زحام الرياض لا يطاق.. أمس استغرق الزمن كي نقطع مسافة كيلو متر واحد أكثر من 45 دقيقة! المشكلة الأكبر أن الزحام تجاوز الأثر الاقتصادي، والمادي واستنزاف الطاقات إلى التأثير على نفسيات الناس!
يستيقظ الموظف نشيطا مبتهجا لكنه يدخل مقر عمله "متنرفزا" بسبب الزحام.. يعود الموظف إلى منزله فيتعرض للزحام فيدخل منزله بذات الحالة.. والأمر ذاته ينسحب على المناسبات التي يصلها الناس متأخرين في حالة يرثى لها!
دعونا نتحدث عن طريق الملك فهد مثلا.. لست مهندسا اقتصاديا، لكنني على أتم استعداد أن أثبت للمهندس الذي صمم هذا الشريان الرئيس والحيوي أنه وقع في أخطاء هندسية ندفع ثمنها اليوم في هذا الزحام الرهيب. طريق الملك فهد سعته مقبولة.. ثلاثة مسارات يفترض أن تضمن انسيابية الحركة.. لكن شيئا من ذلك لا يحدث، حيث تحول هذا الطريق الحيوي المهم إلى مأزق مروري كبير! ثمة مشكلة عالقة في طريق الملك فهد ـ وقلت هذا غير مرة ـ تكمن في أن المداخل تأتي قبل المخارج.. هناك سيارات تريد الدخول وسيارات أخرى تريد الخروج فيحدث الاختناق على الطريق السريع.. يفترض أن يحدث العكس.. المخارج أولا ثم المداخل.. حتى ينتقل الزحام إلى طريق الخدمة. مرور الرياض تنبه لهذه النقطة فأصبح يسد المداخل بسيارات المرور! النقطة الأخرى تتعلق بالمرور ذاته.. هناك سيارات تزحف على الطريق، نعرف أن السرعة العالية مخالفة، لكن السير بسرعة أقل من المطلوب مخالفة أخرى أيضا.. يفترض أن يتقيد السائق بالسرعة المقترحة نظاما.. الانسيابية مطلوبة.. يفترض بالمرور تسجيل المخالفتين.
مؤكد أن هناك حلولا يسيرة كثيرة، قابلة للتنفيذ لفك الاختناقات.. يفترض أن تبادر إليها الهيئة العليا لتطوير الرياض.
أعلم أن هناك حلولا عملية تتعلق بوسائل النقل العام والقطارات وغيرها.. لكن هذه الحلول تحتاج وقتا، ونحن اليوم أمام مشكلة تتضخم، وتركها انتظارا لمبضع الجراح يعني مجتمعا يسير في الشارع و"نفسه براس خشمه"!