أكد المفكر الشيعي اللبناني الشيخ علي الأمين لـ"الوطن" أمس أنه ليست لإيران ولاية على شيعة العرب، لأنهم ينتمون إلى دول وأنظمة سياسية أخرى، وبالتالي ولاؤهم لهذه الدول، وليست لأي دولة خارجة عن دولتهم ولاية عليهم. وطالب الأمين، إيران بأن تكون علاقاتها مع الدول على المستوى الرسمي وليس وفقا لأحزاب أو انتماءات عقائدية.
وشدد الأمين في لقاء مع "الوطن" بقصر المؤتمرات في الرياض على هامش فعاليات مهرجان الجنادرية الـ26، على أن تدخل قوات درع الجزيرة في البحرين نظامي استهدف حفظ الأمن وحماية المؤسسات، وتم وفق عهود ومواثيق بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وأوضح أن المعارضة البحرينية كانت لديها فرصة للحوار حينما دعاها ولي العهد البحريني للتحاور، لكنها أضاعت الفرصة عندما أصرت على الشارع. لافتا إلى أنه من الخطأ أن يكون للشيعة مشروعهم الخاص بعيدا عن المؤسسات الحكومية.
وأبدى الشيخ علي الأمين استعرابه من موقف المراجع الدينية في العراق من أحداث البحرين، الذي ساند المعارضة، على الرغم من أنها تحرم المظاهرات في العراق من أجل مطالب مشروعة للمواطنين، بينما تبيحها في البحرين. وأفاد بأنه كان على تلك المراجع أن تلعب دورا في تهدئة الأمور في البحرين، وتحث المعارضة على الحوار.
وعبّر المفكر الشيعي عن أسفه في أن الصوت الشيعي المعتدل البعيد عن المصالح السياسية لا يلقى قبولا لدى الأنظمة العربية، ولا يجد الدعم لكي يصبح أكثر تأثيرا خاصة أنه يفتقد الإمكانات والقدرات على إظهار نفسه.
واستطرد بأن ذلك جعل شيعة لبنان تخشى التواصل مع المجتمع، بعد أن سيطر حزب الله وحركة أمل التابعان لإيران، على مكونات الصوت الشيعي المعتدل، وباتا في واجهة المجتمع بعد أن رسما صورة ذهنية لدى الآخرين أنهما الممثلان الوحيدان للشيعة.
وتابع الأمين، منذ الثمانينات حينما وقع الخلاف المذهبي في لبنان أكدنا أننا جزء لا يتجزأ من محيطنا العربي والإسلامي، وسعينا دائما لإبعاد الفتنة المذهبية، لكن لا أحد يسمع الصوت المعتدل بسبب قوى الأمر الواقع (حزب الله، وحركة أمل) اللتين سيطرتا على دار الإفتاء الجعفري وحولته إلى مركز حزبي منذ 2008 وحتى الآن، وأصبح كل من يخالف الثنائي الشيعي يعتبر خارج الطاعة.
وأوضح أن خلافاتنا السياسية في لبنان أبرزت جملة من الاصطفاف السياسي والمذهبي نتج عن ضعف الدولة اللبنانية وعدم إحكام سيطرتها. وقال: لو طبقت الدولة القانون لم يكن هناك اصطفاف مذهبي وسياسي ومرجعيات عانينا منها طويلاً. موكدا أن الشيعة المعتدلين هم أنصار الدولة، وهو الحزب الكبير الذي يضم مسلمين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم ومسيحيين، لكنه لا يلقى الدعم من الدولة.
وطالب بمرجعيات الدولة لحل الخلافات والاحتكام إليها في المسائل الخلافية.
وحول تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية، قال الأمين: إنه أمر اعتدنا عليه، وهو طبيعي لأن من يبحثون عن الحكم لا يرونه مسؤولية وتكليفا بل يعتبرونه غنائم لذلك يتنازعون عليه، في حين أن الشعب لا يعنيه تشكيل الحكومة.
وأثنى الأمين على دور المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي جعل الحوار يترسخ أكثر ويتعمق داخل المسلمين بين مختلف المذاهب وبين غير المسلمين وسائر الثقافات الأخرى. مشيرا إلى أن مهرجان الجنادرية وندواته الفكرية والحوارية يثبت ذلك.
وأفاد بأن فكرة ندوة "الإسلاموفوبيا" بشقيها الفكري والسياسي جديرة بالتوقف، وتكشف أن المنظمين للمهرجان متابعون للقضايا التي تهتم بالعالم الإسلامي والمسلمين، خاصة أن الاتهامات الباطلة التي توجه للإسلام ألقت المزيد من الأضواء على هذه الفكرة.