استطاع أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز خلال أربع سنوات مضت من تسنمه زمام المسؤولية أميرا لمنطقة عسير أن يبرهن للجميع أن العمل الإداري لا يقتصر على القيادة الإدارية فحسب، بل يصل إلى الإنجاز الملموس والمبادرة والعمل والتنفيذ على أرض الواقع.
وبلغة الأرقام كان الفعل يسبق القول في المنجزات التنموية التي شهدتها منطقة عسير في الأربعة الأعوام الماضية، بعد أن نالت نصيبا وافرا من دعم الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز.
وأثبت الأمير فيصل بن خالد في فترة وجيزة من العمل المضني والشاق أن "منطقة عسير" حققت قفزات تنموية كبرى في مختلف المجالات بعد أن ذلل الصعاب، وأشرف بنفسه على كل مراحل التأسيس والتطوير والبناء بما يحقق الهدف المنشود لتنمية الإنسان والمكان.
مجالس الأمير
من يدخل إلى مجلس الأمير فيصل بن خالد لأول مرة يجد نفسه محفوفاً بمعاني الضيافة الرفيعة والاحترام والتقدير، في حضرة رجل يتكلم في الوقت المناسب بالمفردات المناسبة، ويحقق المراد منها بأقل الكلمات وأوجزها وأوفاها، وأبلغها قيمة ومعنى.
ولأمير عسير مجلس صباحي يستقبل فيه المواطنين والمواطنات في ديوان الإمارة، ويتم فيه استقبال ومعالجة عدد كبير من القضايا الخاصة بالمواطنين والمقيمين على حد سواء، وتراوح إجمالي ما تم استقباله في المجلس الصباحي العام من المعاملات وتم البت فيها ومعالجتها من قبل سموه أكثر من 22333 مواطنا خلال الأربعة الأعوام الماضية.
وللأمير مجلس مسائي يعقد في قصره بخالدية أبها يستقبل فيه المواطنين والمسؤولين، ويتم من خلاله استلام بعض الشكاوى حسب وضعها إن كان طارئاً أو مستعجلاً، حيث يلتقي مساء يوم السبت رؤساء الدوائر الحكومية والقضاة ورجال الإعلام والفكر، ويلتقي مساء الاثنين مشايخ القبائل والمواطنين، ويتناول الجميع معه العشاء، ثم يستمع لطلبات المواطنين وشكاواهم.
كما أن للأمير فيصل بن خالد جلسة شهرية يدعو لها كافة المسؤولين في المنطقة وعامة المواطنين، وفي كل جلسة يتم تخصيص موضوع معين للنقاش، يستضاف فيها أحد مديري الإدارات الحكومية المعنية بتقديم خدمات مباشرة للمواطن، ويدور حوار صريح وشفاف بين المسؤول والمواطن، ويخلص في مجمله إلى تحقيق الهدف المنشود من اللقاء في مختلف المجالات.
ركيزة الاستقرار
يعد الأمن الركيزة الأساسية لاستقرار المواطن، وليتحقق العيش في حياة طيبة كريمة لا بد من توافر كل المقومات الأمنية التي من شأنها الحفاظ على مكتسبات الوطن وراحة المواطن، وفي منطقة عسير تحديدا يولي الأمير فيصل بن خالد الجانب الأمني بالغ الاهتمام، حيث يقف على كل التفاصيل متابعاً وموجهاً بكل قرار حاسم.
وخلال الأربعة الأعوام الماضية؛ تم إنشاء عدد من المشروعات التطويرية سواء في المباني والتجهيزات أو الآليات والقوى العاملة، من أهمها زيادة عدد القوى العاملة، حيث ارتفع عدد الأفراد من 4894 فرداً في عام 1428 إلى أن أصبح في عام 1431 قرابة الـ5341 فرداً، يقابله ارتفاع عدد الآليات المستخدمة في شرطة منطقة عسير التي كانت في عام 1428 تبلغ 1916 آلية، وارتفع العدد إلى 2304 آليات، كما ارتفع عدد المباني من 69 مبنى خلال عام 1428 إلى 83 مبنى حتى عام 1431.
وعلى الرغم من الزيادة المطردة في عدد السكان؛ إلا أن الجريمة سجلت في منطقة عسير انخفاضاً واضحاً وملموساً في معدلها، حيث تم تسجيل 6996 قضية جنائية للفترة من 1/5/1428حتى 29/10/1431 مقارنة بالفترة من 1/10/1424 حتى 29/4/1428 والبالغة 7746 قضية، بانخفاض 750 قضية جنائية وبنسبة 9.68% وتركز الانخفاض في جرائم الاعتداء على المال بانخفاض 1603 قضايا جنائية بنسبة 40%.
وتم خلال الفترة نفسها كشف غموض 77 قضية اعتداء على المال كانت مقيدة ضد مجهول، وأصبحت معلومة وجرى التحقيق مع الجناة واعترافهم بارتكاب تلك القضايا، ومعرفة مصير المبالغ المسروقة.
وأمام كل هذه الإنجازات يباشر أمير عسير مهامه اليومية متابعا وموجها لكل الجهات الأمنية، ويتلقى التفاصيل على مدار الساعة.
