وصلت أزمة المواطنين مع الخطوط الجوية العربية السعودية قبة الشورى أمس، حين وصف أعضاء المجـلس "الخطوط السعودية" بالرجل المريض، مطالبين بناقل وطني جديد، واستدعاء مدير عام "السعودية" لمناقشته.
وبدا واضحاً أن الارتباك الذي لحق برحلات "السعودية" الأسبوع الماضي وشمل عدة مطارات في المملكة ألقى بظلاله على مجلس الشورى، الذي طالب أعضاؤه أثناء فترة الاستراحة الإعلاميين بنقل مداخلاتهم كما هي، أي دون تعديل أو اختصار.
وفيما وصف الدكتور عبدالله الدوسري "الخطوط السعودية" بالرجل المريض، مشدداً على ضرورة إعادة هيكلتها، حذر الدكتور سعد مارق من تأثير "السعودية" على السياحة الداخلية، قائلاً إنها تضرب التنمية والاقتصاد في مفصل مهم، منتقداً تطبيق نظام الحجز الجديد مع بدء الإجازة، ومطالباً بناقل وطني جديد في المملكة.
وحول تعامل موظفي الخطوط مع المواطنين، قال الدكتور طلال بكري إنه الأسوأ "على مستوى طيران العالم أجمع" وهو نفس الوصف الذي منحه الدكتور عبدالرحمن العناد للموقع الإلكتروني للناقل الوطني.
فيما تساءل الدكتور خليل البراهيم عن مبلغ 5.5 مليارات ريال مصروفات تضمنها تقرير الخطوط الجوية السعودية تحت بند "مصروفات أخرى".
وقال البراهيم: بلغت رواتب موظفي "السعودية" 6 مليارات ريال أي ما يوازي ميزانية دولة أفريقية، في حين بلغ عدد موظفيها 15 ألفاً، منهم 29 نائباً لمدير المؤسسة، فهل يعقل ذلك؟
جاء ذلك فيما أكد مساعد مدير عام الخطوط الجوية السعودية للعلاقات العامة والإعلام عبدالله الأجهر، تعاقد "السعودية" مع 3 طيارين يحملون الجنسية البنجلاديشية، قال إنهم ممارسون للعمل على طائرات بوينج 747.
ونفى الأجهر لـ"الوطن" أمس ما تردد عن أن هؤلاء يجري إخضاعهم لدورة تدريبية في اللغة الإنجليزية، قائلاً إنهم منخرطون في العمل في المؤسسة منذ نحو 10 سنوات.
وحول الصيف المقبل، أكد الأجهر أنه ستتم زيادة الرحلات بناء على حجم الطلب، مشيرا إلى أن الوجهات الرئيسية والسياحية "ستسجل صيفا مميزا هذا العام".
شن عدد من أعضاء مجلس الشورى في جلستهم أمس هجوماً هو الأعنف من نوعه على الخطوط الجوية العربية السعودية، منتقدين تلاعب "السعودية" بعملائها ووصفوها بـ"الرجل المريض" وضرورة إعادة هيكلتها، ومطالبة بعض الأعضاء بإنشاء "ناقل وطني جديد".
وطالب أحد الأعضاء بضرورة استدعاء مدير الخطوط لمناقشته تحت قبة المجلس، ووصف الدكتور عبدالله الدوسري التقرير السنوي للخطوط بالمتواضع جدا، وقال إن "السعودية" أشبه ما تكون بالرجل المريض، مشددا على ضرورة إعادة هيكلتها مرة أخرى.
فيما ذكر الدكتور سعد مارق أن "السعودية" تضرب التنمية والاقتصاد في مفصل مهم، أكد أنها تؤثر على السياحة الداخلية بشكل مباشر وجوهري، وطالب مارق بإنشاء ناقل وطني جديد في المملكة، منتقدا تطبيق نظام الخطوط الجديد في بداية الإجازة، وقال إن الخطوط أربكت حركة المسافرين خلال الأيام القليلة الماضية.
ولفت عبدالله الحربي إلى أن هناك انخفاضا في مستوى نقل الركاب في الخطوط، مؤكدا أن نسبة الانضباط في الخطوط بلغت 85% في الرحلات وأن الأسطول غير قادر على تلبية الطلب المتزايد على الرحلات الداخلية.
وانتقد الدكتور طلال بكري معاملة الموظفين في "السعودية" واصفا إياها بـ"أسوأ المعاملات" في طيران العالم أجمع، واستشهد بكري بتجربة شخصية حيث أكد أنه سبق أن اتصل على الرقم الموحد للحجز وأفاده الرد الآلي بأن الموظفين مشغولون وأن الرد عليه قد يستغرق 10 دقائق إلا أن فترة الانتظار امتدت لأكثر من 45 دقيقة من أجل أن يرد موظفو الخطوط ولم يتم الرد عليه.
