات إلى آخر مساكنهم في الدنيا (المقابر) ثم يذهب لبيت العزاء، ثم يحضر مجبراً حفلة زفاف فيختلط عليه الأمر أحياناً، فلا يدري هل يهنئ أم يعزي لأن جميع الحضور في كلا الحالين "العرس والعزاء" كأنّ على رؤوسهم الطير.. لذلك كله ينتظر الرجل السعودي أن تنشأ قريباً جمعية حقوقية أهلية تطالب بمساواته بالمرأة السعودية في الحقوق والواجبات وتحقيق الحد الأدنى من العدالة والمساواة.

الجري: تراه يركض في سبيل جمع المال والثراء صباح مساء.. لا يكل ولا يمل ولا يجد فسحة من الوقت ليتسامر مع أهله ويلاطف ويراقب أبناءه.. لا يعود مريضاً ولا يزور رفيقاً.. ولا يعين فقيراً.. ينقر صلاته.. ويبخل ويبخس زكاته.. ينشغل عن أصدقائه ويقطع عنهم صلاته.. يعود إلى عشه مكدوداً ومهدوداً لا يستطعم مذاق الراحة ولا يجد لذة السكينة والقناعة.. ليته سمع بالمثل القائل: تجري جري الوحوش.. غير رزقك ما تحوش.

القذراء: إنهم مجموعة من النفعيين الذين يعرقلون حقوق الناس بما عندهم من صلاحيات وسلطات تجعلهم يضعون العقبات.. تلو العقبات عوضاً عن تيسير وتبسيط الخطوات الإجرائية في القطاعات الحكومية بما ينجز الأمور دون بيروقراطية مقيتة ومتعمدة على نحو يشيع "الرشوة"، وهم في ذلك السلوك ينطلقون ولسان حالهم ذلك المثل القميء "ما يخدم بخيل" هؤلاء هم "القذراء" الذين ينتشرون في بعض "مفاصل" الدوائر الخدمية الحكومية لا يهمهم في شيء قدر اهتمامهم بنهب "الجيب"، لا يكترثون بحرمة ما يفعلون ولا يهمهم "العيب".. فلينتظر مثل هؤلاء غضب ربنا وما يخبئه لهم الغيب.

الأقرب: الأرجح والأقرب أن تستمر حالة التحول وسلخ الجلد التي تمر بالعالم العربي بشكل سيطيح بمعظم القيادات العربية التي اكتسبت شرعيتها من فوق ظهر الدبابة، وفوهة المدفع وأطعمت شعوبها خبز الشعارات الجوفاء ودغدغة الأحلام والمشاعر والاتكاء على ظهر الشماعة المستهلكة، وهي استعادة الأراضي الفلسطينية، ومواجهة العدو عبر الاصطفاف في طابور "الممانعة"، والأقرب إن حدث ذلك أن يتمتع العالم العربي بـ"ربيع حقيقي".

الميزان: ترتفع الرواتب مع الحوافز فلا يفرح جمعُ من الناس خوفاً من التجار المتربصين الذين يعمدون إلى رفع الأسعار.. وبخس المكيال، وتطفيف الأوزان ونزع كل بركة لمداخيل الناس البسطاء..

هؤلاء التجار البشعون الأنانيون لا يرقبون إلاّّ ولا ذمة، ولا يخافون رب السماء.. فلا بد أن يمضي فيهم قانون الحساب والعقاب وليُضرب عليهم بيد من حديد، ليرتدع كل طامع.. غير قانع، ذلك أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.