شاهد عيان
المتتبع للخطة التنموية الثامنة للمشاريع الصحية بمنطقة عسير قد لا يصدق للوهلة الأولى ما تم إنجازه في الخطة، لولا أن أضحت شاهدا للعيان ومسجلة بالأرقام والأسماء والاعتماد والتكاليف ومدة تنفيذ المشاريع بفضل من الله أولا ثم بالتوجيهات السديدة التي توليها القيادة الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، إذ تم اعتماد مشروع المدينة الطبية بمستشفى تخصصي بسعة 1350 سريرا، ومستشفى للصحة النفسية وعلاج الإدمان بسعة 200 سرير بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 120 مليون ريال، واكبها الطلب بزيادة سعته إلى 400 سرير، بالإضافة إلى إنشاء مراكز تخصصية أخرى مثل مركز الأورام والقلب والسموم والعيون والرعاية الأولية ومختبر إقليمي، وتنفذ كل هذه المشاريع على مراحل متتالية وفقاً لخطط الموازنة لوزارة الصحة، فيما بلغ عدد المشاريع المنتهية 133 مشروعا بتكلفة 1.416 مليار، في حين تبلغ قيمة المشاريع الجاري تنفيذها 2.33 مليار.
انتهاء الأزمة
تجاوزت منطقة عسير وعلى يد الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز مشكلة طالما أرقت المسؤول والمواطن في المنطقة، وتتمثل في نقص الإمدادات المائية خاصة في فترة الصيف، حيث وقف أمير عسير متابعا وراصدا للمشكلة وبذل الكثير من الجهد حتى تحقق الفرج بتشغيل محطة التحلية بالشقيق "المرحلة الثانية"، وبدأت أبها الحضرية على وجه الخصوص تنعم بوفرة المياه، كما سيتم في القريب العاجل إيصال المياه إلى كامل الشريط الجبلي من المنطقة من محافظة ظهران الجنوب جنوباً وحتى سبت العلايا شمالا، كما تم توقيع عقود تغذية محافظتي تثليث وبيشة بالمياه من الآبار الجوفية شرق محافظة تثليث بطاقة تصل إلى 80 ألف متر مكعب في اليوم.
وتحقق للمنطقة الكثير من الإنجازات خلال الأربع السنوات الماضية، حيث بلغت قيمة الأعمال التي تمت ترسيتها خلال هذه المدة 3.891 مليارات ريال، وهي مشاريع تخص أعمال للمياه والصرف الصحي، مثل الشبكات بملحقاتها ومحطات المعالجة والتنقية والخزانات، إضافة إلى بعض المباني الإدارية للمديرية، بالإضافة إلى ترسية أعمال السدود التي بلغ عددها 46 سداً بقيمة 556.254 مليون ريال.
تغطية للخدمات
الإدارة والإرادة دفعتا المنطقة طوال أربعة أعوام مضت إلى تسجيل قفزات كهربائية كبيرة من أهمها أن أصبحت من أعلى النسب على مستوى العالم في استيعاب المشتركين واستهلاك الكهرباء.
ورغم هذه الفترة القصيرة في عمر الزمن إلا أن قطاع الكهرباء حقق الكثير من المنجزات وشهد قفزات هائلة سواء من حيث الكمية أو النوعية أسهمت ـ بحمد الله ـ في تحسين المستوى المعيشي والأداء الاقتصادي والخدمات العامة للإنسان.
وخلال الأربع السنوات الماضية تم إيصال التيار لنحو 83 ألف مشترك جديد يمثلون نحو 30% من أعداد المشتركين منذ تأسيس الشركة وحتى بداية مهمة أمير عسير، وارتفعت نسبة التغطية للخدمات الكهربائية إلى 99.4% من المشتركين، وهي نسبة تعتبر من أعلى نسب التغطية الكهربائية على مستوى المملكة، كما تم خلال هذه الفترة إنشاء وتشغيل نظام نقل الطاقة على الجهد الفائق 380،000 فولت الذي يربط منطقة عسير مع محطة توليد المياه والكهرباء في الشقيق، وهذا الجهد هو أعلى جهد نقل للطاقة مستخدم في المملكة.
تذليل الصعوبات
تعد الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية من أهم الإدارات التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالمواطن خصوصاً فيما يتعلق بالجانب الإنساني لذوي الدخل المحدود، وفي منطقة عسير خصوصاً وخلال الأربعة الأعوام الماضية كان هناك الكثير من التغييرات والنقلات النوعية التي شهدتها المنطقة سواء كان ذلك في المشاريع المنفذة أو مستوى الخدمة التي تقدمها فروع الوزارة للمواطنين كان آخرها إنشاء المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية بمنطقة عسير، ويهدف إلى التنسيق بين الجمعيات الخيرية وتشجيع التواصل والزيارات وتذليل الصعوبات والمعوقات والعمل على تنظيم لقاءات سنوية ودورية في المنطقة لتبادل الأفكار والخبرات، والقيام بالبحوث من خلال آلية محددة إضافة إلى تشجيع القطاع الخاص لدعم العمل الخيري بالمنطقة، والذي جاء بتوجيه مباشر من الأمير فيصل بن خالد رئيس المجلس، إضافة إلى الكثير من المشاريع التي يتابعها بكل دقة.
أنموذج المدن
على الرغم من التضاريس الجغرافية التي شكلت عائقاً أمام إنجاز عدد من المشاريع الحيوية في المنطقة؛ إلا أنه وبفضل الله ثم بمتابعة أمير منطقة عسير؛ استطاعت الأمانة أن تخطو خطوات رائدة لتحقيق التطلعات بجعل منطقة عسير أنموذجا تنافس به جميع مناطق المملكة الأخرى، وذلك إيماناً منه بضرورة تلبية جميع احتياجات المواطن،