افتتحت أول من أمس بمدينة فاس "عاصمة متوسطية للفلسفة" أشغال الدورة التاسعة لربيع الفلسفة حول "وهن الحضارة ومرض المتوسط: براديغم الثورات"، تشخيصا جماعيا للاختلالات والأمراض التي تصيب جسم حوض متوسطي يعاني لتضميد جراحه.
وينكب باحثون وجامعيون من دول متوسطية عدة، على مدى ثلاثة أيام، على مسؤولية الفكر الفلسفي في مواكبة التحولات العميقة التي تهز الفضاء الجغرافي الاستراتيجي. يتعلق الأمر، حسب الباحث عزيز الحدادي، رئيس جمعية أصدقاء الفلسفة، منظمة التظاهرة، "بعيش الفلسفة مع التفكير في مستقبل المتوسط بوصفه فرصتنا الوحيدة للخروج من مآزقنا الميتافيزيقية واستيعاب مفاهيمنا للمعرفة والحقيقة والحرية".
ويتطلع هذا الموعد الفلسفي إلى تكريم روح الفضاء المتوسطي باعتباره مهدا لحوار الثقافات والتسامح بين الأديان وتحالف الحضارات. وسيحاول المشاركون المنتمون إلى إسبانيا، فرنسا، سوريا، اليابان والمغرب، تقديم عناصر للإجابة بخصوص القضايا المتعلقة بإرساء مناخ للتسامح بين العقل والدين.
ومن أهم المحاور التي تحظى باهتمام الدورة "براديغم الثورات والحرية في المتوسط"، "الحق في الفلسفة والحق في الحياة" و"مرض الحضارات المتوسطية". ويتم على هامش هذه الدورة تقديم الكتاب الأخير لعزيز الحدادي "العالم العربي في ضيافة العدمية"، وهو دعوة إلى العالم العربي للخروج من السلبية والإمساك بزمام المستقبل. وتميزت الدورة السابقة لربيع الفلسفة بتسليم جائزة ابن رشد للفيلسوف الفرنسي ادغار موران. يذكر أن فاس أُعلنت عام 2008 عاصمة متوسطية للفلسفة من قبل نخبة من الباحثين الذين شاركوا في اللقاء الدولي السابع للفلسفة.