بعد أيام قلائل من هدوء الضجة القانونية والأدبية حيال الكاتب الهولندي "كييس فيسر" وكتابه "جوليانا" الذي دار حول قصة زواج وحياة الملكة السابقة جوليانا والدة الملكة الحالية للبلاد بياتريكس، أعلنت الكاتبة "مارتينا مولن" إصدارها لكتاب جديد حول الأسرة المالكة، ولكنه هذه المرة يحمل اسم "أنا وبياتريكس"، وسيكون الكتاب في متناول القراء يوم 19 الحالي عن دار النشر "بوميثيوس".
وقالت مارتينا إن كتابها في خطوطه العريضة يدور حول أحزان ملكة البلاد، مشددة على أنه خيالي، ولكن يحمل بعض الوقائع التى تعرضت لها الملكة مؤخرا، بدءا من حادث مدينة ابل دورن عام 2009، عندما اقتحم رجل أمن سابق بسيارته المسرعة جموع المحتفلين بمهرجان عيد الملكة الموافق 30 أبريل من كل عام، وأسفر الحادث في حينه عن مقتل المقتحم و 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين. وكان فاجعة للأسرة المالكة التي كانت تشارك في الاحتفال، وأصيبت العائلة بالذعر وتم إجلاؤها وفض الاحتفال، حيث ساد الاعتقاد الأولي أنهم مستهدفون بهذا الحادث حتى أرست التحقيقات نتائجها.
والحادث الثاني الذي تتناوله الكاتبة في الرواية، الصرخة المدوية التي أطلقها مختل عقلي العام الماضي إبان تواجد الملكة وأسرتها للاحتفال بذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية أمام الجندي المجهول في العاصمة أمستردام، وهي الصرخة التي أصابت جموع المحتفلين أيضا بالفزع، وهرج أسفر عنه إصابة العشرات بسبب التدافع اعتقادا منهم بوجود هجوم إرهابي أو ما شابه ذلك.
وتبحر الكاتبة بأسلوبها الأدبي النفسي المعروف عنها، في أعماق الملكة وأحزانها في الفترة بين الحادثين وما بعدهما، وتتطرق إلى المشاعر المختلطة التي واجهتها الملكة وأسرتها من صراعات نفسية، ومحاولات للنيل من العائلة المالكة واختراق لحياتها، وإصرار الملكة رغم تلك المشاعر الحزينة على الاستمرار قدما في مهامها، لتتجاوز صراعاتها مع نفسها، ومع بعض أفراد العائلة، ومع نجلها الأكبر ولي العهد الأمير فيلم الكسندر وفقا للكاتبة.
ويترقب الهولنديون صدور الكتاب وما يمكن أن يحدثه من جدل قانوني وأدبي، وتوقع اعتراضات من الأسرة المالكة نفسها، حيث تعد حياة الأسرة المالكة بمثابة "التابو" الذي لا يجب الاقتراب منه أو الخوض فيه.
ويشار إلى أن مارتينا مولن "1966" كاتبة ومؤرخة، ومبدعة في مجال السيناريو، كانت أولى رواياتها "مدينة الحجر" والتي فجرت فيها قضية شعور المرأة بأنانية الرجل رغم شعارات المساواة.
يذكر أن نشر الكتاب السابق حول الملكة الأم جوليانا للكاتب كيس فيسر قد واجه عقبات قانونية بضعة أشهر، حتى قضت محكمة هولندية في 26 مارس الماضي بحق الكاتب في نشر الكتاب دون تغيير في الأحداث أو لغة التناول الأدبي للرواية.