كشف مدير عام إدارة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم الدكتور عبدالله بن فهد العقيل، أن الوزارة انتهت من تصاميم مخططات أربعة مراكز خاصة بفئة طلاب التوحد، سيتم توزيعها كمرحلة أولية على المنطقة الوسطى والشرقية والغربية والشمالية، لرفع مستوى التدريب لدى هذه الفئة من الطلاب.
وأضاف أن وزارة التعليم العالي تعمل على التوسع في استحداث التخصصات التي تعنى بتخريج كوادر وطنية في مجال التربية الخاصة بشتى فروعها للالتحاق بسلك التعليم بإدارة التربية الخاصة بالوزارة، مرجعاً ذلك إلى النقص في بعض التخصصات التي تفتقر لها برامج ومعاهد التربية الخاصة، يأتي في مقدمتها تخصص اضطرابات النطق واللغة، كذلك اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه، وصولاً إلى تخصص متعددي العوق، مشيرا إلى وجود 120 ألف إصابة بالتوحد في المملكة.
جاء ذلك تزامنا مع معرض التوعية بمرض التوحد الذي أقيم في الخبر مؤخراً بمناسبة اليوم العالمي للتوحد.
وأشار الدكتور العقيل إلى تخصيص الفصل الثاني من السنة الثالثة من برنامج ما بعد المتوسطة ليخضع خلاله الطلاب والطالبات ممن تسمح إعاقتهم ويمكن تأهيلهم إلى برنامج تدريب ميداني في إحدى الشركات أو المؤسسات يؤهل خلالها الطلبة لأداء أعمال بسيطة مثل ترتيب أرفف المواد الغذائية في السوبرماركت، إلى جانب تدريبهم على تعبئة الأكياس لمساندة المحاسبين العاملين في السوبرماركت، وبعض المحلات التجارية، فضلاً عن بعض الأعمال البسيطة التي تتناسب مع الطالبات والتي في نهاية المطاف تؤمن للجميع راتباً وعيشاً كريماً.
وأكد أن مشروع دمج طلاب التربية الخاصة في مدارس التعليم، حقق كثيراً من أهدافه التي رسمتها الوزارة، إلى جانب خلق فرص للتحسين المستمر أمام المشروع، مؤكداً العوائد المجزية التي فرزها المشروع انطلاقاً من الترشيد الاقتصادي، والذي وفر تكاليف بناء المباني المستقلة، إلى جانب توفير فرص الدراسة أمام الطلاب في أماكن قريبة من سكناهم، كذلك فرز عن المشروع تنمية ثقافة تعامل الطلاب العاديين مع طلاب التربية الخاصة، فضلاً عن احترام الفروق الفردية.
وحول أسباب تفشي الإصابة بالتوحد بين أفراد المجتمعات على مستوى العالم، قال مساعد مدير فرع الجمعية السعودية الخيرية للتوحد بالمنطقة الشرقية علي حصوصة لـ"الوطن"، "حتى الآن لا تزال أسباب الإصابة بالتوحد غير معروفة، وإن كانت الأبحاث ترجح العوامل الجينية التي تؤثر على بعض القدرات في المخ قبل أو خلال أو بعد الولادة، مشيرا إلى أن التوحد يحدث في كافة الفئات ومختلف الأعراق واحتمال إصابة الأولاد به هو أربعة أضعاف احتمال إصابة البنات. وأشار حصوصة إلى قلة المكافأة السنوية التي تصرفها وزارة الشؤون الاجتماعية للتوحديين، والتي لا تتجاوز خمسة عشر ألف ريال للمريض، مؤكداً أنها لا تفي بالغرض في ظل المصاريف الباهظة التي يحتاج لها المصاب بالتوحد، وتثقل كاهل ذويهم، خصوصاً من أصحاب الدخل المحدود، داعياً كافة القطاعات الحكومية المسؤولة لإنشاء لجنة لدراسة أحوال المصابين بإعاقة التوحد وأهاليهم، وكذلك الأسر التي توجد بين أفرادها إعاقة توحد إلى عدم الخجل والتحفظ سراً على ذلك، خصوصاً في المراحل المبكرة من اكتشاف الإعاقة، التي تستلزم تدخلاً مبكراً للعلاج والرعاية الخاصة التي تنعكس إيجاباً على سلوك المصاب.
