تصيب العديد من الأسر الحيرة عندما ترزق بمولود، وسبب الحيرة اختيار الاسم المناسب، خاصة في وجود آراء مختلفة للأب والأم والأهل، على سبيل المثال عندما ترزق الأسرة بمولودة "أنثى" تضطر للبحث في مواقع الإنترنت والمكتبات وحتى الأصدقاء عن اسم جديد لها، ومن شروط الاسم الذي تبحث عنه غالبية الأسر أن يلفت انتباه الآخرين، بحيث لا يكون الاسم موجودا خصوصا لدى الأسر القريبة، فيما لا تشكل أسماء الذكور عائقا للأسرة في معظم الأحوال، حيث يتم عادة اختيار أحد الأسماء المتداولة بين المجتمع.

وفيما بات بعض مواقع الإنترنت بمثابة المعاجم اللغوية التي تقدم الأسماء الجديدة، يكمل بعض المواليد خصوصا مـن الـفتيات الـشهر الأول، دون أن يعثر أهلها على الاسم المـناسب لـطموحهم، فـيما نجد أحيانا أن بعض المواليد يحمل أكثر من اسم خلال الشهر، حتى تقرر الأسرة في النهاية اختيار اسم له، وأحيانا نرى البعض يحمل اسمين أحدهما رسمي بالوثائق والآخر عام في المجتمع.

تقول أم يوسف إنها رزقت ببنت بعد أربعة ذكور، وعندما حان الـوقت لتسميتها أصيبت بالحيرة، فاشترت من المكتبة كتابا لأسماء المواليد، وبحثت في مواقع الإنترنت عن بعض الأسماء التي تلفت انتباه الآخرين، وتضيف أنها أطلقت على مولودتها خلال الأشهر الأولى 12 اسما، وفي النهاية تدخل والدها وأجرى قرعة بين تلك الأسماء، واختار أحدهما.

أما أم لمار فتذكر أنها انتظرت شهرا ونصف كي تستقر على اسم لابنتها بالاتفاق مع زوجها، مشيرة إلى أن اسم ابنتها يدل على ماء الذهب، وهي أغلى عندها من ذلك كله.

وتسـتغرب من تـسمية بعض الأسر لأبنائها بأسماء غريبة أو قديمة وخاصة للبنات، حيث إن هذا الاسم يكون له تأثير على الحياة الاجتماعية للطفلة، فـتصبح صاحبة الاسـم الـغريب مصدرا لتعليقات زميلاتها بالمدرسة.

ويقول فيصل السهلي إنه اتفق مع زوجته على أن تسمي هي الـبنات، وهو يـسمي الأولاد، حيث إن تسمية الأولاد ليست صعبة بالنسبة له، أما زوجته فتعتبر تسمية البنات صعبة، حـيث تـضطر إلى تغيير أكثر من اسم خلال الأسبوع الأول للـولادة حتى الاسـتقرار النهائي.

وبين الـسهلي أن زوجـته الـيوم نظرا لـتجربتها في تـسمية بناتها أصبحت خبيرة في أسماء المواليد، ومستشارة بمعاني الأسماء، حيث بات الأقارب يتصلون بها ويبحثون لديها عن أسماء جديدة لمواليدهم.

إلى ذلك قال الأخصائي النفسي بمستشفى الصحة النفسية بـالمدينة نـاصر الذبياني: الاسم غير اللائق للمولود يؤثر كثيرا على نفسية الطفل، فتجده عادة يتهرب من أقرانه، وذلك خوفا من السخرية منه.

وبين أن بعض الـناس يقومون بتغيير أسمائهم عند الكبر، خاصة إذا كانت أسماء غير لائقة، وفي المقابل فإن الأطفال ذوي الأسماء الجيدة تجدهم فخورين بأسمائهم، حيث تولد لديهم هذه الأسماء الإحساس بالعزة والفخر.