تحدى بضع مئات من المحتجين أوامر الجيش المصري بإخلاء ميدان التحرير بوسط القاهرة أمس وتعهدوا بالبقاء في الميدان إلى أن يلبي المجلس الأعلى للقوات المسلحة مطالبهم بالانتقال إلى الحكم المدني وبحملة تطهير أكبر للمسؤولين الفاسدين، فيما شهد ميدان مصطفى محمود بضاحية المهندسين، وقفة سلمية من مؤيدي الرئيس السابق حسني مبارك، بعضهم يطالبه بالعودة، والبعض الآخر ممن حملوا صورته، يطالب بعدم النيل من كرامته حال إخضاعه للتحقيق.. وأغلق المحتجون ومعظمهم من الشبان وبعضهم عاطل الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير بالأسلاك الشائكة منذ الجمعة الماضي حين تجمع مئات الآلاف في واحدة من أكبر التظاهرات منذ تخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن منصبه. وبعد أن فشل الجيش في إخراج المحتجين ليل الجمعة انسحب من الميدان.
واتهم نشطاء حقوقيون الجيش باستخدام مفرط للقوة ضد محتجين مسالمين خلال محاولة إخلاء الميدان. وقالت مصادر طبية إن 13 شخصا أصيبوا بطلقات نارية وإن اثنين لقوا حتفهم.
وما من مؤشر على أن الجيش يستعد لمحاولة جديدة للسيطرة على الميدان في وقت لاحق أمس.
وفي الميدان كان هناك محتجون يرفعون الأعلام المصرية إلى جانب باعة جائلين يبيعون البطاطا الحلوة فضلا عن العاملين الذين يجوبون الشوارع متجهين إلى جهات عملهم.
وتناثرت أكوام من القمامة في الميدان وهياكل شاحنات الجيش التي أضرمت فيها النيران خلال أحداث ليل الجمعة. وخضع رئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف أمس أمام جهات التحقيق بجهاز الكسب غير المشروع.
يأتى ذلك فيما بالغت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالدفاع عن الرئيس السابق، وقالت الحكومة المصرية، التي اختارها شباب الثورة "ستسعى لإدانة مبارك حتى وإن لم تتوافر الأدلة الكافية".
ورفض شباب ائتلاف "ثورة 25 يناير" أمس الدعوة التي وجهها الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز للشباب فى منطقة الشرق الأوسط، وفى مقدمتها مصر للتطبيع مع بلاده سعيا لإعادة، ما أسماه العصر الذهبي بين اليهود والمسلمين".