وعن أبرز صفات الأطفال ذوي التوحد، قال إنها تتباين من طفل إلى آخر، ويمكن ملاحظة العديد من الصفات بدءاً من ضعف التفاعل مع الأصوات المحيطة، أو النداء بما يوحي بالصم، كذلك الانعزال الاجتماعي، حيث يوجد رفض من قبل مريض التوحد للتفاعل والتعامل مع الأسرة والمجتمع، إلى جانب قصور التواصل البصري مع الوالدين أو الآخرين، وضعف المشاركة في اللعب مع الأطفال، فضلاً عن ضحك أو بكاء عشوائي، مع نوبات غضب شديدة في بعض الحالات، وكذلك الخمول التام، أو الحركة المستمرة بدون هدف، وصولاً إلى مقاومة التغيير، وقلة الاهتمام بالأشخاص المحيطين، منوهاً بأن أفضل الإجراءات العلاجية هي عمليات التدخل السلوكي المبكرة لضمان الحصول على أفضل النتائج.
وعرف مدير إدارة التربية الخاصة بتعليم المنطقة سعيد الخزامين التوحد بأنه اضطراب نمائي ناتج عن خلل عصبي "وظيفي" في الدماغ، يظهر في السنوات الثلاث الأولى من العمر، ويتميز فيه الأطفال بالفشل في التواصل مع الآخرين، وضعف واضح في التفاعل وضعف في اللعب التخيلي، وأشار إلى أن أبرز أنواع التوحد بدءاً بالتوحد التقليدي وعرض اسبيرجر وعرض ريت، إلى جانب اضطراب الطفولة التحللي واضطراب النمو الشامل غير المحدد. وأوضح أن الإصابة بالتوحد ليس لها علاقة بأية خصائص ثقافية أو عرقية أو اجتماعية، مؤكدا على أهمية توعية أفراد المجتمع باضطراب التوحد، وإشراك الأطفال المرضى وأسرهم بأنشطة المجتمع، ودمجهم فيه، والترفيه عن الأطفال ذوي التوحد، وصولاً إلى اكتشاف الحالات الجديدة، وتقديم الرعاية لها، والسعي لتحقيق الدمج التربوي لهذه الفئة مع أقرانهم العاديين.
وأكد الخزامين، حرص وزارة التربية والتعليم على زيادة الاهتمام ببرامج وفعاليات طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في كل عام، والحرص في الوقت نفسه على دمج هؤلاء التلاميذ مع أقرانهم العاديين في نفس المدارس، بهدف إتاحة فرصة الدراسة لهم بمدارس تكون قريبة من منازلهم، وإعدادهم للمشاركة في الحياة الطبيعية مع أقرانهم العاديين في نشاطات المجتمع المختلفة من ثقافية واقتصادية واجتماعية.
ولفت الخزامين إلى أن إدارة تعليم المنطقة دأبت منذ أن تقرر تطبيق عملية الدمج التربوي للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة عام 1417هـ وفقاً لاستراتيجيات الوزارة، وقال إن تعليم المنطقة يسعى دائماً لاستحداث برامج وفصول جديدة لطلبة الاحتياجات الخاصة في عدد من المدارس، لتضاف إلى مجموع الفصول السابقة في مختلف مدن ومحافظات المنطقة، الذي بلغ عدد برامجها حتى العام الدراسي الحالي 1431 /1432هـ، 29 برنامجاً لفئة العوق السمعي وبرامج الأمل للصم، إلى جانب 77 برنامجا لصعوبات التعلم، و12 لفئة العوق البصري (المكفوفين وضعاف البصر)، إضافة إلى 33 برنامجاً لفئة التربية الفكرية، و8 لاضطراب التوحد، و3 لمتعددي العوق.
وأشار إلى أن مراكز التربية الخاصة بالدمام والقطيف والخبر، تلعب دوراً حيوياً يتمثل في تقديم خدمات التشخيص والاستشارة والدعم لجميع مدارس المنطقة، فضلاً عن التقييم الدقيق لجميع الحالات، من خلال دراستها وتشخيصها وتقييمها وإعداد التقارير لها وتوجيهها إلى المكان التربوي أو التأهيلي المناسب، لافتاً إلى أن إجمالي الحالات الواردة لمركز التربية الخاصة بالدمام لعدد من أنواع الإعاقة منذ افتتاحه 1423هـ حتى 1431هـ بلغ أكثر من 30 ألف حالة.