نقرأ ونسمع كثيرا عن تقديم معلومات غير صحيحة عند إدخال بيانات طلب توظيف أو ابتعاث أو نقل، وآخرها غربلة بيانات "حافز"، وما نشر عن شطب نساء لحوالي 2000 سجل تجاري خاصة بهن للدخول في إعانة "حافز".

وحالات "الكذب" هذه ليست قليلة ولا نادرة ولا استثناء، نقوم بها نحن للحصول على غرض ما من الحكومة. الكذب حالة يومية تمارس بكثافة، ويمكن لكل منا تسجيل كذباته اليومية وكذبات من حوله. الكذب قيمة أخلاقية راسخة فينا، وخيارنا الأول، فلدى كل منا فرصة للحصول على غرضه بمجرد كذبة، ليس للتعامل بها فيما بيننا فحسب، بل بيننا وبين الحكومة، نكذب لنرضي المسؤول والمسؤول يكذب ليرضينا، ولا نعاتب بعضنا، نكذب على المعلم وعلى الابن وعلى الغريب، نكذب ولا ننهى بعضنا، ولا نلاحظ أننا نكذب، وأحيانا تضطرنا بعض اللوائح والأنظمة للكذب اضطرارا، وأحيانا نكذب بلا سبب. وما دام الكذب قيمة راسخة وتكاد تكون هي القيمة المركزية في يومياتنا فنحن لا يرجى لنا ولا منا خير.

الكاذب لا يؤمن، وهذا ما وضحه النبي عليه السلام حين أكد أن السارق والزاني يؤمنان لكن الكاذب لا يؤمن.

نحن بحاجة لهيئة مكافحة الكذب، وهي ممكنة، لكن الصعوبة في اختيار القائمين عليها. نحن بحاجة لأن نكون بشرا متواضعين. بعبارة واضحة نحن بحاجة لأن نكون مؤمنين أو حتى قابلين لأن نؤمن بالله.

الكاذب لا يؤمن.