جددت المعارضة اليمنية تمسكها بصيغة المبادرة الخليجية لحل الأزمة والمقدمة إليها في الثالث من أبريل الجاري والتي تنص صراحة على تنحي الرئيس علي عبدالله صالح عن السلطة. وفي الوقت نفسه أكدت مصادر من المعارضة لـ"الوطن" أنها لا تزال تنتظر الرد على التوضيحات التي طلبتها حول عبارة "آلية انتقال السلطة" التي تضمنتها المبادرة الخليجية في نسختها الثانية التي قدمت لطرفي الأزمة في اليمن في العاشر من الشهر الجاري والتي وافقت عليها الحكومة.
إلى ذلك دافع الرئيس اليمني، أمام الآلاف من أنصاره الذين تجمعوا في ساحة السبعين في صنعاء أمس، عن شرعيته كرئيس دولة منتخب، فيما انضم أعيان دينيون وقبليون إلى المحتجين المطالبين برحيله. وفي مقابل دعوته لزعماء المعارضة أن يحكموا ضمائرهم ويتوجهوا إلى الحوار، شن صالح هجوما عنيفا على أحزاب اللقاء المشترك المعارضة له، ووصفها بـ"قطاع الطرق". وفي ساحة التغيير قال خطيب الجمعة إن "ما يقوله صالح من تهويل من أن اليمن قنبلة موقوتة وغيرها من تصريحات لإخافة الأشقاء والأصدقاء غير صحيح".
دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح معارضيه إلى الحوار، رغم وصفه لهم بـ"قطاع الطرق"، قائلاً إن الحوار مع المعارضة لا بد أن يتيح فرصة لتوافق وطني يسهم في تسوية الأزمة السياسية القائمة في البلاد. وطالب المعارضة بـ"تحكيم ضمائرها وعدم الزج باليمن في المزيد من التصعيد والاحتقان عبر الحوار للاتفاق على كلمة سواء من أجل أمن واستقرار الوطن". وقال صالح إن المعارضة تقف وراء تعطيل ضخ النفط في بعض الحقول في مأرب وشبوة والتسبب في أزمة شح أسطوانات الغاز المنزلي الذي تعاني منه كافة مدن البلاد. واعتبر المسيرات الجماهيرية المؤيدة له بمثابة استفتاء على شرعيته الدستورية، مشيرا إلى أنها تمثل رسالة واضحة للداخل والخارج مفادها أن الشعب اليمني حسم أمره بالوقوف إلى جانب الشرعية الدستورية القائمة.
وانتقد ما وصفه بـ"الاختلاط بين الجنسين بساحة التغيير بصنعاء"، داعيا أحزاب المعارضة إلى "منع هذا الاختلاط كونه يتنافى مع ما يقره الشرع والدين". وكان مئات الآلاف من اليمنيين المؤيدين للرئيس صالح قد احتشدوا في مسيرة جماهيرية هي الرابعة من نوعها خلال شهر انطلقت وسط حراسة أمنية وعسكرية غير مسبوقة من وسط صنعاء بعد أداء المتظاهرين لصلاة الجمعة في الساحة المقابلة لمسجد القبة والشوارع الرئيسة الممتدة حتى منطقة ميدان السبعين المتاخم لمقر دار الرئاسة اليمني.
وفي ساحة التغيير اعتصم مئات الآلاف في الساحة للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل صالح. وتمنى خطيب الجمعة "سقوط هذا النظام لتحقيق الأهداف السامية لبناء دولة مدنية حديثة"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن لأي ثورة أن تنتصر بغير الثبات". كما تمنى أن يستجيب صالح لدعوة الشعب المطالب برحيله. ووجه الخطيب رسائل مطمئنة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، قائلا "نطمئن أشقاءنا بأن اليمن سيكون أفضل بعد سقوط النظام ورحيل صالح .. سيكون بلدا مستقرا وآمناً". وأكد أن ما يقوله صالح من تهويل من أن اليمن قنبلة موقوتة وغيرها من تصريحات لإخافة الأشقاء والأصدقاء غير صحيح".
إلى ذلك شهدت تعز مسيرة مليونية احتجاجية هي الثالثة التي ينظمها المعتصمون بساحة الحرية خلال أقل من أسبوع. وفي عدن شارك عشرات الآلاف في ما أسموها "جمعة القضية الجنوبية" تلبية لدعوة شباب ثورة 16 فبراير بعدن. من جهة ثانية حذرت مصادر أمنية من مخطط للمعارضة باحتلال مبنى التلفزيون في العاصمة صنعاء. وقالت ذات المصادر إن هناك "معلومات تفيد بأن أحزاب اللقاء المشترك تعتزم تسيير مظاهرة إلى التلفزيون في إطار مخطط يهدف إلى افتعال الفوضى".