أما الدكتور خليل البراهيم فتطرق إلى ما أشار إليه التقرير حيث أوضح أن إيرادات الإركاب بالتقرير بلغت أكثر من 16 مليار ريال بينما بلغت مصروفات التشغيل والصيانة أكثر من 17 مليار ريال، متسائلاً عن مبلغ أكثر من 5.5 مليارات مصروفات ذكرت في التقرير بمصروفات أخرى، ما هي تلك المصروفات، كما أن التقرير أشار إلى أن رواتب الموظفين بلغت أكثر من 6 مليارات ريال وهي تمثل موازنة دولة أفريقية، مضيفاً أن عدد الموظفين بلغ 15 ألف موظف وهذا يدل على وجود إشكالية إدارية متفاقمة، ومدير المؤسسة لديه 29 نائبا فهل يعقل ذلك.
وأكد الدكتور عبدالرحمن العناد أن الموقع الإلكتروني "السعودية" هو الأسوأ في العالم، وقال إن الموقع الإلكتروني شيء مهم جدا وهو لا يتطلب جدولة رحلات أو إعداد استراتيجية للموظفين وإنما يحتاج إلى عقول تعالج الموقع.
وطالب الدكتور يحيى الصمعان بمضاعفة الرحلات الداخلية للخطوط لمعالجة مشكلة الانتظار وعدم وجود حجوزات، فيما أكد المهندس محمد النقادي أن "السعودية" هي الناقل الرسمي في المملكة تشكل عقبة كبيرة أمام التطور الوطني وازدهاره، مشيراً إلى أن الخطوط لا تزال لديها 98 طائرة فقط في وقتنا الحاضر وهذا عدد قليل جداً.
وأكدت اللجنة في بيان لها بأن الخطوط السعودية لم تلتزم في عرضها للمنجز خلال عامي التقرير لما ورد في قرار مجلس الوزراء عند إعداد التقارير المقبلة، موضحة أنها لاحظت أن مشكلة توفير المقاعد للرحلات الداخلية لا تزال قائمة وما زال المسافر يعاني من عدم الحصول على مقعد في الرحلات الداخلية، ولذا فقد أفردت اللجنة توصيتها الأولى لمعالجة هذا الوضع.
ورأت اللجنة أنها تدرك بأن السفر بالطائرة أصبح خدمة تنافسية عالية منذ دخول المسافر أرض المطار وصعود الطائرة ووصوله إلى محطة السفر الأخرى ولذا فإنه أصبح من الأهمية تطوير الكفاءات الفنية والخدمية التي تعمل في مواجهة المسافرين وقد جاءت التوصية الثانية، فيما تضمنت التوصية الثالثة تقديم الخطوط الجوية العربية السعودية تفاصيل خطتها العشرية مع تضمين ما تحقق منها في تقريرها السنوي.
ودعت اللجنة في توصيتها الرابعة إلى إعادة هيكلة الجهاز الإداري والقوى العاملة في الخطوط السعودية بما يتوافق مع جدوى برنامج التخصيص. حيث رأت اللجنة إلى أهمية هذه التوصية نظراً للمتغيرات السريعة في بيئة الطيران ومتطلبات التحديث وبرنامج التخصيص.
وكان المجلس استمع أمس إلى تقرير من لجنة الإسكان والمياه والخدمات العامة بشأن التقريرين السنويين لوزارة المياه والكهرباء للسنتين الماليتين 1428/ 1429 - 1430/ 1431، ولاحظت اللجنة أن تقرير الأداء السنوي للوزارة اشتمل على عدد من المعلومات عن أنشطتها وإنجازاتها والصعوبات التي تواجهها في أداء مهامها، وأكد الأعضاء في مداخلاتهم أهمية أن تتابع الوزارة التأخير في المشروعات بسبب أداء المقاولين العاملين معها وعجزهم عن إكمال المشروعات في وقتها، كما لاحظ الأعضاء وجود عدد من الوظائف الشاغرة في سلم الوزارة.
وكشفت اللجنة عدم دقة الأرقام الواردة في التقرير عن استهلاك المياه ومواردها، ودعا الأعضاء إلى ضرورة سد العجز المالي المستمر الذي تعانيه شركة الكهرباء وإيجاد حلول عاجلة لهذا الأمر في ظل النمو الاقتصادي والسكاني الذي تشهده المملكة.