وسط مظاهرات ومطالبات ليبيين أمام الباب الرئيسي لمقر الجامعة العربية بالقاهرة أمس بالعمل على وقف "المجازر ضد الليبين"، عقد الأمين العام للأمم المتحدة المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى برئاسة مشتركة اجتماعا للمنظمات الدولية والإقليمية لبحث الأزمة الليبية. وقالت مصادر من داخل الاجتماع إن خلافا نشب بين رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جون بينج من جهة والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون من جهة أخرى حول صيغة البيان الختامي للاجتماع. وأصرت أشتون على وضع عبارة "لا بد أن يرحل القذافي" وهي العبارة التي رفضها بينج. وهو ما اتضح خلال الكلمة المقتضبة التي القاها بينج في المؤتمر الصحفي، غادر بعدها مباشرة، متعللا بموعد سفره. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في كلمته إن الاجتماع جاء في غاية الأهمية لتبادل الآراء. وأضاف "تبادلنا وجهات النظر بهدف الوصول إلى طريق نعبر بها عن مواقفنا".
وفي المقابل أعلنت أشتون أن الأهم هو "الوقف الفوري لإطلاق النار واحترام حقوق الإنسان والتخلص من قمع القذافي وصولا إلى تحول ديموقراطي". وقالت إن النظام الليبي فقد شرعيته، وعليه أن يترك السلطة للشعب. ومن جانبه أكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو على التوافق بين المنظمات في حق الشعوب من أجل نيل الحرية، مشيرا إلى أن منظمة المؤتمر الإسلامي من أولى المنظمات التي أدانت عملية قتل المدنيين وإراقة الدماء وتطبيق قراري مجلس الأمن 1970 و1973.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن الاجتماع أسفر عن مقترحات لحل الأزمة الليبية والاستجابه للمتطلبات المشروعة للشعب وإيجاد الظروف لإيصال الإمدادات الإنسانية. وأضاف أنه جرى خلال الاجتماع التحدث عن خارطة طريق لحل الأزمة الليبية وسط مقترحات تركية، وأكد على ضرورة أن يكون هناك وقف لإطلاق النار خاضع للمراقبة، وأنه تم التأكيد على حرية التنقل وتسهيل وصول الإمدادات الإنسانية.
وفي بروكسل أكد وزير خارجية بلجيكا ستيفين فانكير أنه "لا يمكن وضع أي سيناريو أو تصور سياسي دولي لمستقبل ليبيا مع استمرار وجود القذافي". وقال إن رحيله عن السلطة هو الخيار الوحيد أمامه الآن، كما أن عناصر نظامه المؤيدين له ليس أمامهم سوى خيارين، إما البقاء بالسفينة حتى تغرق بهم مع القذافي، أو القفز منها قبل اللحظات الأخيرة من غرقها والانضمام إلى صف الثوار.
وفي برلين أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الولايات المتحدة "ستدعم بقوة" عملية الحلف الأطلسي في ليبيا حتى تنحي القذافي عن الحكم. وقالت كلينتون لنظرائها في حلف شمال الأطلسي إن "أصواتا جديدة في ليبيا وخارجها انضمت إلى الدعوات لرحيل القذافي".
ميدانيا سمع دوي انفجارين قويين في قطاع باب العزيزية حيث مقر إقامة القذافي وسط طرابلس إثر تحليق طائرات. وفي بنغازي أعلن متحدث باسم الثوار عن سقوط ما لا يقل عن 13 قتيلا، أربعة منهم مصريون، وجرح خمسين آخرين في هجوم شنته قوات القذافي على مصراتة التي يسيطر عليها الثوار.