يقول الخبر الصحفي إن شرطة المنطقة الشرقية أوقفت البارحة الأولى 19 مراهقا لإزعاجهم المتسوقين وكسر إحدى البوابات الخارجية لمجمع تجاري بعد منعهم من دخول المجمع لتخصيصه للعائلات!
هكذا باختصار: تواجدوا في المكان الخطأ.. في الزمان الخطأ.. أرادوا الدخول.. تم منعهم بحجة القانون الصريح.. رفضوا الانصياع للقانون.. أحدثوا الفوضى.. كسروا البوابة.. جاءت الشرطة.. وتم القبض عليهم!
ثمة سؤال يلازمني منذ سنوات ولم أجد له إجابة مقنعة: لماذا لا يجرؤ هؤلاء على هذه الممارسات في مجمع السيف في ضاحية السيف البحرينية على بعد عشرين كيلو مترا؟
لماذا يتحوّل الواحد منهم إلى مثال في الانضباط والأخلاق والأدب؟
لن أغوص في جذور المشكلة وأبحث عن دور المؤسسة التربوية والإعلامية.. ومن هنا تحديدا، سأتحدث عن الحادثة تبعا لملابساتها وظروفها الراهنة.. وسأجتهد في عرض سببين رئيسيين..
الأول يتعلق بالعقاب.. هناك في الجوار العقوبة لا ترحم ولا تستثني.. هنا العقوبة يتم تمييعها وتخفيفها وتجفيفها؛ بحجة عدم جرح مشاعر هؤلاء الشباب، على الرغم من كونهم جميعا في سن التكليف!
السبب الآخر أن الشاب يدرك أن "الواسطة" لا تنفعه هناك.. "لا عارف ولا معروف".. بينما هنا يدرك أن نفوذ والده أو معارفه أو أنسابه أو جيرانه، سيخرجه من المشكلة كالشعرة من العجين.. هي مجرد تعهد وتوقيع و: "لا تعودها مرة ثانية"، والسلام.. والواقع يثبت لنا ذلك، فنحن حتى الآن لا نعرف ماذا تم بشأن الذين أحدثوا الفوضى في اليوم الوطني وغيره!
ولذلك ستتكرر المشكلة مستقبلا.. كما تكررت سابقا.